كتب الإعلامي ابراهيم عواضة: “وضعـــنا ليـس بـخيـــر”

‎سألني صديقي “الفيسبوكي”، المقيم في كندا منذ سنوات طويلة عمّا يحصل في لبنان، مستوضحاً موقف الناس والسلطة من الأزمات الكبرى التي تضرب اللبنانيين في معيشتهم وفي صحتهم.

‎لا أكذب ولا أغالي إذا قلت أنه من لحظة اطلاعي على رسالة صديقي القصيرة التي وصلتني قبل يومين، وأنا أعيش في دوامة فكرية ونفسية بسبب عجزي عن استجماع أفكاري لصياغة الرد المناسب.

مشكلتي مع صديقي اني لا اريد ان اقدم له صورة عن الواقع اللبناني الصعب .

‎أتجعله يبتعد أكثر عن وطنه الأم.؟

‎هل أقول لصديقي أن حكّامنا هم في غالبيتهم أشبه ” برجالات المافيا  التي نراها في أفلام الغرب”؟ وهل أقول أن هؤلاء هم من سرقوا مال الدولة وتقاسموا في ما بينهم، واستمروا دون رادع إلى أن أوصلوا البلد إلى الإنهيار.؟ وهل أقول له أن بلدنا مستباح من السفارات ومن زائري الدول العظمى، وإن أي  قرار  مهما كبر أم صغر لا يصدر ولا ينفّذ إلًا بأمر من الدول الوصية على لبنان. وهل أقول له أن اقتصادنا وليرتنا وحتى رغيف خبزنا اليومي أصبح بيد سلطان العالم الأوحد؟.

‎ماذا أقول، وهل أقول أن حكامنا سرقوا أحلامنا وحولونا إلى جيش من العاطلين عن العمل وإلى متسوّلين على أبواب المصارف والسفارات الأجنبية إضافة إلى إهانة عنفواننا من خلال إذلالنا في محلات سوبرماركت، حيث أصبح الناس يتقاتلون للحصول حتى رغيف خبز مدعوم .

‎  وعن الشعب اللبناني العنيد، ماذا أقول لصديقي، هل أقول له أن شعبنا تشتّت وانقسم على نفسه في تحديد خيارات حماية نفسه والبلد من الفساد والفاسدين؟ وهل أشرح وأوضح أكثر لأقول أن اللبنانيين اليوم يتوزّعون على ثلاثة محاور أشبه بالمتاريس الأول محور المستفيدين من النظام السياسي ومن المنظومة السياسية الحاكمة، وهذا المحور يدعم ويشارك في الفساد.

‎المحور الثاني يمثل الفئة التي تتحرك على أساس طائفي ومذهبي فتتغاضى عن الفساد والفاسدين والمفسدين بغريزة محض طائفية ومذهبية، حتى إن هذه الفئة على استعداد لدعم زعيمها حتى إن كان فاسداً..

‎أما المحور الثالث فهو يضم شريحة  واسعة من الموظفين المرتشين من الذين ينظرون إلى البلد كصندوق بريد لتكديس ثرواتهم وعند الأزمات يتخلى هؤلاء عن بلدهم في أقل من لحظة.

‎أخيراً وبعد تفكير عميق قررت الرد على سؤال صديقي بدبلوماسية ومن دون شرح وتفصيل وكان جوابي: ” وضعنا ليس بخير”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسعار النفط تواصل النزيف وسط تزاحم العوامل السلبية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تواصل أسعار النفط التراجع لليوم الثاني على ...

ديلويت الشرق الأوسط تتعاون مع دايناتريس لتوفير حلول رائدة في قابلية المراقبة السحابية

قابلية المراقبة تتيح للمؤسسات تحسين توافر البيانات وموثوقيتها وجودتها على امتداد دورة حياتها كشفت ديلويت ...

كركي : إعادة التعاقد مع مستشفيي العرفان وكليمنصو بعد أنّ صحّحا أوضاعهما مع الضمان

على ضوء التقارير التي أعدّتها أجهزة الرقابة الطبيّة والإداريّة على المستشفيات في الصندوق الوطني للضمان ...