زار اليوم سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان، رالف طراف، وممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميراي جيرار، مستشفى رفيق الحريري الجامعي حيث التقيا بمدير المستشفى، الدكتور فراس الأبيض، والطاقم الطبي الذي يعمل على ضمان استمرارية الرعاية الصحية الأساسية لجميع الفئات الأكثر حاجة الذين هم في حاجة ، خاصة أثناء فترة الأزمات.
ويتصدر مستشفى رفيق الحريري الجامعي جهود الاستجابة لمواجهة جائحة كوفيد 19 وتفجير المرفأ بعد تضرر عدد آخر من مستشفيات العاصمة بشكل كبير. وفي 12 آب الجاري، وفي أعقاب التفجير، وقّع الاتحاد الأوروبي اتفاقية قيمتها 3.6 مليون يورو لتقديم مساعدات طارئة لمنظومة الرعاية الصحية في لبنان بواسطة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وبفضل مساعدة الاتحاد الأوروبي، تم تأهيل جناح في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لاستيعاب 72 مريضاً. وموّل الاتحاد الأوروبي أعمال التأهيل بالكامل وتأمين جزء من المعدات الطبية، مما رفع قدرة المستشفى على تلبية احتياجات 36 مريضاً إضافياً في الأجنحة النظامية، فضلاً عن 5 مرضى في وحدة العناية الفائقة.
وجرى توسيع الدعم الجديد لستة مستشفيات في جميع أنحاء لبنان تتولى معالجة الأعداد المتزايدة بشكل كبير لمرضى كوفيد 19. وساهمت قدرة الأسرّة الإضافية في تفريغ مساحات في المستشفيات المختارة للتدخلات الأخرى ومكّنت أخيراً المستشفيات، على غرار مستشفى رفيق الحريري الجامعي، من معالجة ضحايا تفجير مرفأ بيروت.
وقال الدكتور فراس الأبيض إنه “بما أن مستشفى رفيق الحريري الجامعي هو في صدارة الاستجابة لجائحة كوفيد 19 في لبنان، فقد استقبل العدد الأكبر من مرضى الجائحة الذين احتاجوا لدخول المستشفى عبر البلاد. وفي وقت نشهد فيه أرقاماً قياسية في أعداد المصابين الجدد، فإن الحاجة لهذا الدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ملحة جداً وستسمح لنا بزيادة قدرة الأسرّة وتقديم الخدمات لعدد أكبر من السكان“.
بدوره قال السفير طراف إنّ “حياة كل شخص مهمة وبدعمنا مستشفيات كمستشفى رفيق الحريري الجامعي، فإننا نبني قدرة إضافية للتأكيد على إمكان إنقاذ حياة عدد أكبر من الأشخاص. ومن خلال هبتنا، نأمل في أن نضمن استمرارية الرعاية الصحية الأساسية والخدمات الضرورية المنقذة للحياة لجميع الأشخاص الذين هم في حاجة. ونحن نقف إلى جانب لبنان وتساهم هبتنا لهذا المستشفى وسواه في تأهيل منشآت رئيسية، وتوفير المعدات الضرورية، وتعزيز قدرة المستشفيات على معالجة المزيد من المرضى في هذه الظروف العصيبة“.
ولفتت ميراي جيرار إلى أنه “بالنسبة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تتعلق الاستجابة لجائحة كوفيد 19 بإنقاذ حياة الأشخاص. ومنذ ظهور الجائحة، وبفضل دعم الاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الأخرى، ندعم الاستجابة الوطنية لضمان أن تكون كل المجتمعات في لبنان – أي اللبنانيين واللاجئين والمهاجرين – في أمان وأن يُتاح لهم الوصول إلى الاختبارات والعلاج والعزل الضروري“.
وسيغطي دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للمستشفيات 800 سرير إضافي عادي و100 سرير إضافي في العناية الفائقة، بما في ذلك أجهزة التنفس والمعدات المتطورة الأخرى، فضلاً عن مخزونات الأدوية. ومنذ شهر شباط الماضي، بذلت الفرقاء التابعة للمفوضية كل الجهود الممكنة لبناء منشآت خاصة لتوسيع المستشفيات أو تأهيل الأقسام الحالية غير المستخدمة وتزويدها بمعدات طبية جديدة. وستبقى هذه الأخيرة ملكية للمستشفيات بهدف معالجة المزيد من المرضى لمدة طويلة بعد انتهاء الجائحة.
وفي ضوء الانتشار السريع للفيروس في الأسابيع الأخيرة، تتعقب المفوضية حالياً النشر السريع لأجهزة التنفس وغيرها من معدات العناية الفائقة للمستشفيات عبر البلاد لمساعدتها على مواجهة ازدياد أعداد المرضى.