نظمت لجنة الأخضر في جامعة الروح القدس – الكسليك ندوة حول الصيد المستدام بعنوان: “صوِّب صوتك”، في حضور وزير البيئة فادي جريصاتي، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طوني عيد، رئيسة دائرة الأنظمة الإيكولوجية في وزارة البيئة وأمينة سر المجلس الأعلى للصيد لارا سماحة، العميد الركن جهاد صليبا ممثلاً وزارة الداخلية والبلديات، إضافة إلى أعضاء المجلس الأعلى للصيد البري في لبنان وعدد من ممثلي المحميّات الطبيعية والجمعيات التي تعنى بالصيد والصيّادين، وشخصيات سياسية واجتماعية وبيئية، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، في حرم الجامعة الرئيسي في الكسليك.
شكّلت هذه الندوة منصة للتواصل المفتوح بين وزارة البيئة من جهة، والصياد من جهة أخرى، وأتاحت فرصة للاستماع لما للوزارة من حلول ولمقترحات الصيّادين. وهدفت إلى تمكين الصيّاد والأندية من إيلاء اهتمام خاص بطريدة معيّنة أو بصنف معين من الطرائد بممارساتهم للصيد، لنشر المعرفة حول هذا الطائر ولحمايته خلال السنة. كما تضمنت الندوة معرضًا لصور خاصة بمراقبي الطيور، بهدف تقديم بديل عن الصيد وتعزيز مراقبة الطيور.
استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة الترحيب، ألقاها عريف الحفل ألبير تحومي.
القزي- عشقوتي
ثم ألقت رئيسة لجنة الأخضر د. سمر القزي- عشقوتي كلمة أكدت فيها التزام الجامعة بمبادئ التنمية المستدامة على الرغم من المخاوف وطلب البعض بالمقاطعة، وقالت: “المشكلة في لبنان اليوم ليست في الصياد اللبناني، لأنه حين يسافر إلى الخارج يلتزم بقوانين الصيد. فهل هي إذًا مشكلة ثقة بالدولة؟ أم عدم تطبيق القوانين؟ أم مشكلة مجتمع منقسم في كل شيء وحتى في الصيد؟ من هنا طرحنا في الجامعة أن نؤمّن مساحة حوار علمي وموضوعي وبنّاء في موضوع الصيد”.
وأضافت: “البعض يطالب بإلغاء الصيد، وجمعيات بيئية تقول بأن قرارات المجلس الأعلى للصيد تعود بلبنان 20 سنة إلى الوراء. دعوتنا اليوم أن نعكس صورة راقية وحضارية عن رياضة الصيد من خلال الوعي والاستحصال على الرخص والالتزام بالأخلاقيات وقانون الصيد”.
ثم كانت حلقة نقاش تمّ فيها عرض المشاكل التي يعاني منها الصيادون الذين قدّموا للوزير جريصاتي جملة من المقترحات المهمة، ومنها: التشدد في موضوع حيازة التراخيص، التعميم على محال بيع الخرطوش بعدم بيعها للصيادين من دون ابراز رخصة الصيد وحظر بيع سم اللانيت، الطلب من الصيادين جمع مخلّفات الخرطوش نظرًا لضررها على البيئة، منع الصيد ليلًا، منع بيع الطيور إلى المطاعم والمحال التجارية، انشاء اتحاد للصيد يكون منفصلًا عن اتحاد الرماية والصيد، والمطالبة بتمثيل الصيّادين في المجلس الأعلى للصيد البرّي…
كما جرى إطلاق مبادرة “هكذا نطلق النار على الطيور في لبنان”، بالتعاون مع وزارة البيئة وجمعيتي ASE وO-Life، إضافة إلى وقفة خاصة مع المطرب هشام الحاج، تحدث فيها عن تجربته الخاصة في الصيد.
