لعلها شمعة أضاءها وبسمة زرعها قنصل لبنان الفخري في ولاية نيفادا فيليب زيادة في ظل هذه الظروف الصعبة، من خلال إقامته معرضًا ميلاديًا بعنوان: “From the U.S with love”، في جامعة الروح القدس – الكسليك، طغى عليه طابع المحبة والعطاء، حيث جمع عدد من العائلات احتفلت بعيد الميلاد المجيد وسط أجواء من البهجة والسرور.
هذا المعرض المجاني والفريد من نوعه خُصّص لمساندة 664 عائلة من كافة المناطق اللبنانية، نظمته القنصلية الفخرية للبنان في نيفادا، بالتعاون مع جمعية زيادة Ziade Foundation وجامعة الروح القدس – الكسليك، التي استضافته في حرمها الرئيسي. وشمل المعرض 25 جناحًا متنوعًا، ضمت هذه الأجنحة مأكولات ومشروبات وألعاب وأدوية وثياب وأدوات تنظيف، إلى قسائم شرائية يمكن الاستفادة منها في سوبرماركت محدّدة وبطاقات لتشريج الخلوي وتعبئة الوقود…
وقبل افتتاح المعرض استقبل رئيس الجامعة الأب طلال هاشم القنصل زيادة مع عائلته في مكتبه، حيث جرى التداول في شؤون البلد الراهنة وخصوصًا القطاع التربوي الذي يعاني جرّاء الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان. وقدّم الأب الرئيس بعدها هدية تذكارية للقنصل زيادة وهي عبارة عن أيقونة للسيدة العذراء.
الافتتاح
ثم توجّهوا لافتتاح المعرض. وقد استهل الافتتاح بكلمة تقديم، ألقاها الإعلامي إيلي أحوش، ثم تحدث رئيس الجامعة الأب طلال هاشم الذي أكد “أن هدف الجامعة الأساسي هو الطالب وتوفير له بيئة تعليمية متميزة وحاضنة”، مشدّدًا على “أن الجامعة، إضافة إلى مهمتها التعليمية، تقف إلى جانب مجتمعها، وهذا من ضمن رسالتها الإنسانية”. ولفت إلى “أن العديد من المؤسسات في لبنان أو خارجه تقوم بمبادرات سامية لمساندة أبناء الوطن، وأخص بالذكر اليوم هذه اللفتة الكريمة من جمعية زيادة بشخص القنصل زيادة، وأغتنمها مناسبة لنحيي ونشكر ونشجّع هكذا مبادرات”. كما أكد على أهمية شبك الأيادي لتخطي هذه الصعوبات الجمّة التي أثقلت كاهل المواطنين، مؤكدًا أنه “فقط بالتكاتف نتمكّن من الصمود، ففي الاتحاد قوة”. وذكّر بمبادرة جامعة الروح القدس التي قررت أن تفتح أبوابها أمام الجميع للتعليم، معتبرًا أنه “ليس فقط حكرًا على الأشخاص المقتدرين”. وفي الختام، وجّه معايدة إلى الجميع، آملًا “أن تحمل هذه الأعياد المجيدة انفراجًا وتكون مليئة بالفرح والأمان”.
من جهته شدّد القنصل زيادة على ضرورة الاقتراب من الله وعيش القيم المسيحية، خصوصًا في زمن الأعياد المجيدة. وقال: “مهما علت مراتبنا وازدادت ثرواتنا، لا خلاص لنا سوى بيسوع المسيح ابن الله الذي هو الحب المطلق”. وشدد على “أن السرّ الحقيقي للميلاد يكمن في نعمة العطاء، وما نقدّمه اليوم ما هو إلا جزء بسيط. فالعطاء الحقيقي هو المقرون بالمحبة. أنتم اليوم تجعلوننا نعيش سرّ الميلاد وتعكسون الفرحة في قلوبنا”. وفي ختام كلمته شكر زيادة جامعة الروح القدس ورئيسها على كل ما تقوم به في خدمة مجتمعها.
كما كانت كلمة لـ “جماعة سانتا تيريزا” ألقاها المشرف الأب بول أيوب تحدث فيها عن معاني العيد، وباسم جمعية “شباب الرجاء Youth of Hope”، التي أسّسها المونسنيور توفيق أبو هدير منذ 20 سنة من أجل احتضان الشبيبة وحمايتها من كل انحراف، ألقى الإعلامي ماجد أبو هدير كلمة شكر وتأكيد على متابعة الرسالة، بعدما خصّصت جمعية زيادة جناحًا باسم جمعية شباب الرجاء وباسم المونسنيور أبو هدير وفاء لرسالته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض يحمل رسالة إنسانية، حيث يؤمن الدعم لـ ٦٦٤ عائلة، ويجمع في الوقت نفسه بين الترفيه وخلق أجواء ميلادية مميزة وتأمين الاحتياجات الأساسية لهذه العائلات. ويكمن الهدف الأساسي من تنظيمه في زرع الفرح والبهجة في قلوب العديد من الأشخاص الذين فقدوا البسمة، فضلًا عن مساندتهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرّون بها جرّاء الأزمة التي يعاني منها لبنان.