مهنا : عامل تتضامن مع الناس في محنتهم وتطالب بحشد الدعم العربي والدولي للبنان بمعزل عن الحسابات السياسية
الحجيري: تطور عامل المستمر يعكس الانسجام بين القول والفعل
مضى أربعون عاماً، منذ انشاء مركز عامل الصحي – التنموي في عرسال، تضامنا مع أهالي المنطقة والجوار، واليوم انتقل المركز إلى موقع جديد أكبر مساحة وأفضل تجهيزاً نتيجة لتوسع برامجه وخدماته، استجابة للواقع اللبناني الصعب، خصوصاً أن بلدة عرسال هي البلدة الوحيدة التي تستضيف عدد نازحين أكثر من عدد سكانها!
وقد حضر حفل الاحتفال رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا ورئيس بلدية عرسال الأستاذ باسل الحجيري، منسق شؤون المخيمات في عرسال الأستاذ ماهر المصري، المدير الاداري في مؤسسسة عامل الأستاذ أحمد عبود واللجنة الصحية في المؤسسة وفريق العمل الميداني والاداري في مركز عرسال، إضافة إلى فعاليات من البلدة، اذ تشكل الانطلاقة الجديدة للمركز خطوة هامة للناس الذين يلجؤون إليه في ضعف مشاريع التنمية والتحسين في المنطقة، إذ يرفع فريق المركز شعار “حياة الناس قبل حياتنا”.
في بداية الاحتفال، قدّم الحضور الأستاذ أحمد عبود وعرض لبرامج عامل في لبنان، ثمّ تحدّث منسق شؤون المخيمات الأستاذ ماهر المصري الذي بارك بالمركز بالمركز، حيث اعتبره بيتا للنازحين احتضنهم في كلّ المصاعب التي واجهوها بفعل الأزمة السورية وكل ما ترتب عليهم من أعباء. وبدوره أشاد رئيس بلدية عرسال الأستاذ باسل الحجيري بتطورعامل وتقدّمها الملحوظ الذي حققته خلال العقود ال4 المنصرمة على صعيد عملها داخل المركز وعلى صعيد تنمية منطقة عرسال النائية. ونوّه حجيري بالدور الذي تقوم به المؤسسة في الوقت التي تتقاعس مؤسسات الدولة عن تأمين الحاجات الأساسية للمجتمع المضيف والنازحين على حدّ سواء معتبرا أن عامل ” لا تفصلها جغرافية ولا حدود طائفية، موجودة في كل مكان في لبنان، من أجل الانسان وكرامته”.
مهنا
وقد كانت مداخلة للدكتور كامل مهنا عبّر فيها عن السعادة والفخر في افتتاح المركزالجديد، ليكون بخدمة كل الناس بمعزل عن خياراتهم أو انتماءاتهم السياسية والدينية والجغرافية، مؤكداً أن مؤسسة عامل ترفع شعار “التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر” ونهج الثلاث ميمات: مبدأ، موقف، ممارسة، على أن تكون المواطنة هي جوهر الانتماء إلى الوطن، وهي تعمل على أن يكون العمل الإنساني نضالياً وملتزماً بقضايا الفئات الشعبية والمناطق المهمشة على مبدأ التضامن وليس الشفقة، ومن خلال التضامن في الخدمة في المناطق الشعبية ننتقل إلى التنمية مع الناس وليس باسم الناس ومن ثم ثقافة الحقوق، حق الناس في الصحة والتعليم والغذاء ومشاركة المرأة، حيث لا يمكن الحديث عن الديمقراطية بدون مشاركمة المرأة.
كما أشار إلى أن عامل وفي ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان، حيث وصل الحال بـ80% من اللبنانيين إلى تحت خط الفقر من بينهم 52% في حالة فقر مدقع، إضافة إلى مليون ونصف نازح سوري بينهم أعداد كبيرة في منطقة عرسال تفوق بكثير أعداد أبناء البلدة، تعمل بالتعاون مع باقي المؤسسات الإنسانية والبلدية والوزارات المعنية والمنظمات الدولية لكي تكون إلى جانب أهلنا في عرسال وفي مخيمات النازحين، من خلال 28 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين في المخيمات ووحدة رعاية خاصة بأطفال الشوارع في بيروت، بقيادة 1200 متفرغ ومتطوع بينهم 85% من الفتيات وفئة الشباب.
ومن ثم جرى عرض من قبل فريق المركز حول البرامج الصحية (مركز رعاية صحية اولية) والتنموية التي تهدف الى زيادة الوعي في بلدة عرسال ( دور المرأة، التعامل مع الاطفال، رعاية كبار السن) ، ومجموعة من الاحصاءات والمعلومات عن عمل المؤسسة ودورها في مساعدة أبناء منطقة عرسال والنازحين على الصمود والاستمرار. وتبادل الدكتور كامل مهنا والحاضرين من أهالي البلدة أطراف الحديث، واستمع الى مطالبهم وأكّد أن عامل مستمرة ببذل الجهود من أجل تامين احتياجاتهم وصون كرامة الانسان.
على مرّ هذه السنين، وفي خضم كل الظروف التي واجهها لبنان وبشكل خاص منطقة عرسال، استمرّ المركز في تقديم خدماته لتشمل أكبر عدد من الاختصاصات الطبية وحملات التلقيح المجاني ومن جلسات التوعية للمرأة والأسرة، التي تطال عدة مواضيع جوهرية تهم الناس وتطال حياتهم، وتمدهم بالمعلومات التي تمكمنهم من مواجهة الظروف بشكل أفضل، وقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز خلال العام الماضي 21549 شخصاً، بينها اجراء 50 عملية عيون للمواطنين من عرسال من الجنسيتين، وتأمين نظارات نظر ل 600 شخص. وفي الختام تم قص شريط المركز الجديد.