اطلقت من السراي الحكومي اليوم، مبادرة من جمعية مصارف لبنان، وهي عبارة عن تأمين اجهزة طبية واستشفائية لمعالجة المصابين بوباء الكورونا بقيمة تناهز 6 ملايين دولار اميركي.
اعلان المبادرة جاء خلال استقبال رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب قبل ظهر اليوم في مكتبه وفدا من جمعية المصارف برئاسة الدكتور سليم صفير وعضوية كل من السادة: نديم القصار، شهدان جبيلي وانطوان حبيب، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، في حضور مستشاري الرئيس دياب لينا عويدات، محمد علم الدين.
صفير:
واستهل اللقاء بكلمة لرئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير جاء فيها:
لبنان يعيش اليوم محنة وطنية قاسية، ومثل هذه المحن لا تواجه بغير التكافل والتضامن بين الدولة وكل القوى الحية في المجتمع.
والقطاع المصرفي لم يتوان يوما، عن تأدية واجبه في مساعدة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على تحمل الظروف الصعبة، وعلى تجاوز المحن الأليمة طوال العقود الماضية. واليوم وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها لبنان، والتي أصبحت أيضا أزمة عالمية، يجدد القطاع المصرفي التزامه خدمة الناس والعمل على كل ما يساهم بتخفيف معاناتهم.
لا يهزم الوباء الا المناعة، ولا يمكن تجاوز المحن الا بالمناعة الوطنية التي اكتسبها لبنان عبر الأزمنة.
فاللبنانيون جميعا يذكرونأن الأسرة المصرفية ساهمت مرات عدة، في تاريخ لبنان الحديث، في التخفيف من آثار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كما أنها وقفت الى جانب الدولة والشعب في كل محنة وأزمة مرت بها البلاد.
واضاف، ها نحن اليوم نعلن للرأي العام اللبناني عن مساهمة جمعية مصارف لبنان في تأمين أجهزة طبية واستشفائية لمعالجة المصابين بوباء الكورونا بقيمة تناهز 6 ملايين دولار أميركي. وقد حرصنا على أن تكون هذه الهبة العينية جاهزة ومسلمة في غضون أيام، لمختلف المستشفيات الحكومية المعتمدة رسميا كمراكز للمعالجة.
إن مبادرتنا اليوم هي واجب وطني وليست عملا خيريا أو منة على أحد. وليست الا البداية وسيكون هناك مبادرات أخرى في الأيام القليلة المقبلة.
دولة الرئيس،
إن تجاوز المحن لا يكون إلا من خلال التضامن والتنسيق والتشاور بين الحكومة والقطاعات الفاعلة والمنتجة في المجتمع.
وفي هذه المناسبة أتوجه بالتحية للأطباء والممرضين المتواجدين في الصفوف الأمامية في مواجهة هذا الوباء.
كما أتوجه بالشكر الى الدكتورة لينا عويدات، مستشارة رئيس مجلس الوزراء على ما قامت به من اتصالات، وما بذلته من مساع خيرة ومثمرة لتأمين حصول لبنان على هذه التجهيزات في أفضل الشروط الممكنة وفي مهلة زمنية قياسية.
دولة الرئيس،
نؤكد لكم إننا سنكون الى جانب دولة المؤسسات،حتى تجاوز هذه الأزمة. ونعاهد الشعب اللبناني بأن القطاع المصرفي سيكون في طليعة المؤسسات الساعية لعودة الحياة الطبيعية في البلاد وتجاوز آثار المحنة.
ولذلك نضم صوتنا الى صوتكم في دعوة اللبنانيين الى التكاتف والتعاضد لتجاوز هذه المحنة العصيبة بأقل الخسائر البشرية الممكنة. فثروة لبنان الحقيقية تكمن في إنسانه. وكل ما عدا ذلك قابل للتعويض.
دياب:
ثم القى الرئيس دياب الكلمة الاتية:
أتوجّه بداية بالشكر إلى جمعية المصارف وإلى رئيسها الدكتور سليم صفير على هذه المبادرة، وأيضاً على الوعد الذي أطلقه اليوم بأنه ستكون هناك مبادرات أخرى، من أجل مواجهة هذا الوباء الزاحف إلى وطننا.
لبنان في محنة وضيق، والشعب اللبناني بدأ يعيش وطأة تراكم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والمالية، والتي أضيف إليها اليوم هذا الخطر المتمثّل بوباء كورونا.
إن ما نمرّ به اليوم يحتاج إلى تضافر كل الجهود، من دون مزايدات، ولا حسابات. البلد كلّه يرزح تحت وطأة ضغوط قاسية، ولا يمكن لأي كان أن يحمل وحده عبء هذه الضغوط. حتى الدولة، في ظل إمكاناتها الحاضرة، يصعب عليها القيام بكامل واجباتها تجاه مواطنيها. ولذلك فإن الرهان هو على تكافل المجتمع اللبناني، والتعاون مع الدولة التي لا ملاذ إلا بها، باعتبارها الحاضن الوحيد لجميع أبنائها، من دون تمييز.
أضاف: المطلوب اليوم، هو الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها، وتقوية قدراتها، لأن الدولة وحدها هي التي تمنح اللبنانيين مناعة ضد كل الفيروسات التي تشكّل خطراً على أمن الوطن الصحّي أو الأمني أو الوجودي.
إني أغتنم هذه الفرصة لأدعو الجميع إلى مزيد من التلاحم، والمبادرة، لتحصين الدولة، كي تشكّل سور الحماية للبنانيين.
شكراً لجمعية المصارف، ولكل مبادرة طيبة إلى جانب الدولة، كي ننقذ لبنان.
تسليم الهبة:
ثم تسلّم الرئيس دياب من صفير كتابا بالهبة العينية التي قدمتها الجمعية.