عقد معهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروتAUBMC ، مؤتمره الثالث لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، المؤتمر الوحيد من نوعه الذي يركز على سرطان الرئة في المنطقة. وهدف المؤتمر الذي حضره معالي وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، إلى رفع مستوى الوعي حول تأثير التدخين على صحة الرئة، وضرورة إنشاء برنامج اختبارات والفحص المبكر لسرطان الرئة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في الكشف عن سرطان الرئة في مراحله الأولى، إلى جانب تحسين نتائج المرضى وتخفيض معدل الوفيات.
تحت عنوان “التقدم المحرز نحو تحقيق الشفاء”، عُقد المؤتمر الثالث لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، في 18 و19 حزيران عبر الانترنت، وشكّل منصة لمناقشة أحدث التطورات المتعلقة في فهم الفيزيولوجيا المرضية لسرطان الرئة وتعزيز التعاون متعدد التخصصات بين مختلف التخصصات المشاركة في رعاية مرضى سرطان الرئة. كما تناول الحضور موضوع تأثير السرطان على حياة المرضى، والعمل على استكشاف والاطلاع على طرق العلاج الجديدة المطلوبة في كل مرحلة من مراحل رحلة مريض السرطان.
وحصل المؤتمر الذي نظمه مكتب التعليم الطبّي المستمرّ في المركز الطبّي في الجامعة الأمريكية في بيروت، على تأييد ومتابعة الجمعية اللبنانية للأورام الطبية (LSMO) والجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية والجمعية اللبنانية لطب العائلة والجمعية اللبنانية للأشعة. وحضر المؤتمر أطباء الأورام وأطباء علاج السرطان بالأشعة والجراحين وأطباء الأشعة وأطباء اختصاصيين وأخصائيين في أمراض الرئة وعلماء أكاديميين والزملاء والممرضات والصيادلة وباحثون وطلاب الدراسات العليا والمتدربون وطلاب الطب والمتخصصون في هذا المجال والمدافعون عن المرضى.
حضر حفل افتتاح المؤتمر معالي وزير الصحة العامة في لبنان وترأسه الدكتور عرفات طفيلي، مدير الأبحاث السريرية في معهد نايف باسيل للسرطان ومدير المؤتمر الثالث لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، إلى جانب الدكتور علي طاهر مدير معهد نايف باسيل للسرطان والدكتور غازي زعتري العميد المؤقت لكلية الطب والدكتور فضلو خوري رئيس الجامعة الأميركية في بيروت.
وفي هذه المناسبة قال معالي الوزير الدكتور حمد حسن:” لقد شهدنا تحديات كبيرة منذ انتشار جائحة كوفيد-19، وواصلت فرقنا الطبية في لبنان ممارسة مهامها في الخطوط الأمامية منذ بداية الجائحة، ونأمل أن نحارب ونواجه سرطان الرئة بذات الطريقة”. وأكد حسن على ضرورة اتباع سياسة صارمة لمكافحة التدخين، مشيراً إلى أن البطالة هي أحد الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع معدلات التدخين بين الشباب. وأضاف” لقد أطلقت وزارة الصحة العامة اللبنانية مؤخراً حملة للإقلاع عن التدخين، ونحن بحاجة إلى التكاتف وتبادل الخبرات من أجل تعديل الأنظمة الحالية في وزارة الصحة العامة وتحسين نظام الرعاية الصحية لدينا”.
من جهته قال الدكتور فضلو خوري:” شهدنا العديد من الأحداث خلال العامين الماضيين مثل جائحة كوفيد-19 وانفجار 4 آب وما أحدثه من تلوث في الهواء، مما أثر بشكلٍ سيء على صحة الرئة. وبالتالي، تقع على عاتقنا مسؤولية إيجاد وتنفيذ حلول لتحسين الوصول إلى رعاية مرضى السرطان خلال هذه الأوقات الحالية التي نشهد فيها تزايد مستويات الفقر في لبنان.”
