أصدرت بي دبليو سي نتائج النسخة الرابعة من سلسلة استطلاع كوفيد-19 لمنطقة الشرق الأوسط والتي توضح طرق استجابة المدراء الماليين في المنطقة لهذا الفيروس. وقد تتبع الاستطلاع مواقف وأولويات قادة القطاع المالي وهم يتلمسون طريقهم وسط هذا الارتباك غير المسبوق الذي سببه فيروس كوفيد-19 لأعمالهم.
أبرز النتائج في منطقة الشرق الأوسط:
- اتساع الجداول الزمنية اللازمة للتعافي وارتفاع الأثر المالي
- ارتفاع المخاوف المتعلقة بوقوع ركود اقتصادي عالمي وحدوث موجة ثانية
- لا تزال إعادة إنماء الإيرادات وإدارة التكاليف محور التركيز الرئيسي
اتساع الأطر الزمنية اللازمة للتعافي وارتفاع الأثر المالي
نظراً لتزايد إدراك المؤسسات لآثار فيروس كوفيد-19، فإن الأطر الزمنية اللازمة للتعافي تتسع مع كل نسخة من استطلاعنا . فقد ارتفعت نسبة المدراء الماليين في الشرق الأوسط الذين يتوقعون أن يستغرق التعافي ثلاثة أشهر أو أكثر إلى 72% – مقارنة بنسبة 66% قبل خمسة أسابيع.
وتماشياً مع اتساع الأطر الزمنية اللازمة للتعافي، شهدت نسبة قادة القطاع المالي الذين يتوقعون انخفاض إيرادات و/أو أرباح شركاتهم ارتفعاً طفيفاً مسجلة 89% مقارنة بنسبة 86% قبل خمسة أسابيع. وهي أيضاً نسبة أعلى من المتوسط العالمي الذي يبلغ 81%.
ارتفاع المخاوف المتعلقة بوقوع ركود اقتصادي عالمي وحدوث أي موجة ثانية
عند سؤالهم عن المخاوف المتعلقة بالعودة إلى أماكن العمل والعمل في بيئة مختلفة، حدد قادة القطاع المالي في العالم والمنطقة نفس العوامل الثلاثة والتي تشكل المخاوف الأكبر – ولكن مع اختلاف ترتيبها. وقد احتل أثر وقوع ركود اقتصادي عالمي المرتبة الأولى على مستوى العالم والشرق الأوسط. وجاء في المرتبة الثانية في المنطقة الأثر المالي لفيروس كوفيد-19 وتأثيراته على نتائج العمليات التشغيلية والفترات المستقبلية والسيولة والموارد الرأسمالية، بنسبة 55% من المدراء الماليين المشاركين في الاستطلاع – مقارنة بـنسبة 47% على مستوى العالم. واكتملت المراتب الثلاثة الأولى بالمخاوف من حدوث موجة ثانية من الإصابة بفيروس كوفيد-19، ولكن بانخفاض النسبة قليلاً في منطقة الشرق الأوسط (53%) عن المتوسط العالمي (58%)، ونسبة 49% في دولة الإمارات.
وكانت المخاوف المتعلقة بحدوث انخفاض في ثقة العملاء بما يؤدي إلى تقليل الاستهلاك مرتفعة كثيراً في دولة الإمارات (54%) مقارنة بما نسبته 35% فقط في الشروق الأوسط و31% عالمياً.
إعادة إنماء الإيرادات وإدارة التكاليف مع مضينا قدماً
يركز 61% من المدراء التنفيذيين في المنطقة اهتمامهم على استراتيجياتهم الخاصة بالتسعير، مثل عرض شروط دفع مختلفة أو رفع/خفض أسعار المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها، ويقوم 53% منهم بإجراء تغييرات في منتجاتهم أو خدماتهم عن طريق عرض حلول جديدة أو محسّنة أو مبسّطة. وعالمياً، يركز 63% من المدراء الماليين اهتمامهم على الخيار الثاني.
وقد أجبر الأثر الاقتصادي لفيروس كوفيد-19 المؤسسات على إعادة التفكير في نماذج عملها، وهو ما كان بمثابة عامل محفز في بعض الحالات للابتكار السريع بغية استغلال الفرص الجديدة في السوق. ولقد لمسنا اختلافاً ملحوظاً في مستوى ثقة المدراء الماليين في دولة الإمارات عند تحديدهم لفرص جديدة لجني الإيرادات. وهم يتطلعون أيضاً لإجراء تغييرات في انتشارهم الجغرافي لإعادة إنماء الإيرادات أو تعزيزها – إذ يدرس 51% منهم الدخول إلى أسواق جديدة أو الخروج من أسواق يعملون فيها في الوقت الحالي.
ولا يزال احتواء التكاليف وإرجاء الاستثمارات أو إلغائها نتيجة لفيروس كوفيد-19 على رأس جدول أعمال المدراء الماليين على مستوى العالم. ويواصل هذا التوجه انتشاره في منطقة الشرق الأوسط، إذ ينظر 96% من المدراء الماليين في تطبيق تدابير لاحتواء التكاليف مقارنة بنسبة 87% في الاستطلاع السابق.
تزايد الثقة في استراتيجيات العودة إلى العمل
يثق المدراء الماليون في منطقة الشرق الأوسط بدرجة كبيرة في استراتيجياتهم الخاصة بالعودة إلى العمل، وهو ما يتماشى بوجه عام مع المتوسط العالمي. ويأتي في صدارة أولوياتهم الوفاء بتوقعات العملاء فيما يتعلق بالسلامة وتوفير بيئة عمل آمنة. ومن اللافت للانتباه أن الآليات القوية التي طبقتها المؤسسات على مدار الشهور القليلة الماضية قد تركت لدى المدراء الماليين ثقة كبيرة في قدرتهم على تقديم بروتوكولات واضحة للاستجابة والإغلاق إذا بدأت الحالات في الارتفاع أو إذا وقعت موجة ثانية من الإصابات.
ولا تزال التدابير المطبقة لدى العودة مرة أخرى إلى أماكن العمل متسقة بدرجة كبيرة مع نتائج الأسابيع السابقة من استطلاع بي دبليو سي الذي يتتبع مواقف المدراء الماليين. وتبدو التوقعات المستقبلية لمن يتمتعون بفرص العمل عن بعد أقل تفاؤلاً بعض الشيء لمن هم في المنطقة، إذ لا يزال المدراء الماليون في الشرق الأوسط أقل ميلاً بكثير إلى جعل العمل عن بُعد أحد الخيارات الدائمة.
وفي هذا الصدد، صرح ستيفن أندرسون، قائد فريق الأسواق والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: “سيظل التكيف والمرونة لاكتساب القدرة في التغلب على الأوضاع الاقتصادية الحالية أحد العوامل الرئيسية للمؤسسات في سيرها نحو المستقبل. وأثناء تحول المنطقة إلى الوضع الطبيعي الجديد، على المؤسسات ألا تنسى كيف كانت قادرة على التكيف في ظل الضغوط الاقتصادية الشديدة وأن تستفيد من الدروس التي تعلمتها أثناء تطلعها نحو المستقبل.
ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن نتائج استطلاعنا تظهر دائماً ميل المدراء الماليين في المنطقة بشكل متزايد إلى تبني حلول الأتمتة وطرق العمل الجديدة، وهو ما ذكره 62% من المشاركين في الاستطلاع مقارنة بنسبة 50% على مستوى العالم في هذا الاستطلاع الأخير”.