اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي المحكم الثاني “التربية الرقمية في عصر التواصل الافتراضي- مخاطر واقعية وتحديات قانونية” المنعقد على مدى يومين ٩ – ١٠ نيسان ٢٠٢١ برئاسة الدكتورة جيهان فقيه.
وقد أقامه مركز رواد العدالة الدولي بالتعاون مع المعهد العالي للدكتوراه في “كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية” وبالتنسيق مع مركز الآن لثقافة القانون والإعلام، وشارك به أكثر من ٧٥ باحثا وباحثة من ١٣ دولة عربية توزعوا على ثمانية محاور.
وتميز المؤتمر بحسن التنظيم والتنسيق والإدارة وبمشاركة نخب من مختلف الجامعات العربية والدولية.
أ.د. الدحداح:
د.خليل الدحداح عميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والإقتصادية في الجامعة اللبنانية
… واسمح التقدم الرقمي وجاد ليتخطى المكتوب والمنطوق والمرمز ،فضم في تلافيفه كل معرفة. وبعد ملء احشائه التي تتغذى باستمرار، يلفظ قسماً بعد هضم وتمحيص، ويفرغ قسماً آخر على عواهنه، دون رقابة وباستهتار.
فالقانوني والباحث ،شأن أي هادف لرفعة مجتمعه ونقاوته واتزانه، عليه المواكبة الواعية، ونسج الخطط المحكمة ،وأخذ الذخيرة الصالحة، واتباع المسار الفكري الحصيف، بدءًا بالإجراءات وصولاً إلى التنفيذ، ودائماً بمعية الإدراك والواقعية.
هكذا نستأثر بالمفيد ونحفظه ،ونستبعد المسيء ونبدده ،ونحمي الأجيال من الشاذ والمقيت، بمنحى الحظر والردع عبر قوانين متقنة وهادفة…
لذا،علينا نحن، ابتكار الحلول واجتراح الأحكام القادرة على الإحاطة بموضوع التربية الرقمية، ومعالجة التحديات القانونية والتداعيات والمخاطر الاجتماعية.
فقيه :
تحدثت رئيسة المؤتمر والمركز د.جيهان فقيه عن التطورات التكنولوجية المتسارعة التي أحدثت طفرة وتحولات كبيرة في مجتمعاتنا بتداخلاتها في مختلف المجالات ومناحي الحياة، ومع ظهور وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وما تقدمه من سيل من المعلومات، حيث بدأ العالم يعيش ثورة حقيقية في مجال التواصل، وهو ما يؤثر في طريقة تفكير الأفراد وتعاطيهم مع محيطهم،ممّا ينعكس على علاقتهم بذواتهم ،وفهمهم لثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وعلى الرغم من الأثر الإيجابي لهذه الوسائل المختلفة، لم يعد التحكم في المحتوي الذي يصل لمختلف الفئات وبخاصةٍ الأطفال والشباب سهلاً. وصار الآباء يتساءلون: ماذا أفعل لتربية أولادي في هذا العصر الرقميّ؟ كيف يمكن أن أساعدهم على تبني عادات صحية لاستخدام هذه الوسائل؟ وعليه يجب علينا وضع قواعد لها لضبط استخدامها، ويكون ذلك من خلال التربية الرقمية التي تعتبر نوعاً من القواعد التي توضع لأجل حماية الأشخاص من مختلف الفئات العمرية من تأثير التكنولوجيا على حياتهم الواقعية، إذ نلاحظ أن بعض الأشخاص يستمدون من العالم الافتراضيّ بعض الامور السلبية والثقافات الخاطئة التي تنشرها جيوش الكترونية مسيّرة من قبل جهات ودول تحاول تدمير المجتمعات الأخرى، فيؤثر هذا في الأجيال القادمة إذ إنهم الأكثر عرضة للتأثر بهذه الافكار الافتراضيّة أو الرقميّة.
وفي ظل ضعف وغياب المسؤولية القانونية وعدم وجود عقوبات صارمة ورادعة في العديد من الدول العربية، وصل الحد عند بعض ضعفاء النفوس إلى إساءة استخدام الحرية المتاحة على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الى نشر معلومات مضلّلة و مسيئة للأفراد، من خلال إرسال رسائل تهديد أو تشهير إلكترونية أو تعليقات مسيئة، أو الحصول على معلومات أو صور من أجل إبتزاز الآخرين، الأمرالذي يؤدي إلى عواقب وخيمة تضر بالفرد وبالصالح العام، أو الدخول على المواقع الإلكترونية غير اللائقة وغير الأخلاقية، أو المواقع الإلكترونية التي تتضمن محتويات وتيارات فكرية ضارة تمثل تهديدا للهوية الثقافية.
