يقضي سكان دولة الإمارات أوقاتاً أطول داخل منازلهم، فهل نعرف بالفعل ما يكمن في منازلنا؟
- تقدر منظمة الصحة العالمية أننا نقضي ما يصل إلى 90٪ من وقتنا داخل المنازل1.
- يعتبر عث الغبار وفضلاته من أهم العوامل المسببة لأمراض الحساسية في جميع أنحاء العالم2، ولكن ما مقدار معرفتنا بهؤلاء الرفقاء المجهريين؟
ما هو عث الغبار؟
يعتبر عث غبار المنزل من العناكب المجهرية التي تتواجد في المنازل في جميع أنحاء العالم. ويتراوح متوسط دورة حياتها بين 65 و100 يوم، وخلال هذه الفترة، ستنتج ما يقرب من 2000 حبيبة برازية وتفرز المزيد من البروتينات من خلال لعابها – وكلاهما يمكن أن يسبب الحساسية ويؤثر على صحتك3.
في الحقيقة، تعد مسببات الحساسية من عث الغبار هي المحرضات الأكثر صلة بأمراض الحساسية في جميع أنحاء العالم4، وقد ارتبط التعرض المكثف في مرحلة الطفولة المبكرة لمسببات الحساسية في الأماكن المغلقة، بما في ذلك عث غبار المنزل، بالإصابة بالربو5.
نصف الكرة الأرضية الشمالي
خلال الفترة من شهري مايو إلى أكتوبر، يحدث موسم تكاثر عث الغبار حيث تضع أنثى النوع ما بين 60-100 بيضة6. الأمر الذي يعني زيادة عدد عث الغبار في منزلك وأن تركيز المواد المسببة للحساسية في منزلك يمكن أن يكون مرتفعاً. ولكن على الرغم من موت عث الغبار في الشتاء، فإنها تترك ورائها المواد المسببة للحساسية التي تنتجها، بما في ذلك الفضلات وأجزاء الجسم واللعاب.
تقول جيم مكلوكي، كبيرة الباحثين في علم الأحياء الدقيقة في دايسون: “نميل مع برودة الطقس في دولة الإمارات إلى قضاء المزيد من وقتنا في التنقل داخل منازلنا وخارجها، ما يزيد من تنوع المشهد الميكروبي في منازلنا، ما يعني وجود مجموعة أكبر من مسببات الحساسية والبكتيريا والفيروسات في غبارنا”.
وعلاوة على ذلك، فإن الغبار خفيف بما يكفي لينتقل عبر الهواء. عندما نقوم بتشغيل أنظمة التكييف والتهوية، يمكن للتيارات أن تحرك فضلات عث الغبار ومسببات للحساسية حول الهواء في منزلنا، وهنا يكمن السبب في زيادة سوء الأعراض داخل المنازل للعديد من المصابين بالحساسية لعث الغبار.
أضافت جيم مكلوكي: “يعتبر بداية فصل الخريف هو الوقت المثالي لإعادة ضبط مستويات الغبار في منزلك، وإزالة الغبار ومسببات الحساسية لدعم صحتك، في الواقع، لا تقل أهمية التنظيف في فصل الخريف عن التنظيف في فصل الربيع، فإزالة قشور الجلد الزائدة في منزلك تحد من مصدر الغذاء المعروض لعث الغبار، ما يعني تثبيت معدل تكاثرها خلال موسم عث الغبار”.
التغذي على الجلد
يتغذى عث الغبار بشكل أساسي على وبر أو خلايا الجلد الميتة التي يخلفها الإنسان والحيوان. في المتوسط، يتخلص البشر من 2 جرام من الجلد يومياً7، وأكثر من ذلك في الليل حيث يتسبب الاحتكاك الناتج عن الفراش في تساقط الخلايا الميتة. يمكنهم أيضاً الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها من المخلفات المنزلية الأخرى، مثل طعام الأسماك والفطريات وفتات الطعام8.
أكملت جيم مكلوكي: “أينما كنت تقضي معظم الوقت وتتخلص من الجلد، فمن المرجح أن تجد عث الغبار، ونحن نقضي ثلث حياتنا في أسرتنا. في الحقيقة، ربما ينام معظمنا في سرير مليء بفضلات عث الغبار”.
في الواقع، يمكن أن يكون هناك ملايين من عث الغبار على مرتبة واحدة 9.
وأردفت جيم: “من الشائع أيضاً العثور على المزيد من العث في أسرة ومفروشات الأشخاص الذين يعانون من جفاف الجلد، حيث إن خلايا الجلد المهملة يقلل من محتوى الدهون، وهي الوجبة المفضلة لعث الغبار”.
