العـمـــلات الـرقـمـيــــة*

*بقلم د. ربيع البعلبكي، رئيس لجنة التكنولوجيا والإبتكار في المنتدى الرقمي اللبناني
الحلقة الأولى
2
(من خلال هذه السلسلة من الحلقات، يضيء المنتدى الرقمي اللبناني على قطاع جديد دخل عالم المال والإقتصاد وبات يعرف بالعملات الرقمية)
العملة المشفّرة، أو الإفتراضية، أو الإلكترونية، أو النقود الإلكترونية، أو العملات المعماة… كلها تسميات لما بات يعرف بالعملة الرقمية وهي اليوم خاصية عصرنا اليوم والإقتصادي الحالي.
إنها باختصار نقود لا شكلاً فيزيائيًا أو ماديًا لها، بل هي أصول إفتراضية، يتم التعامل بها عبر فضاء الإنترنت والعالم الإفتراضي.
لعل أشهرها على الإطلاق “البيتكوين”.
تستخدم هذه العملات في الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت وفي المعاملات التجارية وفي نقل الأموال وتحويلها بين الدول، وذلك بلا حواجز حدودية أو معوقات جغرافية.
كما أن التعامل اليومي فيها لا يحده سقف.
مع ولادة عصر الإنترنت والتواصل الرقمي ومع تنامي هذا القطاع بعد تفشي وباء كورونا واللجوء إلى العالم الإفتراضي لمزاولة الأعمال وتحريك الإقتصاد وتنشيط القطاعات، باتت العملة الرقمية حاجة ملحة، وهي اليوم تحتل مركزًا متقدمًا في الدورة الإقتصادية على امتداد الكرة الأرضية.
عبر هذه الوسيلة، يتم اليوم تحويل مليارات الدولارات بسهولة وبسرعة قياسية وخصوصية عالمية وسرية عالية، حيث معظمها يبقي أطراف الصفقات غير معلنين ومعروفين، على عكس ما هي الحال في المصارف المركزية التقليدية التي تضع حدودًا للسيولة المالية التي تخرج من البلاد أو ترد إليها
وهذه الهندسة المالية لها ايجابيات و لها سلبيات
من ناحية إثبات الحقوق و تمكين عملية الشراء و من ناحية أخرى تبيض الاموال و إجراء عمليات الشراء الممنوعة
حيث أن هذه العملات المشفرة اليوم تؤمن تحويل الأموال بسرعة وبحركة ما فوق الجغرافيا والزمن والوقت والعملات الوطنية وتركيبة الإقتصاد المحلي والجغرافيا السيادية.
وهي أيضًا تستخدم في شراء السلع والمنتجات والبيع وتحول العائدات إلى عملات رقمية قابلة للصرف في سوق الدولار والعملات النقدية.
باتت هذه العملات تخضع لبورصات تداول مستحدثة هي عبارة عن منصات إلكترونية للتداول موزعة عبر العالم تتيح للباحثين عن الإستثمارات المربحة شراء كميات منها، وتسمح لهم ببيعها عند ارتفاع قيمتها، فيزيدون من رأسمالهم وارباحهم نتيجة الفارق بين سعر الشراء والبيع.
مع الإشارة إلى أن فرضية الخسارة ممكنة لاسيما في فترة الأزمات الدولية والمافيات الدولية الخفية التي تتحكم بالأسواق السوداء
وفي نهاية المطاف سيصل اليوم الذي يصبح فيه التداول الورقي رقمي كما يحصل مع اختفاء الطوابع الورقية وتثبيتها بشيفرات رقمية على الايصالات والفواتير
ان الثورة الصناعية الرابعة فرضت التحول الرقمي في مختلف المهن والمهمات و لاسيما المالية تحت مسمى التكنولوجيا المالية Fintech
ولا بد من معرفة ان التنقيب عن العملات الرقمية مكلف جدا لناحية السيرفرات الضخمة و الأجهزة الخاصة التي يحتاجها او لناحية صرف الكهرباء العالي لتشغيل اجهزة التنقيب الضخمة و فك الشيفرات المعقدة و من هنا ظهرت عملية الاستفادة من الطاقة التي تصدر عن تبريد الأجهزة لاستخدامها كمدفأات رقمية عبر تمرير المياه الباردة مثل رديراتور السيارات التي تبرد المحركات للاستفادة من الطاقة النظيفة.
(يتبع…)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“ضمان الاستثمار”: 121 مليار دولار قيمة عمليات تأمين التجارة والاستثمار والتمويل في الدول العربية خلال عام 2023

كشفت في نشرتها الفصلية عن ارتفاع حصة الدول العربية من إجمالي الالتزامات الجديدة عالميا إلى ...

“الريجي” ضبطت منتجات تبغية مهربة ومزورة في بيروت

في إطار جهود إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” المتواصلة لمكافحة التهريب، ضبطت فرقها كميات ...

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تدعم بلدية جبيل في إطلاق مبادرة فرز النفايات، لتحسين التحديات المتزايدة للنفايات في المدينة

بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة (USAID) ، أطلقت بلدية جبيل مبادرة لفرز النفايات بهدف ...