ومن هنا أصبحت الحاجة إلى نشر برامج ودروس جادة في “التربية الرقمية” ضرورة لا مفر منها وهي تتمثل في ثقافة وآداب التعامل المناسب والأمثل مع مثل هذه التقنيات، من خلال تنظيم محاضرات وندوات وحلقات نقاشية وورش عمل لجميع أفراد الأسر والمجتمع، وبخاصةٍ بين الأطفال والشباب في المدارس والجامعات العربية. تتناول هذه الدروس إيجابيات وسلبيات الاتصال وكيفية الاستفادة المُثلى من التقنيات الحديثة وآداب التعامل معها، وذلك من خلال حماية الحياة الخاصة للآخرين، وتحديد حرية الفرد ومراعاة حقوق الآخرين، ثمّ بالتثبت من صحة المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، وحقوق الملكية الفكرية.
كما يمكن استخدام الأجهزة والهواتف الذكية الحديثة في إرسال رسائل توعية للأفراد لاستخدامها الأمثل، وتجنب استخدامها في إيذاء وتتبع وانتهاك خصوصية الآخرين والتجسس عليهم، أذ إن الكثير من جرائم المعلوماتية يتم ارتكابها عن جهل بالقواعد والنظم أو تتم من دون قصد الإساءة، وذلك بسبب الإستخدام الخاطئ لأجهزة الاتصال الحديثة، فالكثير من الأفراد قد لا يقومون بالاطلاع الكافي على ما ستقدمه البرامج والتطبيقات المختلفة بالأجهزة والهواتف الذكية من خدمات، وتكون المفاجأة أن هذه التطبيقات والبرامج قد تتوغل أكثر في خصوصياتهم، التي تصبح متاحة على الإنترنت.
وجاء هذا المؤتمر العلميّ الثاني لمركز روّاد العدالة الدوليّ ليناقش بالطرح والتحليل واقع انتشار ثقافة التربيّة الرقميّة في عصر التّواصل الإفتراضي في الأسر و المجتمعات العربية من خلال الاجابة على التساؤل المحوريّ الآتي: ما هو واقع التربيّة الرقميّة في المجتمعات العربيّة في ظل البيئة الرقميّة؟ و هل التربيّة الرقميّة هي آلية مناسبة لحماية الأجيال من أخطار التكنولوجيا في عصر التواصل الافتراضي؟
د. القيّم :
وتطرق د. كامل القيّم من جامعة بابل في العراق بكلمته بإسم الباحثين والمشاركين العرب الى أهمية وضع وصناعة برامج تدريبية في التربية الرقمية بالمجال التربوي وتدريب الكوادر التعليمية وأيضا العمل على إنشاء جمعيات هادفة وعدم الإكتفاء بالجهود الفردية والمؤسستية.
بعلبكي:
و تكلم رئيس الجمعية اللبنانية للمعلوماتيين المحترفين في لبنان الأستاذ ربيع بعلبكي ممثلا شبكة التحول الرقمي في لبنان و منسق قطاع التعليم و الابتكار في الشبكة ،عن أهمية الحوكمة الرقمية الرشيدة في التعليم و ضرورة تطبيق و التوعية و التمكين على أنظمة الديمقراطية الرقمية وخاصة في التربية من خلال دعم التشريعات و مناصرة متطلبات الباحثين المحقة و الواقعية المحكمة التي تخدم التربية على المواطنة الرقمية و أهداف التنمية المستدامة عبر الاستعانة بالباحثين و الخبراء في وضع خطة استراتيجية شاملة تمتد من تطوير المناهج التربوية حسب الطبيعي المستجد و حتى الاختصاصات المهنية و الجامعية و صولا إلى متطلبات و تحديات الثورة الصناعية الرابعة و جهوزية الدول للتعليم الرقمي و خاصة تعزيز المحتوى الرقمي العربي ذو الجودة و المصداقية الصالحة لتكون مرجع لكل الطلاب و الاساتذة و مؤسسات الدولة و المجتمع المدني المتخصص و في النهاية تقدم الأستاذ بعلبكي بوضع منسقيات الشبكة و خاصة منسقية التعليم والابتكار و التعليم العالي و الابداع و التمكين في خدمة فعاليات المؤتمر لاسيما التوصيات التي تحتاج إلى تشريع او اقتراح قانون لرفعها متابعتها مع اللجان النيابية المختصة، كم أوصى بدعم القانون المقدم من النائب ادكارد طرابلسي بخصوص الاعتراف و معادلة الشهادات التي تتم عبر التعليم الرقمي و من بعد و كذلك تفعيل القانون المقدم من النائب نقولا الصحناوي لدمج البرمجة و الذكاء الاصطناعي خاصة الروبوت في المناهج التعليمية
و السعي دائما لتقييم و تقويم الخطط و التمكين المستمر لناحية أنسنة إنترنت الابتكار و المحتوى.