على أثر الأزمة المستجدة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة، أصدرت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الدكتور فادي الجميّل بياناً اليوم، جاء فيه:
بين المصالح والكرامة نختار الكرامة!
ولكن الكرامة الحقيقية هي عندما لا نقبل ان ننفّذ املاءات أو رغبات اي طرف يستعملنا كصناديق بريد.
الكرامة الوطنية تقتضي ان نلتزم صراحة مصلحة لبنان قبل أي آعتبار آخر مهما علا شأنه، وأن ننأى بأنفسنا عن الدخول في صراعات لا تعنينا. لأن ما يجب أن يعنينا هي فقط مصالحنا والقضايا التي تهم شعبنا ووطننا.
عليه، نناشد جميع المسؤولين من أعلى الهرم الى الإسراع باتخاذ المواقف التي تحمي لبنان وتصون كرامته ومصالح شعبه وكرامة مواطنيه.
ونناشد رئيس الجمهورية الذي أصر أمام الامم المتحدة على دور لبنان الجامع ومركز الانسان وليس بلد المَحاور والاصطفافات الاقليمية،
ونناشد دولة رئيس مجلس النواب الحريص دوماً على دور لبنان في المنطقة وعلى وحدة اللبنانيين،
ونناشد دولة رئيس مجلس الوزراء وهو صاحب مقاربة النأي بالنفس،
نناشدهم جميعا ان يجتمعوا حول هذا المبدأ وان لا يسمحوا بأن ينزلق الوطن في صراعات المنطقة والمفاوضات الدولية وان يحافظوا على علاقاتنا مع اصدقائنا حول العالم وخصوصا مع من لا يتدخل في شؤوننا.
فعلاً لا يمكننا على الاطلاق، مهاجمة بلد شقيق أو صديق، ومن ثم نطلب منه معاملتنا معاملة حسنة.
من المؤسف جداً، أنه حتى اليوم وعلى الرغم من الإتصالات والمراجعات وإستمرار الضرر الكبير على القطاعين الصناعي والزراعي، هناك إستهتار مستشري لدى الدولة التي لم تتخذ اجراءات لمنع تهريب المخدرات الى السعودية وغيرها من البلدان.
في خضم هذه الاحداث والأوضاع المأساوية التي يمر فيها لبنان الذي بات قاب قوسين أو ادنى من الإنهيار، لا يمكن بعد الآن تدوير الزوايا، لا يمكن ترك السياسة تهدم الاقتصاد لمصالح خارجية.
صراحة لم يعد بوسعنا ولا بمقدورنا تحمل إستيراد حروب وصراعات الآخرين الى أرضنا.
ونفرض رفضاً مطلقاً الإنجرار الى فتنة تنضوي تحت رايات التحريض المذهبي والانقسامات الطائفية، وبالتاكيد نرفض التحريض الذي يستهدف اي دولة.
المطلوب إلتزام الحياد الذي يعتبر الحل الوحيد لأي دولة بحجم لبنان وتعدد طوائفه.
فنحن رواد سلام، ونطالب باعطاء لبنان واللبنانيين فرص اقتصادية وانمائية ومعيشية حقيقة للابتعاد عن خيار الانهيار.
نأمل من مملكة الخير والمحبة، أن لا تكون إجراءاتها وقراراتها ذات طابع شمولي، فمعظم الشعب اللبناني وبالتأكيد جميع الصناعيين يكنّون كل الحب والتقدير للمملكة قيادة وشعباً، وعلى هذا الأساس نأمل بمراجعة قرار منع تصدير المنتجات اللبنانية الى المملكة لأن في ذلك خراباً كبيراً على عشرات آلاف العائلات.
ختاماً نقول: نحن لبنانيون متجذرون بكرامتنا وبصداقاتنا ومن غير المقبول من أي من مسؤولينا جرنا الى مواقف غير مسؤولة ليطالبوننا بعدها بإبراز ما يسمونه كرامة.
الكرامة ان تصون بلدك ومصالح شعبك اولاً وآخراً.