يزدهر عث غبار المنزل في الأجواء الدافئة والرطبة والمظلمة، لا سيما عندما تكون مستويات الرطوبة حوالي 70% وترتفع درجات الحرارة فوق 25 درجة مئوية. هذا يعني أن المناطق التي نتعرق فيها ونتنفسها ونتشارك حرارة أجسامنا هي منازل مثالية للعث. الأرائك والمراتب وأسرّة الحيوانات الأليفة والمفروشات الناعمة الأخرى هي أرض خصبة لعث الغبار، خاصة في موسم تكاثرها. ولكن هناك مهام يومية أخرى يمكن أن يكون لها تأثير أيضاً.
قالت جيم: “يمكن للقليل من العث البقاء على قيد الحياة في مستويات الرطوبة أقل من 45٪، ولكن حتى رفع مستويات الرطوبة لمدة ساعة ونصف يومياً، يمكن أن يساعد عث غبار المنزل على البقاء على قيد الحياة. إن طهي وجبة أو الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يحافظ بسهولة على مستويات الرطوبة العالية في منزلك”.
التأثير على السلامة
وشددت جيم: “عث الغبار ليس خطيراً. حيث تأتي مسببات الحساسية الضارة منها من البروتينات الموجودة في كريات فضلاتها وبقايا الجسم. ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على سلامة الأفراد الذين يعيشون في المنازل التي توجد بها مستعمرات عث الغبار”.
قد يكون الكثير منا معتاداً على سيلان الأنف والعينين الدامعة وحكة الحلق بعد نقل الملابس القديمة المتربة، والتي قد تشكل رد فعل خفيف لمسببات الحساسية لعث الغبار. لكن التأثير يمكن أن يكون أكثر خطورة عند بعض الأفراد.
الاختبارات الإيجابية لحساسية عث الغبار شائعة للغاية بين الأشخاص المصابين بالربو وأنواع التهاب الجلد والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة. تشير الدراسات أيضاً إلى أن التعرض لمستويات عالية من عث الغبار، خاصة في وقت مبكر من العمر، يزيد من خطر الإصابة بحساسية العث والربو أيضاً 10.
إذاً، ما الذي يمكنك فعله لمحاربة موسم عث الغبار في منزلك؟
نصيحة اختصاصي الأحياء الدقيقة في دايسون
توضح جيم: “في دايسون، نزرع عث الغبار الخاص بنا حتى نتمكن من جمع فضلاته. وهذا يعني أنه يمكننا معرفة المزيد عن مسببات الحساسية لعث الغبار وفهم أفضل طريقة تمكّن مكانسنا الكهربائية من إزالتها من منزلك، كما يمكننا أيضاً من معرفة شيئًا أو شيئين عن الظروف التي يزدهرون فيها”.
- تجويع عث الغبار – يمكن لتقليل كمية حطام خلايا الجلد في منزلك أن يحد من مصدر الغذاء الأساسي لعث الغبار، ويمنعها من التكاثر بشكل مضاعف خلال موسم عث الغبار. قم بتنظيف فراشك على كلا الجانبين بالمكنسة الكهربائية ذات نظام ترشيح متقدم، بالإضافة إلى الأريكة والمفروشات الأخرى.
- تحكم في مستويات الرطوبة – يرطب عث الغبار نفسه عن طريق امتصاص الماء من الهواء، لذا فإن الحفاظ على مستويات الرطوبة النسبية أقل من 45% في درجة حرارة الغرفة11 سيقتل معظمها. قم بتهوية الفراش والبطانيات بشكل متكرر، بالإضافة إلى تهوية منزلك أو استخدام جهاز تنقية الهواء بمرشح HEPA. استخدم مروحة الشفط بعد الاستحمام أو أثناء الطهي أيضاً، حتى أن رفع مستويات الرطوبة لمدة ساعة ونصف يومياً يمكن أن يساعد عث غبار المنزل من البقاء على قيد الحياة.
- تحكم في درجة الحرارة – ينمو عث الغبار في درجات حرارة تصل إلى 25 درجة مئوية، لذا تأكد من تنظيف المناطق الأكثر دفئاً في منزلك بشكل متكرر للتحكم في مستويات عث الغبار، مثل سلال الحيوانات الأليفة أو الأرائك أو المراتب. سيسهم غسل أغطية الفراش أو غيرها من المفروشات الناعمة بدرجة حرارة 60-90 درجة مئوية في تفتيت مسببات الحساسية أيضاً.
- أهم النصائح – لا تنس أن عث الغبار وفضلاته جسيمات مجهرية. إذا كان بإمكانك رؤية الغبار في منزلك، فقد يكون عث الغبار مزدهراً بالفعل.