النسخة الأولى من السلسلة النصف أسبوعية توضح السُبُل التي يخطط من خلالها المدراء الماليون وقادة القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة فيروس كوفيد-19 – والآثار التي يتوقعونها
أصدرت اليوم بي دبليو سي النسخة الأولى من استطلاعها لكبار المدراء الماليين عن فيروس كوفيد-19 لمنطقة الشرق الأوسط. ويكشف هذا الاستطلاع عن السبل التي يسعى كبار المدراء والمسؤولين الماليين في المنطقة من خلالها إلى مواجهة تفشي فيروس كوفيد-19 ويوضح الآثار التجارية والاقتصادية التي يتوقعونها خلال الأسابيع والأشهر القادمة.
أبرز النتائج في منطقة الشرق الأوسط
- يعتقد 67% من المدراء الماليين أن فيروس كوفيد-19 يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أعمالهم. وكان المدراء الماليون في دولة الإمارات هم الأكثر قلقاً في المنطقة (بنسبة 77%)، فيما يشعر نظراؤهم في المملكة العربية السعودية بأن الأثر يقتصر على مجالات خاصة في أعمالهم.
- يتمثل الشاغل الأكبر للمدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط في الأثر المالي، إذ يتوقع 78% منهم حدوث تراجع في الإيرادات نتيجة لهذه الجائحة. وينطبق هذا بصفة خاصة على دولة الإمارات التي يتوقع فيها 9 من كل 10 مسؤولين تنفيذيين حدوث تراجع في الإيرادات والأرباح.
- يُعد المدراء الماليون، الذين يهدفون إلى الحد من التكاليف، الأكثر ميلاً إلى دراسة تدابير احتواء التكاليف وإرجاء أو إلغاء الاستثمارات، وبخاصة في النفقات الرأسمالية. ومن بين جميع المدراء الماليين في المنطقة، ينطبق هذا بصفة خاصة على من هم في دولة الإمارات (92%).
- تُعد الاستثمارات في التحول الرقمي وتجربة العملاء والأمن السيبراني المجالات الأوفر حظاً في الاحتماء من هذا الأثر. ونتيجة لفيروس كوفيد-19، يتوقع 55% من المدراء الماليين إجراء تغييرات في سلاسل توريدهم (67% في السعودية) وتشير هذه النتائج بوضوح إلى المجلات التي من المحتمل أن تحظى بالاهتمام في فترة ما بعد فيروس كوفيد-19.
- يخطط أكثر من نصف المدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط إلى الاستفادة من برامج الدعم الحكومي، ولكن تتفاوت هذه النسبة بشكل كبير من بلد لآخر. ففي السعودية، يدرس 8 من كل 10 مدراء ماليين تقريباً الحصول على هذا الدعم أو يعتزمون الحصول عليه.
- بالرغم من المخاوف التي تؤرّق المدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط، فإن غالبيتهم يعتقدون أن شركاتهم ستكون قادرة على العودة إلى “ممارسة العمل على النحو المعتاد” في غضون ثلاثة أشهر في حال انحسار فيروس كوفيد-19 على الفور.
يشعر المدراء الماليون بالقلق من أثر فيروس كوفيد-19 على العمليات التجارية والإيرادات
يكشف الاستطلاع أن المدراء الماليين في دولة الإمارات هم الأكثر قلقاً، إذ يتوقع 9 من كل 10 مدراء ماليين التعرض لآثار مالية، ويشعر أكثر من نصفهم بمخاوف من احتمال حدوث كساد عالمي. وتشكل القطاعات الأكثر تضرراً مثل السفر والسياحة والضيافة وتجارة التجزئة جزءاً كبيراً من الاقتصاد المحلي في دولة الإمارات، لذا فهذه النتائج ربما تكون غير مفاجئة. ومع ذلك، فإن صوت القلق ينخفض إلى حد ما في السعودية، إذ ينظر 45% من المدراء الماليين إلى الوضع الراهن على أنه تحد منعزل ذو أثر محدود.
الحد من التكاليف هو الشاغل الأول
لفيروس كوفيد-19 العديد من الآثار التجارية، من بينها الحد من التكاليف حيث سيركز المدراء الماليون في منطقة الشرق الأوسط على التدفقات النقدية خلال الأسابيع والأشهر القادمة ومن الأرجح أنهم سينظرون في اتخاذ تدابير لاحتواء التكاليف بغية حماية مستقبل أعمالهم. ويدرس 92% من المدراء الماليين المشاركين في الاستبيان في دولة الإمارات تطبيق هذه الاستراتيجيات الخاصة بالحد من التكاليف مقارنة بما نسبته 82% في السعودية.
الأثر المترتب على سلاسل التوريد
كشف الاستطلاع أيضاً عن أن 83% من المدراء الماليين في المنطقة يقومون بإرجاء استثماراتهم عن طريق القيام أولاً بمراجعة نفقاتهم الرأسمالية، ويلي ذلك مباشرة إعادة النظر في العمليات التجارية والقوى العاملة. وستؤدي هذه التدابير إلى تحرير بعض الاحتياطيات، مما سيمنح المدراء الماليين بعض المتنفس مع استمرار الوضع في التطور. ومنذ ظهور فيروس كوفيد-19 للمرة الأولى، تشهد سلاسل التوريد العالمية اختباراً كبيراً نظراً لتفشي الجائحة. ونتيجة لذلك، يعكف المدراء الماليون في المنطقة، وخصوصاً في السعودية، على دراسة تغيير استراتيجياتهم الخاصة بسلاسل التوريد.
التطلع إلى الدعم الحكومي
فيما يتعلق بالدعم الحكومي، فإن المدراء الماليين في منطقة الشرق الأوسط أوفر حظاً مقارنة بالمناطق الأخرى حول العالم في الحصول على حزم التحفيز الاقتصادي الحكومية المتاحة في بلدانهم. وكشف الاستبيان عن أن 8 من كل 10 مدراء ماليين ينظرون الآن في سبل الاستفادة من مثل هذه البرامج في المملكة. ولكن في الإمارات، يبدو أن ربع المدراء الماليين تقريباً لا يزالون يقيّمون مستوى المساعدات المتاحة وطرق الحصول على هذا الدعم.
التعافي
يأمل المدراء الماليون في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من المخاوف التي تسيطر عليهم، في العودة إلى الوضع الاعتيادي عاجلاً وليس آجلاً؛ ويقومون بتعليق أو إرجاء الاستثمارات بدلاً من إلغائها بالكلية. وتتوقع الغالبية منهم العودة إلى ممارسة الأعمال على النحو المعتاد في غضون ثلاثة أشهر في حال انحسار فيروس كوفيد-19 اليوم. لكن المدراء الماليين في دولة الإمارات أقل تفاؤلاً من نظرائهم في المنطقة والعالم، حيث تتوقع النسبة الأكبر منهم أن تمتد فترة التعافي للتراوح ما بين 6 إلى 12 شهراً.
وفي هذا الصدد، صرح السيد ستيفن أندرسون، قائد فريق الأسواق والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: “تقوم المؤسسات في جميع أنحاء العالم بتعديل نمط عملها لتعتنق نهج العمل عن بعد، وبالرغم من أن المدراء الماليين يعطون الأولوية للأمن المالي على المدى القصير، فإنهم يترقبون حدوث التسارع المحتمل في التحول الذي ستشهده مجالات مثل تجربة العملاء والخدمات الرقمية والأمن السيبراني في حقبة ما بعد فيروس كوفيد-19”.
ومن المقرر إعادة إجراء الاستطلاع كل أسبوعين لتتبع التغيرات في مواقف وأولويات قادة القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط.