د. زمكحل: «لا بد من أن إستخراج الغاز والبترول سيكون «حبل خلاص» للإقتصاد اللبناني لكن على المدى الطويل»
«علينا أن نكون حذرين ونستفيد من هذه الفرصة الذهبية لأن هناك بلدانا عديدة إستخرجت موادها الطبيعية ولم يستفد إقتصادها وشعبها في ظل غياب حوكمة رشيدة وشفافة»
أقام تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، وفي حضور أعضاء مجلس الإدارة والمجلس الإستشاري، غداء – نقاش مع المدير العام لشركة «توتال» – لبنان ونائب الرئيس للشؤون الإستراتيجية والتنمية في آسيا الشرق الأوسط في الشركة، دنيال الفاريز Daniel Alvarez، والمدير التجاري للشركة – لبنان، جان كلود خوري، وكان بحث في مشروع التنقيب عن مادتي النفط والغاز وإستخراجهما في لبنان.
وحضر اللقاء اعضاء مجلس الإدارة والمجلس الاستشاري وهم: إضافة إلى الرئيس الدكتور فؤاد زمكحل، الأمين العام إيلي عون، الشيخ فريد الدحداح، القنصل جورج الغريب، نسيب نصر، د. رياض عبجي، قيصر غريب، أنيس خوري، فادي حبيب سماحة، عماد فواز، نبيل كتانة، نديم حكيم، رونالد فرا، جو كنعان، وغبريس شيكيردجيان، ناصر عيسى، د.طوني عيسى.
د. زمكحل
بدءاً، تحدث رئيس التجمع اللبناني العالمي د. فؤاد زمكحل فقال: «إن إجتماعنا بالمدير العام لشركة «توتال»، دنيال الفاريز يأتي في سياق مشروع التنقيب عن النفط والغاز وإستخراجهما».
أضاف د. زمكحل: «نمر اليوم في أصعب الفترات من تاريخنا الإقتصادي والإجتماعي في لبنان والمنطقة. لذلك، فإننا نبني آمالنا في بلدنا على أمرين أساسيين بغية إستعادة النمو وتحريك العجلة الإقتصادية. الأمر الأول يتعلق بالاموال الموعوده من مؤتمر «سيدر» الذي نجم عنه قروض وهبات بنحو 12 مليار دولار، والتي ينبغي أن تمول المشروعات الإستثمارية الحيوية التي ينتظرها لبنان إقتصادياً ومالياً، ولا سيما إعادة تأهيل البنى التحتية. أما الأمر الثاني فيتعلق بالتنقيب عن الغاز والنفط وإستخراجهما من المياه اللبنانية في المستقبل. لذا نعتبر أن هذه الخطوة بالنسبة إلى لبنان وإقتصاده «حبل خلاص» بعدما وصل النمو في بلدنا إلى نحو 1%، في حين يخضع القطاع الخاص تحت أعباء الضغوط والديون الخانقة».
ورأى د. زمكحل أنه «يجب أن نكون واقعيين، والاّ نبني تفاؤلنا حيال الإقتصاد على أوهام غير مبنية. بناء عليه، إلتقينا المدير العام لشركة «توتال» دانيال الفاريز لنبحث في مشروع التنقيب وتنفيذه وملاحقته التي تقوم به شركة «توتال» بالتعاون مع الشركتين الايطالية والروسية.
وشرح د. زمكحل «لدينا بلوكان إثنان للتنقيب عن الغاز والنفط وإستخراجهما في لبنان، هما بلوك 9 وبلوك 4. أما بلوك 9 بلوك فيقع على حدود العدو الإسرائيلي، وهو موضع خلاف على الحدود الجنوبية للبنان. في حين أن بلوك 4 فإنه ينتشر على مساحة الفي كيلو متر، فيما الحفر يجري بقطر يبلغ نحو 25 سنتيمترا».
أضاف د. زمكحل: «نحن نعلم أن البلدان التي سبقتنا إلى التنقيب عن النفط والغاز وإستخراجهما هي: قبرص، مصر والعدو الاسرائيلي التي باشرت بعملية التنقيب منذ أكثر من عشر سنوات وبدأت الإستخراج والإستفادة من النفط والغاز. في هذا السياق، نريد أن نستفيد في أقرب وقت من النفط اللبناني من أجل أن نبدأ بخلق فرص عمل لجيل الشباب، بإعتبار أن البطالة باتت خانقة، وينبغي أن نجد لها حلولاً في أقرب وقت في هذا المجال الجديد».
