بدعوة من جمعية سوليداريتي، زار فريق الدراسات المتخصص بمتابعة شؤون مسيحيي الشرق دير مار مارون في عنايا حيث استقبله الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، ورافقه إلى محبسة القديس شربل وضريحه.
من جهته، عرض رئيس جمعية سوليداريتي المهندس شارل الحاج أمام الوفد الفرنسي المعطيات والوقائع المتوافرة عن أوضاع المسيحيين في لبنان في ظل التحديات الهائلة التي تواجههم وتدفع بهم دفعًا لسلوك طريق الهجرة.
كما استعرض السيد حاج و فريق عمل سوليداريتي برامج الجمعية وأنشطتها على المستويات الإغاثية والاجتماعية والطبية والغذائية، كاشفًا عن حاجات الأسر المتزايدة نتيجة ارتفاع مستوى البطالة والمشاكل السياسية واستعدادات جمعية سوليداريتي لمواجهتها.
صحيح أن فرنسا دولة علمانية تفصل بالكامل بين الدين والدولة، غير أنها لا تريد كذلك أن تتنكر لتاريخ طويل من التعاون مع الجماعة المسيحية التي كانت أول من انفتح على الفرنكوفونية والثقافة الفرنسية. ولعبت هذه الجماعة دورًا كبيرًا في تعميم الثقافة الفرنسية على جميع اللبنانيين وعلى أبناء الدول العربية المجاورة التي كانت ترسل أبناءها ليتعلموا في بيروت.
إن كلّ إسهام فرنسي في تثبيت الحضور المسيحي في لبنان هو في الوقت نفسه تعزيز للثقافة الفرنسية.
كما أن فرنسا، كما غيرها من الدول المتقدّمة على مستوى احترام حقوق الإنسان، معنية بالحفاظ على تجربة العيش المشترك اللبنانية، والإضاءة على الخبرات الناتجة عنها، في ظل مشاكل عالمية عدة يتسبب بها عدم الفهم العميق للتعددية وكيفية التعامل معها.
يُذكر أن سوليداريتي وليدة تعاون الرهبانية اللبنانية المارونية ، مؤسسة روز وجيلبر شاغوري والمؤسسة المارونية للانتشار.