صدر عن “المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل” البيان الآتي:
تقف “المؤسسة البطريركية المارونية العالمية للإنماء الشامل” مذهولة أمام الهجمة البغيضة التي تستهدف بطريرك لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، من دون أي إعتبار للمقامات و المراكز، ولما تمثله هذه الشخصية في وجدان اللبنانيين، وخصوصاً الفئة التي كانت حجر أساس في قيام الوطن والكيان.
إن هذه الحملة الشرسة، و البعيدة كل البعد عن الأخلاق الوطنية وعن القيم التي تشد أبناء الوطن، تعكس رغبة دفينة عند الحاملين، في الإستقواء والإطاحة بكل ما شكل حصانةً لإستمرار هذا الوطن، رغماً عن كل المآسي التي حلّت به منذ نهاية القرن الماضي، ولا تزال.
إن التعابير المقيتة التي ضجّت بها وسائل التواصل الإجتماعي، تتعارض وأبسط المبادئ التي ينادي بها أصحابها، لكأنه محظّر على كل من لايتفق معهم في الرأي، أن بعبر عن رأيه . فكيف إذ كان صاحب الموقف هو بطريرك الموارنة، الحامل وحده مجد لبنان، وهو سليل أسلافه العظام الذين إحتموا بلبنان وحموه، وجعلوا منه موئلاً للحرية و الإنعتاق من العبودية و الظلم، فرسموا الوطن وأطلقوه واحة تقدم وإزدهار ورقي وفكر في كل المنطقة.
من شأن هذه الحملة أن تتسبب بشروخات كبيرة بين أبناء الوطن ، فاستهداف المرجعيات يشكل إستهدافاً للمجموعات الحضارية التي تمثلها هذه المرجعيات، وتعدياً مباشراً على قيمه و قاداتها الروحية والتاريخية.
من هنا، تناشد المؤسسة كل القيادات، الإيعاز إلى مناصريها بوقف فوري لهذا الإستهداف والإعتذار من صاحب الغبطة لا لشخصه فقط، وإنما لما يمثله ويعنيه أيضاً، فالوطن يمر في واحدة من أدق مراحل جلجلته الكيانية، وهو يحتاج إلى تضافر جهود كل اللبنانيين في جو من الإهتمام المتبادل الذي تصونه الحرية بكل أشكالها، وحرية إبداء الرأي و التعبير أساسية فيها، وصاحب الغبطة رمز جوهري في الهالة الوطنية الكبرى.