افتتحت نقابة وسطاء النقل الجوي والبحري والبري في لبنان مؤتمرالاتحاد الدولي لوسطاء الشحن في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط، في 24 حزيران بعد فوز لبنان باستضافة المؤتمر للمرة الاولى من خلال عملية تصويت مكثّفة جرت في المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لوسطاء الشحن في الهند في شهر تشرين الأول سنة 2018.
برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لوسطاء الشحن في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط وبالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة و النقل و غرفة التجارة و الصناعة في بيروت و جبل لبنان و برعاية من مرفأ بيروت والميدل إيست وBCTC والقطاع الخاص، ينعقد المؤتمر تحت عنوان “نحو 2025 :أحدث الاتجاهات والمبادرات لتحفيز قطاع الشحن والإمدادات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” يومي 24، 25 حزيران، 2019 في فندق فينيسيا، بيروت.
واستقبل المؤتمر عدد من الفعاليات الحكومية والخاصة والدبلوماسية والتقنية المعنية بقطاع الشحن. وخلال الجلسة الافتتاحية، قال رئيس نقابة وسطاء النقل الجوي والبحري والبري في لبنان السيد عامر القيسي: “نؤمن بأن استضافة المؤتمرات المُثمرة مثل مؤتمرنا اليوم، يُحفّز إنشاء العلاقات طويلة الأمد بين شركاء محليين وإقليميين، ما سيؤدي إلى ازدهار الاقتصادات الجماعية.
إن العالم الذي نعيش فيه تنافسي للغاية في طبيعته ولا مكان فيه إلا للأصلح. من المهم إذاً أن نبقى متيقظين وفي الصدارة والاستفادة من الاضطرابات التكنولوجية مثل Uber للشحن والطيارات من دون طيار التي لديها القدرة على إعادة هيكلة قطاع الخدمات اللوجستية كما نعرفه”.
أما وزير الاتصالات السيد محمد شقير فاكتفى بالقول: “أهلاً وسهلاً بكم في بيروت، عاصمة المعارض والمؤتمرات والجمال والثقافة. لا شكّ أن هذا القطاع مهم كثيراً وهو بأيادي أمينة ونحن نفتخر بإنجازات وزارة الأشغال في هذا السياق”.
فنيانوس
من ناحيته، رحب ممثّل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس بـ”المشاركين الحاضرين في هذا المؤتمر لا سيما الوافدين من دول العالم المختلفة على أرض لبنان وفي عاصمته بيروت التي تثبت اليوم ودائما مكانتها على الخارطة العالمية كملتقى لسائر الدول يستقطب مختلف النشاطات الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية”.
وقال: “يطيب لي أن أشارك معكم في هذا المؤتمر الاستراتيجي المختص بأمور الشحن في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، والذي يضع أمام المشاركين كل التطورات العالمية الحاصلة على مستوى هذا القطاع ما يسمح بنقل التجارب الناجحة والتكنولوجيا المتطورة المستخدمة عالميا الى دول المنطقة.
وتابع: “مما لا شك فيه أن تنظيم المؤتمر في بيروت هو إنجاز كبير يسجل للنقابة برئاسة الصديق عامر قيسي، لأهميته في إعادة تركيز دور لبنان المحوري في عمليات الشحن في المنطقة وبشكل خاص كصلة وصل بين الشرق والغرب. اليوم الجميع مدعو خصوصا الشركات المعنية، إلى الاستفادة من المداولات التي ستتم خلال المؤتمر، والاطلاع على كل التطورات الحاصلة على مستوى الشحن في العالم، والمتطلبات المستقبلية لتطوير هذا القطاع الاستراتجي الذي تتشابه وظيفته في الاقتصاد العالمي بوظيفة الشرايين في جسم الانسان”.
وأكد أن “موقع لبنان المحوري بالنسبة لعمليات الشحن، أهله للعب دور محوري في الترانزيت البري الى الدول المجاورة وصولا الى بعض دول الخليج، وكذلك في الترانزيت البحري الى الكثير من مرافىء الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط”.
