كتب انطوان الحايك
في بلد تتنازعه الصراعات الداخلية وتراوح ازماته السياسية والاقتصادية بين اللعب على حافة الهاوية ودركها وتصل علاجات ملفاته الى درجة المستحيلات، تتصاعد لعبة عض الاصابع لتتخطى حدود المنطق او المقبول في ظل اشتداد الصراعات الاقليمية من جهة والاتصالات الجارية من ” تحت الطاولة” من جهة ثانية على امل الوصول الى تسوية اقليمية ودولية مقبولة وسط تضارب المصالح الاستراتيجية بين الممسكين بخيوط اللعبة الدولية وتداعياتها على الدول الصغيرة التي هي في النهاية متلقية لارتدادات الاحداث وليست مساهمة او مشاركة في صنعها .
ويبرز في هذا السياق الانقلابات التي طاولت اقتصادات الدول برمتها لاسيما بعد ما وصفه العالم الاقتصادي بجائحة الكورونا ومحاولة البعض التخفيف من وقعها الصحي والطبي ما يوحي بان هناك قطبة مخفية على العالم برمته التقيد بمضامينها والا فالاتي اعظم وهذا ما يفسر التعاطي الدولي ومنظمة الصحة مع الامور على انها كارثة صحية ترخي بتداعياتها على الحياة الاقتصادية العالمية وتساوي بين اقتصادات الدول المنتجة وتلك التي تعتمد على الاقتصادات الريعية ما يجعل الدولار الاميركي محورا اساسيا للتعاطي التجاري الدولي .
ما يؤكد على صحة هذا التوجه هو المفاوضات الشاقة التي يجريها لبنان المفلس مع صندوق النقد الدولي،وسائر الدول المانحة التي تبدو بدورها عاجزة عن اتخاذ القرارات المصيرية بمعزل عن ” البعبع ” الاميركي الذي بات المتحكم بالنقد على مستوى العالم ، وصراعه مع التنين الاصفر الذي طالما حذر الاستراتيجيون من ايقاظه في وقت يشهد العالم تبدلات استراتيجية من شأنها ان تعيد رسم خريطة النفوذ العالمية واقتسام الخيرات والنفط والغاز وما شاكلهما من مصادر للطاقة .
ليس بعيدا ، لا بد من الملاحظة بان المفاوضات بين صندوق النقد الدولي من جهة والحكومة اللبنانية من جهة ثانية باتت محكومة بالملفات السياسية والمطالب الغربية اكثر مما هي محكومة بواقع اقتصادي ما يؤشر الى ان المستقبل القريب قد يشهد على مزيد من التوترات الداخلية الى درجة قد تصل معها الامور الى قعر الهاوية وعدم مراوحتها على حافتها .
المصدر: موقع برس ليبانون