يعد التلوث البلاستيكي أحد التهديدات الرئيسية للبيئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبهدف معالجة تطوير تدابير السياسة المرتبطة بالتخلص التدريجي من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام (SUPs)، اختتم مشروع WES المدعوم من الاتحاد الأوروبي مؤخراً تدريبًا إقليميًا، تم تنظيمه على شكل سلسلة من أربع جلسات من الندوات عبر الإنترنت والتي تم تنفيذها من يناير إلى فبراير 2021. وقد حضر هذا التدريب مشاركون يعملون مع وزارات البيئة، ووزارات الصناعة، والقطاع الخاص (منتجي البلاستيك والمشروبات) والمنظمات غير الحكومية من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، حيث اجتمعوا مع الخبراء ذوي الصلة من أجل تعزيز مهاراتهم وقدراتهم لتحديد وترتيب الأولويات وتفعيل التدابير المستهدفة للتخلص التدريجي من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام.
وغطت الندوة الأولى عبر الانترنت المشاكل المتصلة بالبلاستيك أحادي الاستخدام، والأسباب التي تجعل من هذه المواد مشكلة وما هي الكميات التي نتعامل معها في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقدمت الندوة الثانية عددًا من الردود على البلاستيك أحادي الاستخدام، بما في ذلك بدائل هذه المواد بالإضافة إلى الفرق بين البلاستيك الحيوي والبلاستيك القابل للتحلل.
ودرس المشاركون مدى جدوى وتأثير التدابير في البحر الأبيض المتوسط، خلال الندوة الثالثة عبر الإنترنت وتصنيف أهداف السياسة واختيار الأولويات. أما في الندوة الرابعة والأخيرة التي تم تنظيمها في 25 فبراير 2021، فقد تمت مناقشة السير نحو المبادئ التوجيهية الإقليمية التي يمكن استخدامها لمعالجة هذه المشاكل وكذلك أفضل الأساليب لمعالجة البلاستيك أحادي الاستخدام في بلدان البحر الأبيض المتوسط. وستكون كل هذه التفاعلات والمساهمات ذات قيمة في إعلام المبادئ التوجيهية الإقليمية بشأن تدابير التخلص التدريجي من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام التي يجري تطويرها حاليًا ومن ثم المساهمة في تعزيز تنفيذ الخطة الإقليمية لاتفاقية برشلونة لإدارة القمامة البحرية.
وفقًا للسيد يورينس ميلا كانالز، رئيس الأمانة العامة لمبادرة دورة الحياة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمتحدث الضيف في الندوة الأخيرة، يقوم برنامج الأمم المتحدة للبيئة حاليًا باستشارة الحكومات بشأن ما يفعلونه لمعالجة التلوث البلاستيكي، حيث قال “تقييم دورة الحياة تعتبر طريقة معيارية لمعالجة المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام في نهج دورة الحياة وهو أمر مفيد لتصميم مثل هذه السياسات. كما يعتبر التحول عن البلاستيك أحادي الاستخدام والانتقال إلى المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام أمر مهم للغاية. ووفقاً للسيد كانالز “المسألة ليست مجرد بلاستيك؛ بل كيف نستخدمه! لذلك، عندما نصمم السياسات، فإننا نحتاج أيضًا إلى مراعاة سياق وثقافة البلدان المختلفة”.
وفقًا للسيدة مغالي أوترز، رئيسة فريق مركز الأنشطة الإقليمية للاستهلاك والإنتاج المستدامين، هناك العديد من الخيارات للتخلص التدريجي من البلاستيك أحادي الاستخدام. حيث قالت “يمكن أن يتم ذلك إما من خلال الاتفاقات الطوعية، من خلال الأدوات الاقتصادية التنظيمية أو من خلال أدوات القيادة والسيطرة. ففي تونس على سبيل المثال، بدأ التخلص التدريجي من الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد باتفاق طوعي مع أكبر محلات السوبر ماركت، وأدى التنفيذ التدريجي في النهاية إلى حظر كامل للأكياس البلاستيكية”.
واختتم التدريب الإقليمي البروفيسور مايكل سكولوس، رئيس فريق مشروع WES، الذي صرح للمشاركين أن المشروع سيتواصل المساعدة في تقديم مجموعة كاملة من الحلول والأساليب التي تفيد بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط لتسريع عملية التخلص التدريجي من البلاستيك أحادي الاستخدام. وشدد على أن الاتحاد الأوروبي أيضًا يقوم في نفس الوقت بدوره الخاص، وسيواصل مشروع WES تقديم الدعم لتعزيز النقاش حول التخلص التدريجي من البلاستيك أحادي الاستخدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط.