سفراءٌوأكاديميون من منطقة الشرق الأوسطفي نقاشات منتدى رفيع المستوى على هامش التصفيات النهائية لمسابقة هواوي الشرق الأوسط المعلومات والاتصالات 2019
هواوي تطلق تقريراً جديداً لدراسة تناولت النقص الحالي في المواهب التقنية بالمنطقة ووسائل جَسرِ الفجوة الرقمية في ظل تسارع نشوء التقنيات الحديثة
شهد منتدى هواوي للتعليم المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة والذي عقد مؤخراً في مقر الشركة بمدينة شينزنالصينية بحضور سفراء وأكاديميين وهيئات دولية وصينية من وزارات وجامعات ذات صلة، نقاشات موضوعية وضعت على طاولة الحوار حول التحديات الحالية التي تشهدها المنطقة في مجال نقص مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في ظل التسارع الكبير الحاصل على مستوى نشوء وتطور التقنيات الحديثة وفي مقدمتها الجيل الخامس والذكار الاصطناعي والحوسبة السحابية وانترنت الاشياء.
حضر المنتدى الذي تم تنظيمه في إطار التصفيات النهائية لمسابقة هواوي الشرق الأوسط لتقنية المعلومات والاتصالات 2019،سفراء وأكاديميون من منطقة الشرق الأوسط – يمثلون البلدان التي ينتمي إليها الطلاب المشاركون بالتصفيات النهائية من المسابقة، واستهدف تقييم الوضع الحالي لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة وبحث كيفية تطويره خلال السنوات القادمة من خلال التعاون المفتوح بين القطاعين العام والخاص وكافة الأطراف الأخرى ذات الصلة. وضم المؤتمر مشرفين أكاديميين من المنطقة يمثلون الجامعات والمعاهد التي ينتمي لها الطلاب المشاركون بالتصفيات النهائية، وكبار ممثلي مركز اليونسكو للابتكار في التعليم العالي، ومركز تبادل العلوم والثقافة الصينية والأجنبية، ووزارة التعليم الصينية، وجامعة الجنوب للعلوم والتكنولوجيا في الصين.
واتفق السفراء والأكاديميون على أن مسؤولية معالجة الفجوة الرقمية التي تعتري مواهب تقنية المعلومات والاتصالات تقع على عاتق كل من القطاع العام والخاص على حد سواء. وأن هناك العديد من الخطوات التي تعتبر أولويات المرحلة الحالية يجب على كافة المعنيين التعاون في مجال تناولها ووضع أطر العمل المشترك على إيجاد الحلول لها، بدءاً من المسؤوليات التي تقع على الحكومات، مروراً بمسؤولية الجامعات والمعاهد المتخصصة، وانتهاء بأوجه الدعم التي يمكن للمؤسسات الدولية المتخصصة والشركات العالمية الرائدة في صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات أن تقدمها.
وأطلقتهواوي خلال المنتدىتقريراً جديداً ونتائج دراسة تناولت تطوير مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسطفي ظلالتطور السريع الذي تشهده التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لما لها من أثر كبير على الاقتصاد المحلي في نمو الأعمال والتنمية الاجتماعية. وذكر التقرير أنمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط أنفقت ما يقدر بنحو 230 مليار دولار علىتطوير تقنية المعلومات والاتصالات في العام الماضي – وفقاً لمؤسسة البيانات الدولية – ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 245 مليار دولار بحلول عام 2020.
وسلط التقرير الضوء على النقص الحالي الواضح في الموارد البشرية ومواهب تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط والتي تمتلك القدرة على مواكبة أحدث التطورات التقنية لقيادة عملية بناء الاقتصاد الرقمي باعتبارها جزءاً من خطط ورؤية التنمية الوطنية في بلدان المنطقة. كما أوردالتقرير إحصائيات هامةتفيد بأن أكثر من 70% من دول الشرق الأوسط تعاني من مسألةإيجاد موظفين يتمتعون بالمهارة التقنية اللازمة التي يجب أن تتماشى مع التقنيات الحديثة.وذكر التقرير أن مؤشر رأس المال البشري الصادر عن المؤتمر الاقتصادي العالمي يبين أنه في حين يتمتع 29% من خريجي التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمؤهلات ممتازة في مجال الهندسة والصناعة والبناء، فإن 13% فقط يتمتعون بمؤهلات تتعلق بتقنية المعلومات والاتصالات، وبهذا تسجل المنطقة معدلاً أقل بثلاث نقاط عن المعدل العالمي على صعيد إطلاق الطاقات الكاملة لكوادرها البشرية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تبلغ فيه معدلات البطالة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط نحو 28.2%.
