بدعم من بنك الصحة وتقديرا للإسهامات القيّمة التي تقدمها أطقم التمريض في المجتمع وإعترافا بتفانيهن في المهنة وما يحققنه من انجازات في خدمة الإنسانية عبر صناعة التمريض، تم لأول مرة إطلاق جوائز سنوية تحمل اسم “الممرضة القديرة” وذلك في حفل أقيم في دبي.
وقد تحدث في حفل توزيع الجوائز عدد من كبار الشخصيات المعنيين بقطاع الرعاية الصحية حيث أكدوا على ضرورة التواصل البشري في القطاع، وعلى الحاجة إلى معالجة مشكلة النقص في عدد الممرضات في مجال الرعاية الصحية.
خلال كلمته الترحيبية، قال رضا جعفر، مؤسس الشبكة العالمية للاستدامة، وهي منظمة ملتزمة بتحقيق الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد الفقرتين 8.5 و8.6، وهما المتعلقتين بتوفير فرص العمل ومكافحة البطالة بين الشباب- قال: “وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن العالم بحاجة إلى توفير 9 ملايين ممرض وممرضة بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك، فإننا نحتاج إلى توجيه مزيد من الاهتمام إلى هذه المهنة الإنسانية وتوفير الحوافز المادية اليها بما يضمن اجتذاب الشباب اليها من أجل خدمة الإنسانية.”
وبدوره قال سلمان عارف، الرئيس التنفيذي لبنك الصحة، “كما هي الحال في أي قطاع من قطاعات العمل فإن التقنيات الحديثة و تكنولوجيا التعلم الآلي تفرض سيطرتها على صناعة الرعاية الصحية. بيد أنه بات واضحا أن ما لا يمكن استبداله من خلال التكنولوجيا هو بلا شك مشاعر الرعاية والدفء التي توفرها أطقم التمريض والتي بات يشكل أفرادها جزءً لا يتجزأ من هذه الصناعة. الهدف من تقديم هذه الجوائز هو تقدير واحترام ومكافأة أعضاء فرق التمريض ممن تم ترشيحهن من قبل أطباء ومؤسسات مرموقة تقديرا لما قمن به من إسهامات في مجال عملهن.”
المتحدث الرئيسي في الأمسية كان الدكتور جنيد باجوا، وهو عضو المركز العالمي للتحالفات والحلول الاستراتيجية والتميز الرقمي في مؤسسة إم إس دي العالمية لتصنيع الأدوية وعالم زائر في كلية هارفاد للصحة العامة وعضو مجلس إدارة مستشفى كلية لندن الجامعية.
وأكد الدكتور باجوا على الحاجة إلى تبني نهج أكثر شمولية في مجال الرعاية الطبية، حيث أعرب عن اعتقاده بأنه بفضل الإنجازات العلمية الحديثة، فإنه بات بإمكان الأطباء الآن الوصول إلى معلومات أكثر دقة متعلقة بمرضاهم بشكل يساعدهم على إضفاء طابع شخصي على تجاربهم معهم.”
وتابع بالقول: “يجب أن يكون الهدف هو التقاط وتحليل البيانات المتعلقة بالمرضى والمتوافرة عبر مختلف الوسائل التقنية بالشكل الذي يساعد على الوصول الى علاجات متخصصة تساعد في خلق خيارات علاج جديدة.”
وبعد كلمة الدكتور باجوا، جرت حلقة نقاشية حول موضوع بعنوان “التمريض، مهنة الحصول على جائزة نوبل”، حيث تم تسليط الضوء خلالها على أهمية أطقم التمريض، وضرورة التركيز على تطورهن المهني والحاجة إلى إتاحة الفرصة لهن للتعامل مع مختف التحديات التي تواجه انظمة الرعاية الصحية.
وترأس حلقة النقاش كريستيان شوماخر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كينجز كوليدج -لندن بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأخصائية أمراض القلب الدكتورة ليلى المرزوقي وجلناز طارق، رئيسة وحدة العناية بالجروح في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي.
وترى الدكتورة ليلى المرزوقي أن الممرضات يمثلن العمود الفقري لنظام الرعاية الصحية، حيث يقضين النسبة الأكبر من أوقاتهن مع المرضى لضمان تقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية. وألقت الطبيبة الضوء على أهمية تمكين الممرضات، وإشراكهن في عملية صنع القرار، مما يساعد على صقل معرفتهن وخبراتهن المهنية.
وبدورها قالت شوماخر إن السبيل الأمثل لمواجهة النقص في عدد الممرضات هو تمكينهن من أداء أدوار تنطوي على تحديات أكبر وتعظيم الاستفادة من مهاراتهن. وأضاف أن 85٪ من العاملين في التمريض تم استقدامهم من الخارج وعادة ما يشكون من ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة.
وهنا تمس الحاجة الى العمل على تعزيز شعور أفراد أطقم التمريض بأنهم يمثلون ركنا ركينا من نظام الرعاية الصحية، وهو الأمر الذي يعمل على تشجيع عدد أكبر من مواطني دولة الإمارات على الالتحاق بهذه المهنة.
تقول جلناز طارق: “لقد بات من المهم للغاية توجيه التقدير اللازم والمستحق لفرق التمريض، وتأتي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه من خلال تنظيم هذه الجوائز.”
وحثت جلناز المستشفيات وغيرها من المؤسسات المعنية على مساعدة الممرضات في تطوير حياتهن المهنية والعمل على الاستفادة من أكبر قدر ممكن من الموارد التي تساعدهن في تطورهن التعليمي والمهني، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشجع المزيد من الأفراد على الالتحاق بمهنة التمريض.
وكانت ضيفة الشرف في الحفل د. زليخة داوود، رئيسة مجلس الإدارة لمجموعة زليخة للرعاية الصحية وهي أول طبيبة هندية تمتهن الطب وتعمل في مجال الأعمال في دولة الإمارات.
وعلى امتداد خمسة عقود، عملت د. زليخة داوود بكل جد وتفان لخدمة مواطني دولة الإمارات وشعبها المقيم على أرضه بلا كلل حيث قدمت اسهامات قيمة لقطاع الرعاية الصحية لخدمة المواطنين والمقيمين على حد السواء.
وفي نهاية الحفل، تم منح جوائز لعدد من الممرضات تقديرا لمساهماتهن القيّمة في المجتمع وتفانيهن في المهنة وفي خدمة الإنسانية. وكانت من بين الفائزات: كافيتا شيجو، كبيرة الممرضات بقسم الولادة في مستشفى زليخة، دبي، ريني جاكوب، كبيرة الممرضات بوحدة الأورام في مستشفى زليخة، دبي، جيسي آنا فيليب، مستشفى دبي، الدكتورة صفا آل مصطفى، رئيسة طاقم التمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية وكاسي بورفي، أخصائية تمريض الأنسجة في مستشفى كينجز كوليدج –لندن.
وقامت كل من د. زليخة داوود والدكتورة ليلى المرزوقي وكريستيان شوماخر بتوزيع الجوائز وتكريم الفائزات تقديرا لاسهاماتهن الفعالة في قطاع الرعاية الصحية.
*المصدر: “ايتوس واير“