معرض في “آرتوال غاليري” يعطي معنى جديدا لهذا الاسلوب المرغوب جدا
افتتح مساء 14 آب في “أرتوال غاليري” في وسط بيروت معرض فني جماعي جديد تحت عنوان “التأمل المستمر: معرض عن الطبيعة الصامتة”، يتمحور على الإرث الرائع لأسلوب “الطبيعة الصامتة” والطرق العديدة التي يعيد التفسير وفقها الفنانون المعاصرون هذا النوع من الفنون.
عَمِل الفنان المقيم في بروكلين جوناثان شابلين على تنسيق هذا المعرض والذي يستمر حتى الخميس 12 أيلول المقبل. تُعرض أيضا، الى جانب أعماله، أعمال سبعة فنانين آخرين، هم جول دو بالانكور، ميليسا براون، آيمي لنكولن، نيكي مالوف، سينتيا تالميدج، بول ووكرز، و روبن ف. وليامز.
يستخدم كل فنان أسلوبه الخاص بهدف استكشاف موضوع “الطبيعة الصامتة”، في ظل التأكيد على التاريخ العريق لهذا النوع من الفنون وتأثيره في الفنون البصرية على مرّ القرون.
مُنِحَت لوحات دو بالانكور، التي تصوّر أدوات موضوعة بدقّة، بعداً إضافياً من خلال الوجود المقلِق لوجه شخصية مجهولة، في حين يستخدم براون أدوات فنية شعبية ورموزا ثقافية أميركية لإحداث توتر. أما كلّ من ووكرز ووليامز فيركّزان على الملمس واللون في تعاملهما مع الأشياء الجامدة، بينما تختار لينكولن النباتات الطبيعية موضوعاً لها، سواء كانت موضوعة في الداخل أو في الهواء الطلق. بدورها، تلتقط مالوف لحظات محدّدة لمخلوقات معيّنة ضمن بيئة مألوفة. على النقيض من ذلك، تبتكر تالميدج لوحات جدارية كبيرة مليئة بالعناصر المركّزة خارج مكانها او بيئتها الطبيعية، وذلك من خلال استخدام الرمل ومواد الحرف اليدوية، بينما يفسّر شابلين لوحات الحياة الهولندية الصامتة في القرن السادس عشر عبر عدسة رقمية، مع إدخاله ضمن الآلية أشياء جديدة في التراكيب.
لفت شابلين إلى التاريخ الغني والمتنوع لأسلوب الطبيعة الصامتة، الذي يمكن ترصّده في القرون الفائتة وتحديدا في الحضارات المصرية والإغريقية والرومانية، قبل أن يبلغ ذروته في العصرَين الذهبيَّين الهولندي والفلمندي، حينما اضطلع بدور رئيسي في التعبير عن أفكار الرفاه والتجارة والمكانة.
وقال: “لاحقا، في القرن العشرين، استُخدِم هذا الفن كوسيلة من أجل تسليط الضوء على اللون والملمس والمساحة في ظل الصعود البارز للتكعيبية والتجريد والسريالية”. وأضاف: “يعيد هذا العرض وضع كل من الأعمال الفنية في سياق مختلف وإعطائها معنىً جديداً، ليعيد شحن الافكار وتحويل المعنى وإعادة تشكيله، أثناء سفر هذه الاعمال من نيويورك إلى بيروت”.
بدورها، عبّرت صاحبة “آرتوال غاليري” هند أحمد، عن سرورها لتقديم معرض جماعي بهذا المستوى من الأهمية. وقالت: “لقد قطع أسلوب الطبيعة الصامتة رحلة رائعة على مرّ القرون، في ظل تبدّل الكثير من الافكار والعلاجات المحيطة به، على نحو يمكّنها من إبراز أزمنة قائمة طويلة من الفنانين الذين قرروا تصوير الأشياء الجامدة في أعمالهم، من كارافاجيو وفيرمير وفان غوغ إلى بيكاسو وأندي وارهول”. وأضافت: “مسرورة جداً لأن جوناثان قد ارتأى تسليط الضوء على هذا الشكل الفني المهم، في موازاة منح هؤلاء الفنانين المعاصرين والموهوبين والمثيرين، منصّة تليق بهم هنا في أرتوال”.