الأب هاشم
وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم كلمة حيّا فيها جهود الوزير جريصاتي الواعد بحرصه الناشط على سلامة البيئة، مرحبًّا به في رحاب جامعة الروح القدس. وشدد على “أن جامعتنا معنيّة في هذا الموضوع. فهي تولي البيئة والتنمية المستدامة أهمية كبيرة من خلال النشاطات التي تقوم بها، والبرامج التعليمية التي نعدّها ونطورها باستمرار”. وأعلن عن دعم الجامعة وتعاونها مع الوزارة والبلديات والصيادين وكل الأطراف المعنية، من أجل نشر ثقافة الوعي وتحسين هذا القطاع”.
الوزير جريصاتي
وفي الختام ألقى وزير البيئة فادي جريصاتي كلمة شدد فيها على ضرورة “أن يبقى الحوار البناء والتواصل الحقيقي بين الوزارة وجامعة الروح القدس، لإيجاد مساحات مشتركة وتطوير التعاون. وقال: “إن هذا المؤتمر هو تحدّ بذاته اليوم، لأننا نجمع أشخاصًا من مختلف الآراء، فهناك من يعيش من مهنة الصيد، وبعضهم هوايته الصيد، وآخرون لا يحبون هذه الهواية، وهناك جمعيات بيئية لا تحب الصيد ولا حتى الصيادين، وهنا يكمن التحدي في الحوار البناء والسليم. فالمطلوب منا اليوم هو أن يقوم كل واحد بدوره ويتحمل مسؤوليته، والصياد في لبنان يجب أن يكون مسؤولا، وهذا ليس بالأمر الصعب فهو تحد لكل واحد منا، بتغيير نظرة الناس السيئة إلى الصيد”.
وعن دور وزارة البيئة تجاه الصيادين، أكد أنه “من خلال هواية الصيد، يجب أن نمزج بين الرياضة في الطبيعة وحبها وحمايتها وتغيير تقاليدنا السيئة الموروثة”، متكّلا على دعم قوى الأمن الداخلي لتحسين هذا القطاع المهم جدا، كي نعتاد على النظام وحفظ القوانين لنساهم في بناء الدولة من جديد”.
وعن موضوع التراخيص، فقد أعلن إصراره ملاحقة المخالفين، مؤكدًا: “نحن كوزارة نقوم بواجبنا ولم نغيّر في كلفة الرخصة التي تبلغ مئة ألف ليرة لبنانية، إذ نعطي 320 رخصة تقريبًا يوميًا وبذلك برهنا على تحد في سرعة إبراز التراخيص”.
وعن تشديد الرقابة، نوّه جريصاتي بعمل قوى الأمن الداخلي التي تسعى بأقصى جهدها لملاحقة المخالفين، معتبرًا أن “تطبيق القوانين هو من أهم الخطوات التي نقوم بها، ونشر الحواجز الكثيفة تحديدًا في موسم الصيد يساعد على ضبط المخالفات، لأن بيئتنا في خطر كبير، وأؤكد لكم أن سمعة الصيادين هي من أولى اهتماماتي لنغيّر نظرة الناس فيهم”.
وتابع:” نستطيع أيضًا تحفيز الصياد من خلال لم الخراطيش عن الأرض وإعادتها إلى المتجر مقابل تخفيض سعر علبة الخرطوش، وبذلك ننقذ البيئة من التلوث والخراب ونحمي طبيعتنا. كذلك أعوّل على دور البلديات في الحفاظ على البيئة ومراقبة الصيادين وتوجيههم”.
وكشف أيضا عن إطلاق Mobile Application الخاصة بوزارة البيئة بعد أسبوعين، وهي كناية عن تطبيق يتم من خلاله إرسال صور المخالفات من أي مكان على الأراضي اللبنانية، متمنيًا على المواطنين تحمل مسؤوليتهم تجاه البيئة ودعم الوزارة بكل الأشكال.
وفي موضوع الانتخابات والنقابة، أكد دعمه الكامل لأندية الصيد والاتحادات، لكنه اشترط على الناخب أن يكون حائزًا على رخصة صيد ليكون تصويته شرعيًا خاضعًا للقوانين.