تسلم المدير العام للموارد المائية في وزارة الطاقة والمياه فادي قمير جائزة “فينيكس”، في فيلا عودة مساء امس، في حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل والوزير السابق شارل رزق والرئيس القاضي فوزي خميس وعدد من السفراء ورجال الدين والمدراء العامون واصدقاء المُحتفى به وفعاليات.
عودة
والقت ممثلة بنك عودة راعي الجائزة كريستيان عودة كلمة اكدت فيها “التزام البنك تنمية الثقافة في لبنان في اطار سياسة دعم تنمية الفنون وابراز قيمة الارث اللبناني”، معتبرة ان على كل “مؤسسة المساهمة في الحياة الثقافية في البلد لا سيما عندما تفتقد الدولة والمجموعات المحلية الى الامكانات المادية لتقوم بذلك، لذا، من الطبيعي ان يكون بنك عودة اختار رعاية “جائزة فينيكس” منذ انشائها عام 1996 والتي تمنح كل سنة عن عمل أدبي مكتوب باللغة الفرنسية لكاتب لبناني او لكاتب فرنكوفوني كتب عن لبنان، وهذه السنة منحت الجائزة للسيد فادي قمير عن كتابه “الديبلوماسية المائية” ونكسوس”.
نجار
من جهته، قال مؤسس الجائزة ومديرها المحامي الكسندر نجار: “انها الجائزة 23 التي تمنحها اللجنة المؤلفة من كتاب وصحافيين لبنانيين الى أديب لبناني كتب بالفرنسية او لاديب فرنسي كتب عن لبنان، وأحبت ان تعطي الجائزة هذه السنة للسيد قمير نظرا الى خبرته الطويلة في مجال المياه وطريقة ادارتها على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية، لا سيما وانه أحد واضعي نظرية الديبلوماسية المائية، اي كيفية ادارة المياه، لا سيما بين الدول التي تتنازع على المياه”.
اضاف: “للمرة الاولى تمنح الجائزة لكتاب علمي، ورغبت لجنة التحكيم تسليط الضوء عليه انطلاقا من وعيها لاهمية المياه خصوصا بالنسبة الى لبنان من الناحية البيئية وشح المياه، ما اضطره لاقامة السدود، ومن الناحية السياسية اذ نلاحظ الى اليوم اطماعا بمياه لبنان، وفي الوقت نفسه هناك اهدار للمياه، لذا علينا ان نكون واعين لهذه الثروة من هنا اهمية الكتاب التي أهلته للحصول على الجائزة”.
قمير
ثم تحدث قمير فأعلن إهداء الجائزة وقيمتها 2000 دولار اميركي مناصفة بين اكاديمية العلوم لما وراء البحار واكاديمية المياه.
وبعدما شكر مانحي الجائزة، قال: “كوكبنا يواجه تهديدات كبرى تتمثل في تدهور البيئة والتغيرات المناخية، ولمواجهتها علينا ان نتحرك على كل المستويات، من المجموعات المحلية الى المستوى العالمي وذلك بهدف تأمين استمرارية الانسان على الارض وحمايته من نهاية محتملة”، مذكرا في هذا السياق باختفاء شعب المايا بسبب فقدان التوازن في مثلث المياه- الطاقة والغذاء”.
ولفت الى ان “البند 21 من القمة العالمية حول المناخ نص على وجوب التحرك العاجل لوقف اهدار الموارد الطبيعية وتدهور البيئة بهدف مواجهة هذه التحديات الكونية”.
واكد ان “على اهل العلم والثقافة الاتحاد لابراز الدور الرائد الذي يمكنهم القيام به على هذا الصعيد بتكامل التربية والحلول العلمية”، واضعا الكتاب والمربين في “الخط الامامي للمواجهة من اجل تنمية مستدامة بهدف تأمين امن الانسان واستمراريته”، داعيا الى تحفيز الشباب على استخدام طاقة متجددة وحماية الاحتياطات المائية والمجالات الحيوية البيئية بهدف دعم تنفيذ برامج الامتثال التي وضعتها الجمعية العلمية”.
وخلص الى القول، ان “مستقبل الارض مرتبط بالمياه وبالطاقة وبالغذاء الآخذة في التناقص، وعلى القوى المائية اتباع خيار الديبلوماسية المائية لارساء السلام المائي على مستوى الانهر العابرة للحدود، وعلى الدول، لتتمكن من مواجهة التحدي، التزام اهداف التنمية المستدامة و”نكسوس” بغية تأمين الامن والسلام للانسان على الارض”، مشددا على “تكامل العلم والثقافة في هذا المسار”.