يختار المزيد من الأطفال قضاء وقتهم عبر الإنترنت، وقضاء المزيد من الساعات عبر الإنترنت يعني زيادة الأخطار املحتملة. ورغم ذلك يجعل كثير من الآباء التطبيقات التي يستخدمها أطفالهم.
تكشف الدراسات المتعلقة باستخدام الوسائط لدى الأطفال أن الأطفال الأصغر سنا يقضون وقتا أطول على الأجهزة الرقمية بسبب سهولة الوصول إليها، وتتزايد الأرقام سنويا. لذا من المهم أكثر من أي وقت مضى التحدث عن الأخطار المحتملة في المواقع الإلكترونية والتطبيقات.
أهمية الخصوصية لدى المجموعات العمرية المختلفة في الأطفال غامضة في فهمها. يميل الأطفال الأصغر سنا لإبقاء حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم في وضع “خاص”، ولكن مع نموهم فإن بعضهم يغير إعدادات الحساب إلى “عام” من أجل زيادة عدد المتابعين في شبكاتهم الاجتماعية.
يقول دانيل ماركوسن، خبير الخصوصية الرقمية في نورد في بي إن “يقع المراهقون ضحية إغراء استخدام تطبيقات التواصل المجهولة بسبب الخوف من تفويت الأحداث على شبكات التواصل الاجتماعية”. “عادة ما تؤدي منصات التواصل لجعل الأطفال يشعرون بالأمان والجرأة مما يدفعهم لكشف معلومات كثيرة والمشاركة في التنمر الإلكتروني أو حتى اتخاذ قرارات خطيرة.”
معظم التطبيقات التي يفترض استخدامها بحرص تحتوي على خصائص متشابهة. تتضمن المراسلة المجهولة وقدرة التحدث للغرباء والرسائل ذاتيةا لتدمير والصور ومقاطع الفيديو. “يمكن لصديقك إخفاء معلومات مهمة عنك باستخدام مثل هذه الخصائص. والأهم أنه يمكنهم التورط في التنمر الرقمي والمراسلة الجنسية والتعامل مع المفترسين الإلكترونيين وغيرها الكثير” حسب دانيل ماركوسن
ورغم ذلك فإن التطبيقات الخطيرة أو غير الآمنة لا تنبع خطورتها من هذا. بل الأشخاص ذوو الأهداف الخفية الذين يسيئون استخدام هذه التطبيقات هم الذين يجعلونها خطيرة. عبر استغلال تطبيق التواصل الاجتماعي، يمكن لأحدهم استخراج بيانات شخصية لتتبع طفلك عبر الإنترنت. يجعل هذا الطفل عرضة للتنمر الرقمي وكذلك التحرش الجنسي والهندسة الاجتماعية غير الأخلاقية… إلخ.
بالطبع لن يتخلى الأطفال عن وقتهم الإلكتروني خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي. لذا فالأمر منوط بالآباء وأولياء الأمور أو المعلمين لمحادثتهم عن أخطار الإنترنت. لا تتردد وابدأ محادثة عن الأشياء التي يمكن أن تحدث خطأ عبر الإنترنت. احرص على أن يفهم طفلك أن بوسعه الحديث إليك دائما إن كان يواجه أي مشاكل. إليك ما يمكن فعله غير ذلك:
- اضرب مثالا بنفسك. أظهر كيف تتواصل وتحافظ على أمنك الإلكتروني، ولكن تجنب فرض رأيك. كما يحب الأطفال عندما تكون خبيرا وتناقش معهم منصات التواصل الاجتماعي معا.
- تحدث إليهم عن المحتوى غير المرغوب. أظهر كيفية حجب الأشخاص غير المرغوبين أو الإبلاغ عن أفعالهم غير الملائمة إلكترونيا. ولكن الأهم أن تساعدهم في فهم أنهم ليسوا وحيدين.
- اشرح أهمية الخصوصية، خصوصا عند الحديث إلى الغرباء. تحدث عن نوع المعلومات التي يمكن مشاركتها عبر الإنترنت. يمكن للمفترسين استخدام عنوان الطفل وموقع مدرسته ووظيفة الآباء والمعلومات الأخرى ضدهم.
- قم بإدارة إعدادات الخصوصية. معظم خدمات التواصل الاجتماعي أو المراسلة تسمح لمستخدميها بإدارة إعدادات الخصوصية. اجلس مع أطفالك وعدل هذه الإعدادات للتأكد من تأمين وخصوصية حساباتهم الشخصية قدر الإمكان.
- أنشئ كلمات مرور قوية معا. انصح طفلك باختيار كلمات مرور قوية واجعلها مختلفة لكل حساب. قد يصعب التفكير بعدد كبير من كلمات المرور وحفظها كلها. لهذا نوصي باستخدام تطبيق لإدارة كلمات المرور مثل نورد باس