رعى وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب الحفل الذي أقامه مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، واللجنة الوطنيّة اللبنانية لليونسكو، وتحالف الشباب العالمي-الشرق الأوسط، وهو حفل مخصص لتوزيع “شهادة الجدارة في الوعي حول الأمم المتحدة” على المدارس التي شاركت في هذه المبادرة التوعوية حول المنظومة الدولية.
حضر الحفل، الذي عُقد في المكتب الإقليمي لليونسكو في بئر حسن، إلى الوزير شهيّب، كل من المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ فادي يرق، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتور حمد الهمامي، ومديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت السيدة مارغو الحلو، ورئيس اللجنة الوطنية لليونسكو البروفسور هنري العويط، ومديرة تحالف الشباب العالمي -مكتب الشرق الأوسط السيدة ماري جو الآفلاس، وأساتذة وطلّاب من المدارس المشاركة.
الوزير شهيب
بدايةً، تحدث الوزير شهيّب وقال في كلمته : إننا ملتزمون شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وملتزمون بلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030، في التربية الجيدة، والحريات العامة، وخصوصاً حرية التعبير عن الرأي والمعتقد، وذلك على الرغم من ضيق الصدر لدى البعض، وكم الأفواه وملاحقة من لم تعجبه تصرفات السلطة، وكأننا في نظام يخسر قيمه الديمقراطية، وينحو في اتجاه الأنظمة الكلية وينحدر نزولاً.
إنها مبادرة مهمة بين منظمات الأمم المتحدة والجمعيات المعنية والمدارس الرسمية والخاصة، تهدف إلى تعزيز الوعي حول الأمم المتحدة، وتكرم تلامذة متفوقين في مجالاتهم، ومنخرطين في الأنشطة المعبرة عن هذه القيم والثوابت الوطنية والدولية.
فالشرعة المبرمة في لبنان لها قيمة القوانين والدساتير، وهي تعبر أيضاً عن قيمنا الوطنية واحترامنا للآخر، وتكريس الحريات واحترام الحقوق والواجبات.
وإننا نجد في هذه الأنشطة ترسيخاً لهذه المبادئ والقيم في الحياة اليومية للشباب، وتأسيساً لمسار مستقيم في الحياة وسوق العمل، وتشجيعاً على الإحتكام إلى القوانين والدساتير والأنظمة.
من هنا، فإن استحقاق شهادة الجدارة في الوعي حول الأمم المتحدة، هو تتويج لمسار من الأنشطة والأبحاث والمحاضرات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة والتعبير عنها، وهي أيضاً تقدير وتكريم للأساتذة الذين بذلوا جهوداً وشكلوا مع تلامذتهم خلية عمل تبحث وتنظم الأنشطة المعبرة عن الأهداف السامية للمنظمة الدولية.
إننا، نسعى مع الأونيسكو ومنظمات الأمم المتحدة الشريكة والصديقة، إلى الملاءمة بين ما يتعلمه أبناؤنا في المدارس والجامعات، وما يواجهونه في الحياة وسوق العمل، وأخشى ما نخشاه أن تؤدي الممارسات الخاطئة للقوانين، وتجاوز حد السلطة المحدد في القوانين، إلى إحداث طلاق حقيقي بين ما يتعلمه الأولاد وما يعيشونه يومياً.
مبروك للمدارس والأساتذة وخصوصا للتلامذة المتميزين، والشكر لمكتب الأونيسكو الإقليمي ومركز الأمم المتحدة للإعلام، وللجنة الوطنية للأونيسكو، وتحالف الشباب العالمي، على تنظيم هذا الإحتفال. ونأمل أن يتسع إطار مثل هذه الأنشطة ليشمل مروحة أكبر من المدارس والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة، وذلك من أجل تعميم هذه المرتكزات والإلتزام بالشرعة العالمية وبأهداف التنمية المستدامة ، وبالقيم الوطنية والإنسانية العالمية، التي تزيد منسوب إنسانية الإنسان، وتدفع إلى المزيد من العمل الجماعي لأجل الوطن والمواطنين.