وتابع: “تماشيا مع هذا الموقع والدور، قام لبنان في السنوات الماضية بتوسعة وتطوير مرفأ بيروت، الذي بات من بين أهم المرافئ في المتوسط من حيث التجهيز والانتاجية. كذلك تم الأمر نفسه بالنسبة لمرفأ طرابلس، وبذلك بات لبنان مستعد لتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية وكذلك عمليات إعادة اعمار سوريا والعراق. وكما في الشحن البحري كذلك الأمر بالنسبة للشحن الجوي، حيث تم انشاء مركز متطور للشحن الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهو يتمتع بأعلى المواصفات العالمية ويخدم كل أسواق العالم. واليوم يتحضر لبنان لإطلاق مشروع توسعة المطار بقدرات كبيرة”.
وقال: “ان ما يزيد من تنافسية بلدنا، هو أننا نتحضر لقفزة نوعية على مستوى البنى التحتية لا سيما ما يتعلق بالنقل والشحن، من مرافئ ومطارات وشبكة اوتوسترادات وسكك حديد وغير ذلك، وذلك مع نجاح الحكومة اللبنانية في مؤتمر سيدر بإستقطاب 11،8 مليار دولار لاطلاق أكبر علمية لإعادة تطوير البنى التحتية في لبنان. وانطلاقا من ادراكنا لمتطلبات الشركات باستخدام تكنولوجيا المعلومات، أجرينا في وزارة الاتصالات تطويرات كبيرة في قطاع الاتصالات والانترنت، لا سيما تعميم خدمة الـ4G واطلاق عملية مد شبكة الالياف البصرية التي سيتم انجازها في غضون سنتين، ما يوفر للشركات سعة الانترنت والسرعة المطلوبتين، لمكننة اعمالها وإدخال هذا القطاع في عالم الرقمنة الذي بات من متطلبات العصر”.
وقال: “طموحنا ان يعود لبنان مركزا اقتصاديا مميزا في المنطقة العربية وفي البحر المتوسط، لذلك نسعى لتوفير كل الخدمات ومناخ مناسب للاعمال ولدينا كل الامكانيات والطاقات لا سيما قطاع خاص قوي وعنصر بشري كفوء. بناء على كل ذلك، نتوجه من هذا المؤتمر بدعوة الشركات العالمية الى اتخاذ لبنان مركزا اقليميا لها، للاستفادة من كل الامكانيات والفرص الهائلة المتاحة لدينا”.
وشكر لكل المعنيين بقطاع الشحن و”على رأسهم وزير النقل والاشغال العامة يوسف فنيانوس الجهود الصادقة التي يبذلها لتطوير هذا القطاع”، وشكر أيضا “المنظمة العالمية للشحن (FIATA) ورئيسها Barbar Badat، وجميع المنظمين”.
وقال رئيس FIATA السيد بربر بادات: “نظّمت النقابة اجتماعاً إقليمياً للقطاع بهدف تأمين الفرصة لكل المشاركين في مناقشة مواضيع أساسية لتطوير التجارة الأقاليمية بين مؤسسات ووفود واعدة مشاركة في المؤتمر”.
من جهته قال القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة RAME، السيد بازيل بيترسون: “يجب تهنئة الحكومات في المنطقة على عملهم في القطاع، أما نقابة وسطاء الشحن في لبنان يجب أن تواصل على تأمين الامتياز والخدمات الاسثنائية في كافة القطاعات في الاقتصاد. إن مستقبل القطاع في أياديكم، فلا يجب أن تُتّهموا من قبل الأجيال الصاعدة بأنكم لم تُعروا اهتماماً لتطوير المهارات”.
الجلسات
ويناقش هذا المؤتمر الإقليمي على مدى يومين آخر المستجدات والتطورات في قطاع الشحن والفرص المتاحة في المنطقة لتطوير هذا القطاع وتحفيز الشراكة المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى مواضيع متعلقة بمكننة هذا القطاع ومستقبل الشحن الذكي والدور الريادي الذي يطمح لبنان لتحقيقه في هذا المجال. ويشكّل مؤتمرFIATA – RAME 2019 في بيروت، الحدث الأبرز للتلاقي ولتبادل المعرفة ولخلق التحالفات بين الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم أجمع.