تسويق الخوف

هل تعتقدون حقا أننا بحاجة إلى الإصابة بفيروس حتى نشعر بالمرض ، ألا يمكنكم الخوف من فعل ذلك بدون فيروس؟

استراتيجيات التسويق قوية، فيمكنها أخذ منتج ما وربطه بالعواطف لدفع المستهلكين لشرائه، ويمكن لاستراتيجيات التسويق الجيدة أن تتحكم بالفعل في السلوك البشري. وهنا من الواحب التفكر في الأمر للحظة في هذه الاستراتيجية التي تعرضنا لها:

أطلق على المرض اسم «كورونا»

تم نشر علامة تجارية قوية بحيث عندما تسمع كلمة «كورونا» تبدأ فورًا في تصور خصائص علامتها التجارية «الرئتان المصابتان، وعدم القدرة على التنفس، وكل الأشياء المخيفة التي ارتبط بها التسويق بـ«كورونا».

يعمل الجميع على معرفة إذا كانوا مصابين بهذا الفيروس سواء كانوا مرضى أم لا، بحيث يهيمن على بيئتنا الآن ويحتل هذا الوباء او الجائحة او الفيروس الأولوية في الأذهان.

الإبلاغ اليومي عن الحالات الإيجابية لـ «كورونا» ولكن لم يتم الإبلاغ عن الحالات الطبية للأشخاص الذين عانوا من أعراض حادة، ولا الإبلاغ عن حالات المستشفيات… يركز التقرير على عدد الحالات الإيجابية سواء كانوا مرضى أم لا

لقد تحول «كورونا» من خلال استراتيجيات العلامات التجارية الفعالة إلى وحش يتحكم الآن في عقولنا، وهذا ما يفعله المسوقون لأي علامة تجارية، واستراتيجياتها التسويقية الأساسية.

ما برأيكم سيحدث للناس عندما يعتقدون أنهم مصابون بكورونا؟ حسنًا، بدؤوا في الشعور بالأعراض – التي تم الإعلان عنها – حتى لو لم تكن لديهم، في الواقع أحد أصدقائي، بدأ يشعر بالأعراض عندما أدرك أن زميله مصاب بكورونا وافترض أنه لديه أيضًا لأنهم يعملون معًا بشكل هذا المرض ايضا فهرع وأجرى الاختبار وعانى من جميع الأعراض حتى جاءت نتائجه سلبية ، ثم اختفت فجأة جميع أعراضه.

صديقة أخرى لي كانت مصابة بالفعل بـ «كورونا»، ولم تستطع التنفس واضطررت إلى نقلها بسرعة إلى المستشفى، عندما قاس المستشفى مستويات الأكسجين في رئتيها، كانت 97% ، لذا لم تكن هناك مشكلة في تنفسها لكنها كانت تعاني من انسداد أنفها بالطريقة نفسها التي كان بها أنفها مسدوداً عندما تصاب بنزلة برد، في اللحظة التي اكتشفت فيها ذلك بدأت تتنفس بشكل طبيعي. وهناك العديد من القصص مثل هذه الخ… لكن مثل هذه القصص لا تتم مشاركتها.

هل اقول ان كورونا ليس حقيقيا؟ بالتأكيد لا والناس بحاجة إلى توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات، لكن ما أقوله هو أن استراتيجية التسويق حول بناء الخوف حول «كورونا» تسبب الكثير من الأعراض.

المرض الحقيقي هو الخوف الذي يتم تسويقه وليس كورونا. لقد تم بناء أجسامنا بطريقة قوية لمحاربة أخطر الفيروسات، ما نحتاج إلى التركيز عليه هو حالتنا العقلية ونظام المناعة لدينا. إذا كان هذان العنصران سليمين، فلا داعي للخوف، لا كورونا، ولا الأنفلونزا، ولا الفيروسات الجديدة التي سيكتشفونها غدًا. الحل بالنسبة لنا هو محاربة الخوف الذي يتم تسويقه والتركيز على تنشيط حالة ذهنية هادئة صحية ونظام مناعة قوي!

الدكتورة نهلة خداج بو دياب

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السفير الصيني تشيان مينجيان خلال استقباله علي العبد الله:

ملتزمون دعم سيادة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه قال السفير الصيني في لبنان تشيان مينجيان إن ...

وسام فتوح: إعادة الثقة بالليرة اللبنانية حجر الأساس لتحقيق الاستقرار الاقتصادي

وعملية إعادة الإعمار في سوريا فرصة هامة للبنان أعلن الامين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور ...

النفط يكمل مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي وسط التفاؤل حول حزم الدعم الصينية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تعود أسعار الخام إلى الارتفاع اليوم بعد ...