افتتحت الجامعة الأنطونيّة Antonine University-UA بالتعاون مع وزارة الصحة ورعايتها، مؤتمر “الصحة والراحة النفسية” “The Wellness and Mental Health Week”، الذي يستمر أسبوعاً في حرم الجامعة في الحدت-بعبدا، ويتخلله 15 ورشة عمل يشارك فيها اختصاصيون عالميون في مجال الصحة النفسية على مدى اسبوع. بهذه الخطوة أصبحت الجامعة الأنطونيّة هي الأولى في لبنان التي تضع استراتيجية للصحة والراحة النفسية في المحيط الأكاديمي، وبالتالي أضحت جامعة نموذجية من خلال تطبيق مفهوم الصحة النفسية وفق معاييرعالمية، وهذا الأمر سيترجم بتوقيع بروتوكول تعاوني بين الجامعة ووزارة الصحة.
شمّاعي
وخلال الجلسة الإفتتاحية تحدث ممثل مدير عام وزارة الصحة الدكتورربيع شمّاعي مشيراً الى ان وزارة الصحة تولي اهمية كبيرة للصحة النفسية فتعمل من خلال البرنامج الوطني للصحة النفسية على اعادة هيكلة نظام الصحة النفسية في لبنان ليتماشى مع الأدلة العلمية وحقوق الإنسان. كاشفاً بالأرقام ان شخصاً من اصل أربعة يتعرض لإضطراب نفسي، وكل 40 ثانية نفقد شخصاً بسبب الإنتحار، وان 70% من الإضطرابات النفسية تبدأ قبل عمر 24. ولفت شمّاعي الى ان الوزارة تعمل من خلال استراتيجية على خمسة موارد اساسية ابتداءً من القوانين وصولا للأبحاث مرورا بخدمات الوقاية والعلاج، وقد اعتمدت نهجاً تشاركيا من خلال عملها يداً بيد مع اكثر من 40 شريك محلي وعالمي الى جانب تواصلها مع الوزارات، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
ونوّه شمّاعي بأهمية هذه الخطوة المحورية التي تقوم بها الجامعة الأنطونية بالتعاون مع وزارة الصحة، مشيراً الى انه سيصار الى توقيع وثيقة تفاهم بهدف دعم الجامعة الأنطونية لتطوير وتطبيق استراتيجية للصحة النفسية للجامعة، وذلك ان دل على شيئ يدل على الفكر السباق والرائد للجامعة والنظرة المستقبلية الواعدة لها، معلنا ان الوزارة تولي أهمية كبيرة لهذه المبادرة ومبدياً استعدادها للدعم والمتابعة في العمل معا يد بيد.
جلخ
بدوره لفت رئيس الجامعة الأنطونية الاب ميشال جلخ الى ان الجامعة الأنطونيَّة تسعى من خلال هذا المؤتمر الى الاضاءة على الأبعاد الإنسانيَّة والحيويَّة لطلابها. وان يكون طلّابها سعداء لأن الحياة تستحقُّ السعادةَ والتفاؤل والعيش.
واضاف بالقول: “إنَّنا نعمل في الجامعة الأنطونيَّة من أجل التحصيل الأكاديميّ والعلميّ، غير أنَّ النجاحَ في الحياة بحاجة لمهارات موازية تساعد الطالب على تمتين هذا التحصيل من خلال تنمية مهارات إنسانيَّة وروحيَّة ونفسيَّة، وذلك من أجل بناء علاقة صِحِّيَّة وسليمة مع أخيه الإنسان مهما كان مختلفًا عنه. وسأل: ماذا ينفع الإنسانَ إن تطوَّر علميًّا وازداد تقوقعًا، وماذا يفيد الطالب إن تخرَّج أكاديميًّا وانعزل اجتماعيًّا؟ وكيف لي أن أكون سعيدًا إذا كان مَن أعيش معه في المنزل نفسِه أو في الجامعة ذاتِها أو في البيئة او المنطقة عينها أو البلد الواحد تعيسًا أو بائسًا؟
علم
الى ذلك كانت كلمة لنائب رئيس الجامعة لشؤون التنمية البشرية المتكاملة الأب جان علم الذي تحدث فيها عن اهمية انعقاد هذا المؤتمر ولا سيما لما له من انعكاسات ايجابية على ىالطالب، ورأى انه لا يكفي الاحتفاء بالراحة النفسية وتشجيع الناس على جعلها أولوية في حياتهم، انما من الضروري أن تكون لدينا الشجاعة والقوة للمشاركة في هذا الشعور بالضيق. واضاف إن هذا النشاط يهدف لتمكين الطالب من كسر هاجس الخوف الداخلي الذي يعيشه في ظل مواجهة الصعوبات التي يمكن ان تعترضه في هذه المرحلة من حياته، بهدف تكوين اطار حاضن له يستطيع من خلاله التعبير عن الصعوبات وتعلّم طلب المساعدة اللازمة لتخطي اي تحد نفسي.
وتم خلال الجلسة الإفتتاحية تكريم الدكتورة ميرنا غنّاجي وتقديم ريشة الجامعة الفضية لها.