أبوزكي: المؤتمر أزال الإنطباعات السلبية وسينعقد سنوياً
شارك وفد لبناني في أول مؤتمر عربي للاستثمار في العاصمة الليبية ونظّمته مجموعة “الاقتصاد والأعمال” بالإشتراك مع اتحاد الغرف الليبية واتحاد الغرف العربية وهيئة الاستثمار الليبية وبرعاية رئيس الوزراء المهندس عبدالحميد الدبيبة.
وضمّ الوفد اللبناني رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي ورئيس جمعية الضرائب اللبنانية هشام مكمل وعضو مجلس إدارة نقابة الصناعات الغذائية حسين قضماني، وعشرة من رجال الأعمال من قطاعات مختلفة.
وبلغ عدد المُشاركين في المؤتمر نحو 400 من 15 دولة عربية وأجنبية. كما شارك فيه معظم الوزراء الليبيين المختصين إضافة إلى قادة شركات القطاع الخاص.
وهذه هي المرّة الأولى التي تنظم فيها مجموعة الاقتصاد والأعمال مؤتمراً في ليبيا.
نائب رئيس الحكومة رمضان بوجناح شدّد في كلمته على الجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار ومشاركة جميع شرائح المجتمع بمشاريع التنمية المستدامة. ودعا أصحاب الأعمال العرب للشراكة من خلال توطيد علاقات التعاون مع نظرائهم في ليبيا، واضعاً إمكانات الوزارة لتسهيل الإجراءات وتشجيع الاستثمار.
وأشار محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير إلى الدور الذي يقوم به المصرف في سبيل تحقيق الاستقرار النقدي والمالي، فضلاً عن تقديم الدعم الكامل للقطاع الخاص الليبي.
وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج أكد أن ليبيا تمر في مرحلة تحول لاقتصادها من الريعية إلى المعرفة والحداثة، ارتكازا على خطة جديدة تنطوي على الكثير من الحوافز لتشجيع الاستثمار.
وأشار رئيس هيئة الاستثمار في ليبيا د. جمال اللموشي إلى أن الاقتصاد هو في الواقع بناء الطاقات والعقول والمشاركة الفاعلة في الإنتاج والثروات، وذلك من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة وبناء المدن الحديثة والذكية والمدن الطبية والمشروعات الرائدة، والاستثمار في الموارد، لاسيما في مجال النفط. وأكد على أن قانون الاستثمار في ليبيا يضمن الاستثمار الآمن للمستثمر المحلي والأجنبي، ودعا إلى عقد الشركات مع القطاع الخاص الليبي.
الأمين العام لاتحاد الغرف العربية د. خالد حنفي أكد على أن التوقعات الدولية تشير إلى نمو اقتصادي كبير في ليبيا في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، واعتبر أن الباب أصبح مفتوحا أمام الاستثمارات في شتى المجالات.
رئيس اتحاد الغرف الليبية محمد الرعيض نوّه بالدعم الذي وفرته الحكومة للمؤتمر، وبالجهود التي بُذلت من الهيئات المنظّمة. واعتبر أن ترسيخ الهوية الاقتصادية الجديدة يحتاج إلى تكاتف جهود الجميع، وأن الشراكة بين القطاع العام والخاص مهمة للغاية للتطوير.
واعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أن مجرد انعقاد هذا المؤتمر يشكل نجاحاً بذاته، إذ أنه يساهم في إزالة الإنطباعات السلبية المُسبقة والمتراكمة عن ليبيا. ففي سياق التحضير كان الجميع يتساءل: هل الوضع آمن لعقد المؤتمر؟
وقال: “زرنا طرابلس قبل اليوم وها نحن معاً ننعم بحالة الإستقرار. أما الحراك السياسي لاسيما قبل موعد الإنتخابات فإنه دليل حيوية شعب ومجتمع، وما تعيشه ليبيا اليوم، هو مخاض صحّي يرافق مرحلة اكتمال المشهد السياسي”.
وأضاف أبوزكي: “أن الفضل الأكبر في إنجاز وإنجاح هذا المؤتمر يعود إلى اتحاد الغرف الليبية بقيادة رئيسه محمد الرعيض والذي نقترح منحه وساماً وطنياً رفيعاً. وكما يعود إلى هيئة الاستثمار برئاسة د. جمال اللموشي وإلى الهيئات العربية المنظمة. وما من شك في أنه ولولا احتضان الحكومة الليبية وعلى رأسها دولة الرئيس عبد الحميد الدبيبة لما كان لهذا المؤتمر أن ينعقد ويحقق مثل هذا النجاح”.
والعامل الآخر وراء هذا النجاح والكلام لأبوزكي: هو رهان الفعاليات الإستثمارية العربية على مُستقبل ليبيا ومُستقبل اقتصادها. وما هذه المشاركة الواسعة والمتنوعة والرفيعة المستوى سوى دليل على ذلك.
والعامل الثالث يتمثل في الموارد الطبيعية الليبية وفي الطاقات الكامنة في قطاعات الاقتصاد المختلفة.
وقال أبوزكي: “إن ليبيا مُقبلة على حركة إعمار واستثمار واسعة وهي محط أنظار الشركات والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية، وعلى الجميع الإفادة من هذه الحركة ومن هذا المناخ الاستثماري الجديد.
وبالطبع، لا يمكن للنجاح أن يكتمل ولحركة النهوض أن تأخذ مداها وأبعادها، إلا إذا ترسخ الاستقرار. إذ لا إعمار ولا استثمار من دون استقرار. وليبيا سائرة على هذا الطريق رغم التحديات الكثيرة. ونحن على ثقة بأن الشعب الليبي بكل فئاته وجهاته، مصمم على الوفاق وعلى الوحدة. وما تحقق – حتى الآن – ليس بالقليل قياساً إلى ما كان، حيث تحكمت الأطماع الخارجية والنزاعات الداخلية بأوضاع البلد. ونأمل أن يكون مؤتمرنا اليوم هو مؤتمر لمّ الشمل الإقتصادي وتعزيز مناخ الوفاق، وبما يعزز الوفاق السياسي وتوحيد المؤسسات كل المؤسسات. الوفاق يأتي بالاستقرار والإستقرار يجلب الاستثمار والازدهار. والاستثمار والازدهار في أيديكم في أيديكم أيها الأخوة في ليبيا. والاستثمار الداخلي يأتي بالاستثمار الخارجي.
إما الإنطباعات السلبية المسبقة عن المناخ الأمني في ليبيا فلا تزول إلا بترسيخ الاستقرار والحكم الرشيد. جئنا إلى بلدكم ولمسنا الاستقرار، وهذا يشجعنا على الاستمرار.
إن مجموعة الاقتصاد والأعمال الشريكة في تنظيم هذا المؤتمر والمتخصصة في صناعة المؤتمرات والترويج للاستثمار في البلدان العربية، مصممة على المتابعة وسيكون لها، بإذن الله، مؤتمر اقتصادي دوري في ليبيا يواكب المستجدات ويوفر منصة تواصل ثابتة ليبية – عربية.
ونقول أنه إذا كانت ظروف المرحلة السابقة المحلية والإٌقليمية والدولية قد ألحقت الظلم الكبير بالشعب الليبي وبإقتصاده، فإن الليبيين مصممون على تعويض ما فات وعلى النهوض العمراني والاقتصادي والإنمائي الشامل بما يعيد إلى ليبيا تاريخها العريق ومجدها التليد ويعيد إلى الشعب الليبي الأمن والأمان والإزدهار.