نظمت جامعة الروح القدس- الكسليك ندوة بعنوان “الحوكمة البحرية في لبنان: جولة أفق من أجل العمل”، في حضور رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الدكتور طلال هاشم، رئيسة الجامعة البحرية العالمية الدكتورة كليوباترا دومبيا-هنري، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة وحشد من المهتمين.
الأب هاشم
بعد كلمة تقديم لجوان سماحة من كلية الحقوق، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الدكتور طلال هاشم كلمة أشار فيها إلى أنّه “منذ انضمامه إلى الجامعة، لطالما تركزت مهمتنا على تزويد الطلاب بأفضل الفرص التعليمية التي هم بحاجة إليها لتحقيق النجاح. وقد وضعتُ ذلك في صلب أولوياتي، منذ أن كنتُ عميداً لكلية الحقوق ونائباً لرئيس الجامعة للشؤون الإدارية. ففي الواقع، دورنا، كمربين، لا ينحصر في تسجيل الطلاب فحسب، بل يقع على عاتقنا أن نساعدهم ليصلوا إلى مرحلة التخرّج وأن نسلّحهم بالمهارات اللازمة لمواجهة المستقبل. وأنا على يقين بأننا من خلال مهمتنا ورؤيتنا وخططنا الاستراتيجية سنواجه هذا التحدي لا محال!”
وأكد “مما لا شك فيه أنّ القضايا البحرية تحظى بأهمية قصوى بالنسبة إلينا وإلى لبنان، بشكل عام. ولا يسعنا هنا سوى أن نفكر باللبنانيين الذين يعيشون على السواحل، حيث يعانون من تلوث بيئي ومخاطر صحية بنسب عالية لم يسجّل مثلها قبلاً. الأمر الذي يستدعي تدخلاً سريعاً بغية إيجاد الحلول المناسبة بالاستناد إلى البحوث. وانطلاقاً مما سبق، عمدت جامعتنا إلى تنظيم هذه الندوة الذي يبحث في مزايا وويلات الأمة اللبنانية كبلدٍ متاخمٍ للشاطئ”، آملًا “أن تساهم هذه الندوة في وضع خارطة طريق واضحة ومفيدة للحوكمة البحرية في لبنان”.
دومبيا-هنري
ثم تحدثت رئيسة الجامعة البحرية العالمية الدكتورة كليوباترا دومبيا-هنري مقدمةً لمحة عن “الجامعة التي تأسست منذ 36 سنة، في العام 1983، من قبل المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة. وقد فرضت تأثيراً مهماً ووجوداً دولياً وامتداداً عالمياً… هذا وتسعى الجامعة لتكون مركزاً عالمياً للتميّز في الدراسات العليا في مجال التعليم البحري والخاص بالمحيطات والبحوث والتدريب المهني من خلال بناء قدرات عالمية وتعزيز تنمية مستدامة. ولهذه الغاية، تقدم الجامعة مجموعة من البرامج تُعنى بـ: إدارة المرافئ؛ القانون البحري والسياسة البحرية؛ السلامة البحرية والإدارة البيئية؛ إدارة الشحن والنقل… وتحقق جامعتنا نجاحاً باهراً حيث تخرّج ما يقارب 4919 طالباً، من بينهم 1029 امرأة، من 168 بلد.
فخري
ثم قدّم الدكتور عارف فخري من الجامعة البحرية العالمية لمحة عن الندوة مشيراً إلى أنّ “المجتمع اللبناني يحاول جاهداً الاهتمام أكثر بالقضايا البحرية في لبنان، هذا البلد المجاور للبحر، ولكن لا يمكنك رؤية الشاطئ لأنه مقفل. وهذا واقع أليم، لأنّ لبنان، منذ القدم، قد أعطى أهمية كبيرة للبحر المتوسط الذي كان له الدور الأساسي في نشر اللبنانيين في كل أصقاع العالم. أما اليوم، فيواجه لبنان مشاكل عدة، منها المشاكل البيئية وتطوير الشاطئ والمحافظة على التراث الموجود تحت المياه، وآخرها الاحتمالات المطروحة بشأن استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية. وتهدف هذه الندوة إلى التركيز على أبعاد علاقتنا، كبلد أو كأمة، مع البحر. وصحيح أننا لا نملك محيطاً في لبنان، إلا أن المحيط هو امتداد لبحرنا، وهكذا يكون هناك بيئة بحرية واحدة تضمّ عدة بحار”.
مداخلات
وتخلل الندوة مشاركة عدد من الباحثين والخبراء البيئيين والاقتصاديين والأكاديميين، وقد تحدث كل من: مديرة محمية شاطئ صور الطبيعية د. ناهد مسيلب عن “الآثار البيئية للإدارة البحرية في لبنان”؛ وجيهان أبي خليل من جامعة الروح القدس – الكسليك والمديرة التنفيذية لشركة أدلمار لوجيستكس عن “القدرات الاقتصادية للنقل البحري والمرافئ في لبنان”؛ ورئيسة الجامعة البحرية العالمية د. كليوباترا دومبيا-هنري عن “رؤية المجتمع البحري الدولي وطرق تجديد القطاع البحري في لبنان”؛ ومديرة قسم علم الآثار والمتاحف في جامعة البلمند د. نادين هارون عن “دلالة الإرث الثقافي الساحلي والبحري بالنسبة إلى لبنان وحوض المتوسط”. وقام كلا من مدير معهد البيئة في جامعة البلمند د. منال نادر ود. فخري بمناقشة المتحدثين. وقد أبرز النقاش وتفاعل الحضور الكثيف أهمية ومحورية النهضة بسياسات وقوانين بحرية وساحلية في لبنان تحاكي الهموم القائمة وتبعث أمل للمجتمعَين المحلي والدولي بأن لبنان فعلاً يراعي وضعية الشاطئ والبحر بهدف إدارة مستدامة.
وفي الختام شكر فخري بإسم راعية الحدث العميدة المشاركة لكليّة الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الروح القدس – الكسليك د. غادة كرم الشريك الإعلامي مجلة “ربّان السفينة”، على تعاونها لإنجاح هذه الندوة.