نظّمت وزارة الصناعة ومصرف فرنسبنك ورشة عمل قبل ظهر اليوم في معهد البحوث الصناعية عن” الحلول المقترحة لتمويل استخدام الطاقة المستدامة في الصناعة” برعاية وزير الصناعة وائل أبو فاعور ممثّلاً بالمدير العام للوزارة داني جدعون. وحضر المدير العام لمعهد البحوث الصناعية الدكتور بسام الفرنّ، المدير العام لفرنسبنك نبيل القصّار، رئيس لجنة البيئة في جمعية الصناعيين اللبنانيين المهندس ابراهيم الملاح ممثّلاً رئيس الجمعية الدكتور فادي الجميّل، رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة بيار الخوري، وصناعيون وبيئيون وموظّفون في وزارة الصناعة وفرنسبنك ومعهد البحوث الصناعية وممثّلون عن الوزارات والادارات العامة واكاديميون.
الفرنّ
وألقى الدكتور الفرنّ كلمة أكد فيها أن “موضوع ندوتنا اليوم يجمع ثلاثة عناوين رئيسية وعلى درجة عالية من الأهمّية، ويكشف مدى ارتباط العلاقة الاستراتيجيّة في ما بين مكوّنات هذا البحث، أي كيفية ايجاد السبل الفضلى لتمويل الانتاج الصناعي بواسطة الطاقة المستدامة أو البديلة أو الجديدة الصديقة للبيئة والأقلّ كلفة، توصّلاً إلى ما هو متعارف عليه باسم الصناعة الخضراء ( Green Industry ). وكان معهد البحوث الصناعيّة ولا يزال رائداً في توجيه الصناعيين ومساعدتهم عبر الندوات وورش العمل المتخصّصة والجولات الميدانية على المصانع، على أهمية وضرورة استخدام مبادئ كفاية الموارد والإنتاج الأنظف داخل المؤسسات الصناعية بهدف خفض كلفة الإنتاج وترشيد استخدام المواد الأولية والكهرباء والفيول وتقليص الأثر البيئي السلبي واعتماد وتطبيق تكنولوجيا التصنيع الحديث مما يساهم في زيادة تصدير المنتجات اللبنانية. ونحن في لبنان، يمكن الاعتماد على أكثر من مصدر من مصادر الطاقة المتجدّدة، وان تبرز الطاقة الشمسيّة في المقدّمة، من دون اغفال مصادر الطاقة الهوائية او المائية.”
الملاح
ثم تحدّث الملاح:” أولت جمعية الصناعيين قطاع الطاقة اهتماماً كبيراً لناحية مصادرها، استعمالها، كلفتها وأثرها على الاقتصاد والبيئة. ودعت الى اطلاق استراتيجية وطنية شاملة تقوم على ترشيد وتخفيض كلفة استعمال الطاقة واستعمال الطاقة البديلة ودعم الطاقة المكثّفة والاستفادة من الطاقات المستقبلية، وهذه مسؤولية المصانع اللبنانية من خلال اتباع الوسائل الادارية العصرية ورفع الانتاجية واستعمال الآلات الحدبثة ذات التكنولوجيا العالية، وتخفيض استعمال الطاقة باعتماد نظام التيار التفاعلي، في إطار أرضية مالية متوافرة من خلال برامج التمويل وعبر القروض المدعومة الفائدة 1%، والويلة الاجل بين عشر وأربع عشرة سنة.” ودعا إلى “تفعيل استخدام الطاقة البديلة على اختلافها، خصوصاً ان لبنان لديه اكثر من ثلاثماية يوم شمس ولديه مناطق لا ينقطع عنها الهواء، واماكن مثالية عدة لبناء محركات هوائية، وثروة مائية”.
القصّار
وتحدّث القصّار:” نعي خطورة تغير المناخ والاحتباس الحراري وتأثيرهما على مستقبل الأجيال القادمة. نؤمن معًا بأننا سنكون قادرين على تشجيعكم وتحفيزكم على تغيير نوعية أعمالكم وإدراج كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في أنشطتكم اليومية مما يسمح لكم بتخفيض فواتير الطاقة بنسبة تزيد على خمسين بالماية في بعض الأحيان مع الحفاظ على البيئة في الوقت نفسه. وبلغ تمويل فرنسبنك خلال السنوات الثلاث الماضية ما قيمته أكثر من مئة وعشرين مليون دولار لمشاريع كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، ومشاريع الأبنية الخضراء. ووصل عدد هذه المشاريع لأكثر من مئة وخمسة وسبعين مشروعا. وقد سمحت المشاريع التي تم تمويلها خلال السنوات الثلاث الماضية بانخفاض ملحوظ في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ( أكثر من سبعة آلاف طن) وتوفير أكثر من احد عشر مليون كيلوواط من الطاقة في السنة. وفي نيسان 2018 ، كان فرنسبنك أول مصرف في المشرق العربي الذي يصدر سندات خضراء بقيمة ستين مليون دولار أمريكي، حيث بلغ اكتتاب مؤسسة التمويل الدولية (IFC ) خمسة وأربعين مليون دولار أمريكي والبنك الاوروبي لاعادة البناء والتنمية (EBRD ) خمسة عشر مليون دولار أمريكي. ويتم استخدام السندات الخضراء حصريًا في تمويل المشاريع الخضراء والبيئية.”
جدعون
وتحدّث جدعون عن أهمية الابتكار في الانتاج الصناعي وضرورته لديمومة القطاع الصناعي اللبناني وازدهاره، كما عن أهمية التوجّه بقوة الى استعمال الطاقات البديلة توفيراً لكلفة الانتاج وحفاظاً على البيئة وترسيخاً لمفهوم الصناعة الخضراء ضمن رؤية الوزارة التكاملية ” لبنان الصناعة 2025″ التي تتضمّن من ضمن أهدافها العملانية اعتماد اقتصاد المعرفة الأمر الذي مفاده الالتزام بالابتكار والتخصّصية والتكامل بالانتاج والتطوير والحفاظ على البيئة. وشكر جدعون معهد البحوث الصناعية، النموذج الأبرز للشراكة بين القطاعين العام والخاص منذ الخمسينيات كمركز للأبحاث والتطوير والفحوص المخبرية والفنية، على استضافته ورشة العمل عن الطاقة المتجدّدة. كما شكر فرنسبنك على مبادرته وتعاونه وشراكته مع الوزارة في موضوع اعتماد الطاقات المتجدّدة ومساهمته في وضع برامج تمويلية للصناعيين الراغبين، وتنظيمه ورش العمل في مختلف المناطق، والاسهام في فتح آفاق التعاون مع الخارج ولا سيما مع الصين.
وإلى الشريك الدائم لوزارة الصناعة، جمعية الصناعيين اللبنانيين، توجّه جدعون بالشكر والتمنيات بالعمل المشترك دوماً لمصلحة القطاع الصناعي. وتمنّى النجاح والتقدّم لجميع المشاركين في المؤتمر.
ثم عرض فيلمان وثائقيان عن نشاطات وزارة الصناعة، وعن مبادرة فرنسبنك المتعلّقة بتمويل استخدام الطاقة المستدامة.
ظريفة
وتحدّث مدير شبكة الفروع في المصرف انطوان ظريفة عن الفوائد المالية والاقتصادية للتحوّل التدريجي نحو استخدام الطاقة المستدامة.