وشدد د. فؤاد زمكحل على ضرورة «أن نتأكد مسبّقاً من أن الإستفادة من إستخراج النفط والغاز سيؤدي إلى تنمية البلاد وتحقيق النمو المنشود في إقتصادها الوطني. نقول ذلك، لأننا نلاحظ في الوقت عينه أن ثمة بلداناً إستخرجت النفط ودخلت نادي الدول المنتجة للنفط، لكن إقتصادها بقي متراجعاً، ونموها لم يحقق التقدم الناجع، وشعبها بقي غارقاً بالبطالة من وراء ادارة فاسدة وغير شفافة وعدم وجود اي حوكمة».
أضاف د. زمكحل: «علينا ان نكون واقعيين، إذ إننا نُدرك تماماً بأن هذا المشروع على المدى الطويل ينقسم على مراحل، وكل مرحلة لها تحضير وإهتمام وإسترتيجيات مختلفة. فالمرحلة الاولى هي التنقيب بدقة، وتستغرق سنوات عدة، ومن ورائها إذا حالفنا الحظ، هناك الإستخراج وتهيئة معامل لتخزين المواد وتحويل الغاز إلى سائل LNG، ومن ثم هناك تحضير كبير لبدء البيع والتجارة والتصدير من خلال الأنابيب والإتفاقات الدولية الكبيرة. كل هذه المراحل ستتطلب إستثمارات كبيرة، لكن بالاخص إدارة رشيدة وحوكمة شفافة للنجاح».
وختم د. زمكحل قائلاً: «في حال تم إستخراج النفط في لبنان، وبتنا في مرحلة ما قبل إستفادة الإقتصاد من عملية التصدير، فإن الشركات التي قامت بالتنقيب عن النفط والغاز ستستوفي نحو مليار دولار، كلفة المشروع قبل البدء بالاستفادة من المردود. في هذا المجال، علينا أن نكون واقعيين بأن خزينة الدولة ستستفيد من النفط على المدى الطويل، وتالياً فإن الإقتصاد سينتظر مزيداً من الوقت حتى يستفيد من مردود النفط».
الفاريز
من جهته تحدث المدير العام لشركة «توتال» دانيال الفاريز فقال: «لقد مضى وقت طويل على وجود توتال في لبنان. منذ عام 1951، تطوّرت شركة توتال لبنان وإستمرّت في نموّها رغم الحالة الاقتصاديّة الصعبة. وأطلقت في نيسان وقوداً جديداً بمواد مضافة صممّه باحثو مجموعة توتال: الوقود الجديد العالي الجودة، TOTAL EXCELLIUM، يحارب الأوساخ في المحرك كما يمنع من تراكم الترسّبات بنسبة تصل إلى 93%* وينظّف حتّى 24%* من التراكمات الموجودة.
إن الرغبة في زيادة الاستثمار في لبنان دفعت توتال لبنان إلى نقل خبرات مجموعة توتال في مجال الوقود إلى السوق اللبنانيّة؛ ويستبدل TOTAL EXCELLIUM وقود Total Effimax وهو موجود في جميع محطات توتال لبنان من دون أي كلفة إضافيّة.
لم يعد يقتصر وجود توتال في لبنان على عرض المنتجات والخدمات فقط؛ ففي شهر كانون الأوّل الماضي وبعد إطلاق مشروع الاستكشاف في المياه الإقليميّة، بدأت توتال بالعمل بجهد لإنجاز الخطوات المطلوبة للتحضير لحفر أوّل بئر في الرقعة 4 الذي سيبدأ في شهر كانون الأوّل من هذا العام بحسب ما هو مخطّط. وجرت عمليّات المسح باستخدام حواسيب عالية التقنية والأداء لتحديد أفضل موقع للبدء بالحفر. إضافةً إلى ذلك أمضى فريق من المتخصّصين 22 يومًا في البحر يلتقطون صورًا لقعر البحر ويأخذون عيّنات مياه ورواسب لدراسة حياة الكائنات البحرية. والجدير بالذكر أن المعلومات الناتجة عن هذه الدراسة ستُعلن في تقرير سيدرج في تقييم الأثر البيئي».