وخلال كلمته الإفتتاحية في المؤتمر خاطب الدكتور عرفات طفيلي الحضور البالغ عددهم أكثر من 500 مشارك بالقول:” يأتي انعقاد المؤتمر السنوي لسرطان الرئة في لبنان، على الرغم من كل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي نمر بها، في خطوةٍ تهدف إلى مواجهة الواقع الذي نمر به والذي يشير إلى أن سرطان الرئة من بين جميع أنواع السرطانات هو القاتل الأول لكل من الرجال والنساء، وهو أيضاً على الأرجح، أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية منها.”
وأضاف دكتور طفيلي: “لا يزال مجتمعنا يعاني من مقياس وبائي لاستهلاك التبغ، والذي يصنف من بين أكثر البلدان في العالم، يضاف إلى ذلك انتشار كوفيد-19، الذي أدى إلى ظهور تحديات جديدة أمام عملية رعاية مرضى السرطان والوقاية منه. وبناءً على ذلك، نعلن انطلاق المجلس الوطني لأورام سرطان الرئة متعدد التخصصات. يتيح المجلس الذي أنشأه معهد نايف باسيل للسرطان وأسترازينيكا والذي سيعقد أسبوعياً، الفرصة أمام أطباء الأورام من كافة أرجاء البلاد عرض ومناقشة حالات سرطان الرئة الصعبة لديهم، في مجلس أورام الصدر.”
بالإضافة إلى ما تقدم، وانطلاقاً من حقيقة أن استهلاك التبغ يُعتبر وباءً صامتاً يقتل عدداً كبيرا من الناس عاماً بعد عام، توجه الدكتور طفيلي إلى الوزير حمد، بشرح الحاجة الملحة لإنشاء برنامج وطني شامل للكشف المبكر عن سرطان الرئة، حيث تشكل الوقاية أهم جانب من جوانب مكافحته.
من جانبه، طلب الدكتور علي طاهر من الأطباء المعنيين التأكيد على عدم تأجيل الحاجة الملحة لفحص سرطان الرئة لكل مريض مؤهل يقوم بزيارة عياداتهم. كما أشار إلى أنه تم إطلاق العديد من المبادرات على المستوى الوطني لزيادة الوعي حول ضرورة الإقلاع عن التدخين، ولكن لم يتم تنفيذ أي برامج لإجراء الفحوص والاختبارات على نطاقٍ واسع على مستوى البلاد حتى الآن.
وأكد الدكتور غازي زعتري، على أن عقد هذا المؤتمر للعام الثالث على التوالي، يسلط الضوء على الجهود والتفاني المستمر للفريق المنظم لتحقيق التقدم في مجال تبادل الخبرات واعتماد طرق جديدة لعلاج سرطان الرئة وتحسين نتائج المرضى.
يندرج تنظيم المؤتمر الثالث لسرطان الرئة في الشرق الأوسط في إطار مهمة معهد نايف باسيل للسرطان، التي تهدف إلى الحد من عبء السرطان في لبنان والمنطقة، من خلال تطبيق أحدث المعرفة الطبية والتكنولوجيا وتطوير برامج متكاملة ومتقدمة في رعاية المرضى، والبحوث، والتعليم، والوقاية. كما من المهم الاستمرار في الدعوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الإقلاع عن التدخين، والكشف عن سرطان الرئة، ومواكبة كافة التطورات فيما يتعلق بطرق العلاج المبتكرة التي يمكن أن تساعد في زيادة نسبة تعافي مرضى سرطان الرئة ومواصلة حياتهم.
ويعكس هذا المؤتمر جهود المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت المستمرة، لرفع مستوى التميّز في نظام الرعاية الصحية، وتوفير الخدمات انطلاقاً من موقعه كمركز أساسي في لبنان والمنطقة للتعليم والبحث الطبي المتواصل.