في إطار النشاطات السنوية لمكتب العلاقات مع المتخرّجين في جامعة الروح القدس- الكسليك أقيمت أمسية موسيقية بعنوان: “USEK Alumni Day 2019 Concert”، أحيتها رفقا فارس وجيلبير الرحباني، في قاعة يوحنا بولس الثاني في الجامعة التي غصّت بجمع من المتخرجين وأصدقاء الجامعة، تقدمّهم قدس الأب العام نعمة الله الهاشم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الأعلى للجامعة، والنواب: زياد الحواط، الياس حنكش، أسعد درغام، وشامل روكز، أعضاء مجلس المدبرين في الرهبانية، رئيس الجامعة السابق الأب البروفسور جورج حبيقة، رئيس الجامعة الجديد الأب طلال هاشم، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس شارل الحاج، ومدير مكتب العلاقات مع المتخرّجين الأب أنطوان الطحّان، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين المدنيين والأمنيين والعسكريين.
الصدّيق حداد
بداية كانت كلمة للأستاذة نسرين الصدّيق حداد التي شددت على المحبة المتبادلة بين الجامعة ومتخرّجيها، مشيرة إلى “أن مكتب المتخرّجين يحضن متخرجي الجامعة من كل الكليات ومن كل الأجيال، ويشكل إطارًا للتواصل بين الجامعة ومتخرجيها الذي يعتبرون سفراء لها في شتّى أقطار العالم ويعكسون أبهى وأجمل صورة عنها”.
تكريم
ثم ابتدأت الأمسية بتحية موسيقية بإدارة الأب أنطوان الطحان مدير مكتب العلاقات مع المتخرجين، جرى بعدها الاحتفال بإزاحة الستار عن لوحة تذكارية تخلّد اسم الذي بنى هذا المسرح وهو الراحل الكبير الأب البروفسور لويس الحاج. بعد ذلك تسلّم ابن شقيقه رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس شارل الحاج درعًا تقديرية من الأب حبيقة، عربون تقدير على مساهمته في ترميم هذه القاعة وتجهيزها حديثًا.
الأب حبيقة
وألقى رئيس الجامعة السابق الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة، رحّب في مستهلها بقدس الأب العام نعمة الله الهاشم ورئيس الجامعة الجديد الأب الدكتور طلال هاشم. ثم أعرب عن سعادته “في هذا اللقاء ضمن هذه المساحة الفنية المميزة على مسرح يوحنا بولس الثاني، القديس العظيم الذي وضع لبنان على منصة المرجعية العالمية للدول المتعدّدة ثقافياً ودينياً وحضارياً، كرسالة عظمى”.
وقال: “لقد شيّد هذا المسرح الأب البروفسور لويس الحاج السعيد الذكر، هذه الشخصية المتألقة والاستثنائية في رهبانيتنا، ولاسيما في مجال التراث الموسيقي الذي أنقذه من النسيان، وجعل النغم السرياني مؤبّداً، محفوظًا في ملجأ خاص في الولايات المتحدة الأميركية، تحت الأرض، مقاوم للزلازل وحتى للقنابل الذرية، بغية حفظ هذا التراث العملاق ونقله إلى الأجيال اللاحقة…”، مشيرًا إلى أنّ “الأب الحاج كان رئيس اللجنة الموسيقية الكاثوليكية المقدّسة في الفاتيكان لثلاث مرات متتالية، منتخَباً من كبار علماء الموسيقى الكاثوليك في العالم، وهذا ما أعطاه مكانة مرموقة على المستوى العالمي. وفي هذه الأمسية المميزة، نحيي ذكراه، وأنا سعيد أن الشخص الذي اندفع إلى تجديد هذه القاعة المميزة هو المهندس شارل الحاج الذي اشترط عدم ذكر اسمه. إلاّ أنه، وبعد تنفيذ هذا العمل، لا يسعنا إلا أن نذكر اسمه لشكره، ولو جرحنا تواضعه، وذلك بعد بركة قدس الأب العام الذي يحرص كل الحرص على أبلغ صيغ التعبير عن عرفان الجميل الذي يعتبره شيشرون ليس أكبر الفضائل وأسماها، بل أبوه”.
ثم توجّه الأب حبيقة إلى الخرجين بالقول: “أنتم لستم قدامى الجامعة بل أنتم قوّتها في هذا الحاضر الفاعل، أنتم الماضي المتمدّد إلى الحاضر والمستقبل. وتكمن رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية في المعرفة، هذه المعرفة المحرِّرة للإنسان، لأنه لا وجود لأي تلاقٍ ناجح بين البشر خارج هذه المعرفة. فكما يقول البابا يوحنا بولس الثاني “المسيحية لا تُعاش خارج الثقافة”، وكم من المهم أن تكون جامعتنا بيت رحم يخرج منه إنسان جديد لحضارة جديدة، هي حضارة المسيح”.
وختاماً، شكر الأب حبيقة الحاضرين ودعاهم إلى “الاستمتاع في هذه الأمسية الموسيقية، لأن الموسيقى إنما هي بساط الريح إلى مدارات الخيال المترنّح على إيقاعات الفتون. فكم هو جميل أن تكون جامعتنا مساحة حبّ وتلاقٍ بحلول الروح القدس لأن البشر لا يُتقنون إلا فنّ التشرذم، بينما روح الله يجمع”.
الأمسية الموسيقية
ثم كانت وقفة مع الإبداع والجمال، حيث استمتع الحضور بباقة من الأغاني الرومنسية والوطنية لعمالقة الفن الأصيل من الزمن الجميل، أنشدها الثنائي الزوجي والفني جيلبير الرحباني ورفقا فارس، وهما من خريجي الجامعة، رافقتهما فرقة موسيقية مؤلفة من 30 عازفًا ومنشدًا محترفًا بمعظمهم من خرّيجي الجامعة أيضًا. وقد أنشدت فارس مجموعة من أغانيها الخاصة الجديدة وهي: “أول مرة” و”راضيني” وعُد بي”، وقد لاقت هذه الأخيرة استحسان الحضور، نظرًا لكلماتها المؤثرة ولحنها الجميل، وهي من كلمات الأب يوحنا جحا وألحان جيلبير الرحباني. كما أنشدت فارس أغنيتين للمرّة الأولى هما: “وين ما تكون” و”ما بدي”. وهذه الأغنيات الخاصة تم تسجيلها في أوكرانيا، وهي من كلمات وألحان وتوزيع جيلبير الرحباني، ما عدا أغنية “عد بي” من كلمات الشاعر الأب يوحنا جحا.
وقد طغت على القاعة أجواء ساحرة، مفعمة بالفن الراقي، فتفاعل الحضور تصفيقًا مع صوتين جميلين، أعاداهم إلى حنايا الطرب الأصيل، مستذكرين الأيام الخوالي التي قضوها في حضن جامعتهم الأم التي تزداد يومًا عن يوم رونقًا وتقدمًا وخضارًا، دافعة إياهم إلى المثابرة في حياتهم وعملهم، لإعلاء شأن جامعتهم أينما حلّوا.