الهمامي
من ناحيته، أشاد الهمامي بالتعاون القائم بين المكتب الإقليمي لليونسكو ووزارة التربية والتعليم العالي واللجنة الوطنية لليونسكو ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت وتحالف الشباب العالمي-الشرق الأوسط، لتنفيذ هذا المشروع التوعوي، مشيراً بصورةٍ خاصة إلى الدور الرائد الذي أدّاه مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت لجهة بلورة هذه المبادرة وإطلاقها والعمل على إنجاحها. وتحدّث الهمامي عن أهمية هذه المبادرة في تثقيف الأجيال الناشئة حول القيم الأساسية للأمم المتحدة، وترجمة تلك القيم في حياتهم اليومية، والبيئة المدرسية أو الأسرية، والمجتمع الأوسع. كما نوّه بالتجاوب اللاّفت الذي لاقته المبادرة من قبل المدارس المشاركة، وحرصها على التقيّد بشروط هذه المبادرة لاستحقاق شهادة الجدارة.
العويط
بدوره، أشار العويط إلى أن ما يسترعي الانتباهَ ويُثيرُ الإعجابَ في هذه المبادرة أنّها مبنيّةٌ على مبدأِ التعاون، وهو المبدأُ الذي تؤمنُ لجنتُنا الوطنيّةُ اللبنانيّةُ لليونسكو بضرورتهِ وجدواه، وتتبّناهُ نهجاً وممارسة، وتسعى إلى الالتزامِ به في البرامجِ التي تُطلقها، والمشاريعِ التي تُنجزها. فلقد ائتلفَ في إطارها، فضلاً عن لجنتنا، كلٌّ من مركزِ الأممِ المتّحدةِ للإعلامِ في بيروت، والمكتبِ الإقليميِّ لليونسكو في الدولِ العربيّة، وتحالفِ الشبابِ العالميّ في منطقةِ الشرقِ الأوسط. وإنّ مساهمةَ هذه المنظّماتِ والهيئاتِ الدوليّةِ والإقليميّةِ والمحليّةِ في القيامِ بها، وما تخصّها به وزارةُ التربيةِ والتعليمِ العالي من دعمٍ وتشجيع، والتجاوبَ الرائعَ الذي أبدته المدارسُ المشارِكةُ فيها، من القطاعَين الرسميّ والخاصّ- إدارةً وأساتذةً وتلامذة – تمثّلُ نموذجاً مُلهِماً، وتجربةً بنّاءةً وناجحةً ومثمرة، يَحسنُ أن يُحتذى بها.
الآفلاس
وأخيراً، عرّفت الآفلاس بتحالف الشباب العالمي وأهدافه ومهامه التي تقوم على فكرة الإنسان البشري بالتركيز على كرامته، وأشارت إلى سعي التحالف إلى بناء ثقافة تغذّي كيان كلّ إنسان وإلى اعتماد الحلول الناجعة التي تتمحور حوله. ثم قدّمت عرضاً تعريفياً حول المبادرة يلخّص مراحل تنفيذها والنشاطات التي قام بها التلامذة.
وفي ختام الحفل، تمّ توزيع الشهادات على 17 مدرسة رسمية و خاصة من شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو ومن خارجها، وهي: ثانوية الكوثر – بيروت؛ ثانويّة الحريريّ الثّالثة – بيروت؛ ثانوية الدكتور حسن صعب الرسمية المختلطة – بيروت؛ ثانوية زاهية قدورة الرسمية للبنات – بيروت؛ مدرسة زهرة الإحسان؛ مدرسة المنار الحديثة – رأس المتن؛ مدرسة بوشرية الثانوية؛ مدرسة راهبات الانطونيات – حازمية/جمهور؛ ثانوية عمشيت الرسمية المختلطة؛ كوليج سانت سوفير جعيتا؛ ثانوية حسين مسعود الرسمية – بشامون؛ ثانوية مار جرجس – عشاش؛ ثانوية المربي فضل المقدم الرسمية للبنات – طرابلس؛ مؤسسات الإمام الصدر؛ ثانوية النبطية الرسمية للبنات؛ مدرسة سيدة البشارة – رميش .
يُذكَر أنه تمّ تنفيذ هذه المبادرة في مرحلتها الأولى خلال العام الدراسي 2016-2017، وتهدف إلى تثقيف طلّاب المدارس في المرحلة الثانوية حول عمل وأولويّات الأمم المتحدة. وتتضمن هذه المبادرة عقد محاضرات وأنشطة ميدانيّة حول 3 أيام من الأيام الدولية التي أعلنتها الأمم المتحدة، إضافةً إلى تصميم وتنفيذ نشاط لصالح جمعية غير حكومية مرتبطة بقضية معيّنة، أو بهدفٍ محدّد من أهداف التنمية المستدامة.