نظمت كلية إدارة الأعمال في جامعة الروح القدس- الكسليك لقاء مع السيد كارلوس غصن بعنوان “أفضل الممارسات في إدارة الجودة”، شارك فيه الطاقم التعليمي والإداري في الجامعة عبر تطبيق Microsoft Teams.
الأب طلال
بدايةً، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب طلال هاشم كلمة ترحيبية نوّه فيها “بهذا اللقاء الذي يأتي في إطار التعاون بين الجامعة وغصن، الذي أثمر عنه ثلاث مبادرات: تشتمل المبادرة الأولى على برنامج تنفيذي حول “الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال” مع كلية إدارة الأعمال؛ المبادرة الثانية جاءت بالتعاون مع كلية الهندسة لوضع برنامج تدريب لتعزيز المهارات في مجال الأعمال المحلي وتطويرها؛ والمبادرة الثالثة تهدف إلى تقديم المشورة وتوفير الاستثمار النقدي للمشاريع الناشئة لطلابنا وأفكارهم الابتكارية مع مركز أشير”.
وتابع قائلاً: “تعمل الجامعة، بانتظام، على تطوير إدارة الجودة والحوكمة والعمليات فيها من أجل تحقيق رسالتها الآيلة لأن تحظى كل الأطراف المعنية بالرضى المطلوب، من طلاب وأساتذة وموظفين وأهل وخريجين. وإننا جد محظوظين وفخورين بأن تكون شخصية مرموقة في عالم الأعمال، مثل كارلوس غصن، الذي بات فرداً من عائلة الجامعة، بيننا وأن يبدي استعداده ليشاركنا بخبراته وتجاربه ونجاحاته. من هنا، أدعوكم إلى الاستفادة من هذا اللقاء القيّم”.
خليفة
أدارت الحوار عميدة الكلية الدكتورة دانيال خليفة التي قدمت لمحة عن المسيرة الأكاديمية والمهنية الناجحة لغصن، معتبرةً أنّ “هذا اللقاء يتمحور حول نظرة كارلوس غصن وخبرته في مجال إدارة الجودة وأهميتها في تحسين أداء أي مؤسسة”.
غصن
وفي حديثه، اعتبر غصن أنّ “النضج التنفيذي في عالم الأعمال يقوم على العمل الدؤوب والانتباه إلى أدق التفاصيل وعدم الإكتفاء بالالهام والمميزات البسيطة. كما أنّ للتجارب المأساوية أو الأزمات أهمية كبيرة في عالم الأعمال لأنها تحفّز على النضوج والتعليم المستمر والانفتاح، لتعلم كل ما هو جديد بهدف التكيّف مع الوضع الراهن وإيجاد الحلول الملائمة وخلق فرص جديدةً”.
وعن إدارة الجودة، قال غصن: “هي مفهوم جديد جاء ليلغي مفهومين تقليديين: الإدارة السيئة التي لا تحقق إنجازات ولا إصلاحات بل تقدّم مجرد أعذار وتلقي باللوم على الموظفين؛ والإدارة الجيدة التي تُنجز وتجعل موظفيها يقومون بعملهم على أكمل وجه”.
وأضاف غصن أنّ “سوق العمل لم يعد هو نفسه منذ عشرين سنة، بل أصبح متغيراً بفعل وسائل التكنولوجيا الحديثة، لاسيما الذكاء الاصطناعي، التي قلبت المقاييس. من هنا، أدعو كل موظف إلى أن يواكب هذه التطورات ويطوّر نفسه ومهاراته، أي أن يصبح متعلماً مستمراً ويكتسب معارف جديدة حتى لا يخسر وظيفته”.
ثم شدد غصن على أهمية التعددية معتبراً إياها “شرطاً جوهرياً للحداثة وعنصراً أساسياً لأي مؤسسة ديناميكية لأنها تتطلب الحوار بين جهات متنوعة والتعرف إلى مسائل جديدة والتفكير بطريقة غير اعتيادية “.
بعد ذلك، دعا غصن الجامعات في لبنان إلى نسج شبكة تواصل مع أصحاب العمل لتأمين وظائف لخريجيها براتب مرتفع. وهذا ما تفرّدت به جامعة الروح القدس التي أطلقت برنامجاً تنفيذياً حول “الاستراتيجيات والأداء قي مجال الأعمال” الذي يستند إلى خبرات وتجارب أفضل رؤساء الإدارة وقادة قطاع الأعمال في العالم”.
وأكد غصن أنّ “التواصل هو مفتاح الإدارة بحيث لا يمكن لشخص لا يعرف أن يتواصل مع الآخرين أن يصبح قائداً في أي مجال، لأن من يملك التواصل له التأثير الأكبر في الناس. كذلك، تشكل الشفافية نقطة مهمة في الإدارة، ولكن يجب استخدامها بذكاء. أما تخفيض التكاليف “cutting cost” هو شرط أساسي لمعالجة أي مؤسسة متعثرة لأنه يهدف إلى تخصيص حقيقي للموارد الجديدة لتطوير المؤسسة بحيث يصار إلى توفير المصاريف في جهة والاستثمار في جهة أخرى تأتي بمنفعة أكبر للمؤسسة على المدى القريب والبعيد “.
وأنهى غصن حديثه بالتطرق إلى الأزمة في لبنان، فهي ليست وليدة اليوم، بل هي عبارة عن مشاكل صغيرة وكبيرة تراكمت عبر الزمن من دون معالجتها أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن. ويكمن الحل الأمثل لتخطي هذه الأزمة في أن ينطلق كل شخص من نفسه أولاً ويقول “ماذا يمكنني أن أفعل لوطني لمساعدته على تخطي صعوباته ولو بخطوات بسيطة؟” إذاً، يبدأ الحل بمبادرة فردية تنطلق من منزل كل واحد منّا لإحداث الفرق والوصول إلى التعافي الكامل على صعيد الوطن”.
وختم اللقاء بحلقة نقاش بين غصن والمشاركين.