بعد عام على اطلاق اولى مجموعات Emergency Room، و تبعاً للإهتمام المتنامي بمواكبة جديدها الأسبوعي، كانت الحاجة بديهيةً لإيجاد مساحةً مفتوحةً أمام الجميع للإطلاع المقرَّب على ما تطرحه من قطع فريدة. و بما تجسده منطقة مار مخايل في قلب بيروت من نبض مستدام للحركة و التجدد، فقد تم اختيارها خصيصاً لإحتضان هذه المساحة.
ولدت Emergency Room عام 2018 وسط السرعة الخاطفة لخطى عالم الموضة و الإستهلاك، حين أدرك إريك ماتيو ريتر الحاجة الملحة الى اعتناق نظام بديل يُحدث تغييراً إيجابياً في ابتكار و تنفيذ التصاميم، و يقوم على احترام القيم الإنسانية كما البيئة المحيطة. لذلك سعى ريتر لإستخدام الأقمشة المصنعة محلياً، و خصيصاً تلك التي تمَّ التغاضي عن استخدامها فأُلقيَت جانباً، ثم اعتمد على مشاغل التعاونيات المحلية للعاملات و العمال لتنفيذ التصاميم الفريدة، كما على دعوة احترافيين محليين اختصاصيين للمشاركة، فكانت النتيجة سمة من التميز الخلاق الذي يحاكي التغيير.
و في ابتكاراته لصيف 2019 كانت التفاصيل الرفيعة لعالم الهندسة الداخلية مصدر الإيحاء الأساسي لريتر، فإختار أقمشة من الطراز المعتق، و تلك التي كانت تستخدم قدماً في حياكة البرادي و تنجيد المفروشات و تزيين الأرجاء. اما الألوان التي انتقاها فتتميز بإشراقتها و تألقها البارزين، كالأخضر الليموني أو الوردي الحار أو البنفسجي الزاهي. و لم تبخل المجموعة من استقاء عناصر الإيحاء الإضافي من لباس الكيمونو في الشرق الأقصى، الى المعاطف الرقيقة الأوروبية، فملابس مصارعي الثيران في اسبانيا، أو حتى ما يعود بنا الى بعض جوانب ال BDSM، أو اساليب التطريز الراقي.
و ما هذا التعدد في مصادر الإيحاء إلا لينعكس في إطلالات هذه الإفتتاحية التي أكرمتنا غابرييلا كساب بتنسيقها، و التقطتها عدسة علي صعب، فجمعت تنوعاً إنسانيا من عارضات و عارضين زينتهم ريشة ليليا لوريل، و يمثل كل منهم حالةً مجتمعيةً محددةً و ملموسةً ضمن الإختلاط الإنساني في شوارع بيروت و لياليها و قصصها!