كما ذكر التقرير أنه في الوقت الذي تعاني دول المنطقة من نقص في المواهب التقنية، إلا أنه تم إحراز تقدم ملحوظ يظهره”مؤشر الاتصالات العالمي” الصادر عن “هواوي”، وهو دراسة سنوية عالمية موسعة تصدرها هواوي حول جهوزية الدول في التعامل الحقبة الرقمية الجديدة،أن العديد من بلدان الشرق الأوسط التحقت بمسيرة التحول الرقمي وحسنت مواقعها في التصنيفات العالمية بين عامي 2015 و2018. وينطوي ذلك على قيمة اقتصادية واضحة، حيث تقدر شركة “بي دبليو سي” للدراسات والأبحاث أن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي سيسهم بمفرده بنحو 320 مليار دولار في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط بحلول العام 2030.
وأجمع المشاركون على ضرورة قيام الحكومات بزيادة الاستثمار في مواهب تقنية المعلومات والاتصالات وتقديم حلول ناجحة لمعالجة النقص فيها. وفي الوقت نفسه يتعين على الجامعات أن تسعى جاهدةً لتواكب مناهجها متطلبات تنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في المستقبل بما يدعم قيام صناعات رائدة، مثلما تفعل الأطراف المعنية بالقطاع على غرار شركات الاتصالات وكبار المزودين ومنهم هواوي للمساهمة في تطوير المواهب وبناء منظومة غنية بالمواهب لتقنية الاتصالات والمعلوماتمن خلال التعاون المفتوح مع جميع الشركاء واللاعبين المعنيين، إضافة إلى مبادرات وبرامج المسؤولية الاجتماعية الموجهة وغيرها من الفعاليات.
وقال تشارلز يانغ رئيس شركة “هواوي” الشرق الأوسط: “ما زال المشوار طويلاً أمام القطاع العام والخاص للعمل المشترك على تعزيز مواهب تقنية المعلومات والاتصالات التي من شأنها دفع مسيرة التقدم الاجتماعي إلى الأمام في هذا العصر الرقمي والذكي الجديد. ونحن في هواوي ملتزمون بتشجيع وتعزيز المواهب البارزة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من خلال مبادراتٍ كمسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرنامج ’بذور من أجل المستقبل‘ و’أكاديمية هواوي‘ وبرامج التدريب الداخلي في الشركة. ما يعكس وعلينا بذل المزيد من الجهود لجسر الفجوة الحالية وتعزيز التعاون المفتوح لإعطاء الأولوية لتطوير المواهب الشابة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة”.
وإدراكاً منها لأثر النمو المتزايد لتقنية المعلومات والاتصالات على المجتمعات والشركات على حد سواء، تخطط دول الشرق الأوسط للاستفادة من آخر مستجدات التكنولوجيا لدعم التحول الرقمي حيث تبرز أهمية هذه التقنيات في مجالات عديدة كالنفط والغاز، والبناء، والصحة، والحكومة الإلكترونية. وتعمل العديد من الحكومات الآن على تسهيل عملية الرقمنة من خلال إقامة مجمعات مخصصة لتقنية المعلومات والاتصالات ومناطق اقتصادية متخصصة تتيح للمستثمرين الأجانب الحصول على ملكية تجارية كاملة. وقد أظهر تقرير حديث لشركة بوزآندكومباني أن هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها لكن ما تزال هناك حاجة إلى مزيد من هذه الجهود.
تهدف مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط إلى تعزيز المواهب المحلية من خلال العملمع الجهات الحكومية والجامعات والكليات لدعم مسار تجهيز قادة المستقبل في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ليكون على أهبة الاستعداد لأخذ الدور المناط بهم في تحقيق أهداف الخطط والاستراتيجيات والبرامج والرؤى الوطنية الطموحة لبلدانهم وبناء اقتصادها الرقمية المستدامة القائمة على المعرفة. كما تشجع المسابقة على تحفيزالفكرالابتكاري والإبداعيلدى الطلاب مع التركيز على رفع القدرة التنافسية الوطنية لدول المنطقة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات بالاعتماد على صقل مهارات ورفع كفاءات جيل الشباب في مجال التكنولوجيا. وقد استقطبت المسابقة في نسختها الثالثة أكثر من 21.000 طالب من 437 جامعة وكلية في 10 دول من الشرق الأوسط. ووصل إلى التصفيات النهائية لهذا العام 13 فريقاً و20 وزارة من مختلف بلدان الشرق الأوسط.