يبارك المجلس اللبناني للسيدات القياديات للنساء بيوم المرأة العالمي ويشيد بالإنجازات التي حققنها واسهاماتهن الملموسة للنهوض بالمجتمع وتنميته، ودورهن البارز في تحقيق التقدم الذي وصلت اليه المرأة اللبنانية في الاقتصاد وفي صناعة المستقبل. ويؤكد على ضرورة الاستمرار بالعمل على تذليل كافة العقبات التي تقف أمام مشاركة المرأة في المسيرة الاقتصادية، ذلك أن أي انجاز تحقق ما هو إلا ثمار للعمل المشترك وبناء التحالفات وحشد الدعم؛ المبدأ الذي ينتهجه المجلس ويقع في سلم أولوياته. ويؤكّد المجلس على استمرار العمل مع جميع الجهات لإزالة ما تبقى من تمييز ضد المرأة في العمل وتبني تدابير ايجابية لضمان وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار ودعم حقها في الوصول إلى مراكز القيادة استجابة للالتزامات الدولية المعنية بالمرأة وحقوق الانسان.
نظراً للواقع المرير الذي يمر به لبنان ولتراجع حجم الناتج القومي المحلي بنسبة تتخطى 18 بالمئة العام الماضي، تتجلّى فرصة جديدة يمكن للمرأة من خلالها لعب دور ريادي وبارز في خلق تغيير حقيقي على مستوى الوطن. فمن المعلوم أن القطاع الخاص يعتمد بشكل شبه كامل على المبادرات الفردية. لذلك، يمكن للمرأة أن تخلق حلول استثمارية مبتكرة عبر إنشاء شركات تعنى بالمسؤولية الاجتماعية والتركيز على كفاءات تسهّل وتوسّع قدراتنا على تصدير مختلف المنتجات والخدمات إلى الخارج والاستثمار عن طريق شراكات تخلق فرص عمل كثيرة تعتمد على مقومات النساء وخبراتهن في مختلف المجالات.
في هذه المناسبة، شاركت رئيسة المجلس مديحة رسلان في قمة قادة العالم (World Leaders Summit) المنعقد ما بين 8 و10 آذار حيث ألقت خطاباً وصّفت فيه واقع المرأة اللبنانية في الاقتصاد.
تؤكد رسلان: “يمكن للمرأة اللبنانية أن تشكل جسر عبور لتشبيك اقتصادات البلدان العربية، وهي خطوة فشلت على مدى عقود مرّت. فلعلّ المرأة هي المفتاح الذي يؤدي إلى نجاح هذه المبادرة التي تسهم في تحسين تلك الاقتصادات من خلال تعزيز فرص الاستثمار”.
وتقول: “يمكن للمرأة أن تلعب دوراً أكبر بكثير من الدور المحدود الذي تلعبه اليوم. فالمرأة لديها ما يتطلبه العمل في مختلف المجالات الإنتاجية وأكثر. فكم هو الاقتصاد بحاجة إلى نساء رؤيويات في هذه الظروف الصعبة”. وتسأل: “هناك الكثير من الأمثلة حول العالم عن نساء قادت بلاد ذات اقتصادات ضخمة وكانت تجربتها ناجحة. فما الذي يوقف المرأة اللبنانية عن فعل ذلك؟”
وسردت بعض الوقائع المرتبطة بواقع المرأة العاملة، شارحة أنّ رائدات الأعمال تشكّلن 17 بالمئة من إجمالي القوة العاملة النسائية في لبنان، وفقاً لدراسة البنك الدولي التي نشرت في مؤتمر المشرق حول التمكين الاقتصادي للمرأة. يبقى وصول النساء إلى الخدمات المالية متدنياً مقارنة بالرجال، وفقاً لنفس الدراسة التي تشير أرقامها إلى أن 26 بالمئة فقط من النساء تمتلكن بطاقات السحب المصرفية مقارنة بالرجال (44%) في حين أن 33 بالمئة من النساء لديهن حسابات مالية مقارنة بنسبة 57 بالمئة للرجال.
لقد قطع المجتمع شوطاً طويلاً من اليوم العالمي الأول للمرأة منذ أكثر من مائة عام. ومع ذلك، بالنظر إلى المستقبل، لا تزال هناك حواجز تحتاج إلى كسر.
ويذكّر المجلس بأهدافه المتضمنة دمج السيدات اللبنانيات الرائدات في النسيج الاقتصادي الاجتماعي ودعمهنّ لدخول كافة المؤسسات المعنية لتصبحن شريكات استراتيجيات في صنع القرار لمستقبل أفضل في لبنان. كما يعمل المجلس على تعزيز مكانة وصورة المرأة اللبنانية في العالم، وذلك باعتماد أعلى معايير القيم والخبرات والسعي المتواصل للمعرفة وتطبيقها في كافة المجالات.
ويشار إلى أنه تمّ الاحتفال بأول يوم دولي للمرأة في الولايات المتحدة في 28 شباط 1909. في 1975، خلال السنة الدوليّة للمرأة، بدأت الأمم المتحدة بالإحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار. اليوم يحتفل بهذا اليوم في بلدان عدة، في جميع أنحاء العالم. يتمّ خلال هذا اليوم الإعتراف بالمرأة وإنجازاتها بغضّ النظر عن الإنقسامات، سواء كانت وطنيّة أو عرقيّة أو لغويّة أو ثقافيّة أو اقتصادية أو سياسيّة.