تدعو جمعيات المرضى العالمية الحكومات ورواد أنظمة الرعاية الصحية للعمل على تلبية الحاجات غير الملباة لذوي المناعة المنقوصة، الذين تشكل الجائحة العالمية مصدر تهديد مستمر لصحتهم.
منقوصو المناعة أكثر عرضة لمخاطر “كوفيد-19”
أحدثت جائحة “كوفيد-19” تغييرات جذرية في حياة الناس حول العالم، لكن مجموعة محددة من المرضى، وتحديداً ذوي المناعة المنقوصة، تبقى الأكثر عرضة لمخاطر هذا المرض مقارنة بباقي سكان العالم، وما زالت حاجات هؤلاء غير ملباة حتى يومنا الحاضر.
يشكل أصحاب المناعة الضعيفة نحو 2% من سكان العالم، وهم عرضة لمخاطر متزايدة نتيجة عدم قدرة أجسامهم على توليد استجابة مناعية كافية بعد تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19. [i][ii] وتشكل هذه الفئة 40% من مرضى “كوفيد-19” الذين تسببت العدوى المنتشرة بدخولهم المستشفيات رغم حصولهم على اللقاح، كما سجلت معدلات وفيات مرتفعة بين المرضى مقارنة بباقي السكان. 1,[iii]
الجائحة تفرض مخاطرها المتواصلة على منقوصي المناعة
هنالك الكثير من الاستراتيجيات اليوم لدعم المصابين بكوفيد-19، لكنها أكثر تركيزاً على الأشخاص العاديين والأصحاء. ورغم أن هذه المقاربة الصحية تعود بفوائد كبيرة وتمهد طريق الدول للعودة إلى الأوضاع الطبيعية على مستويات العمل والمعيشة وتدفع للتعايش مع “كوفيد-19″، إلا أن ذوي المناعة المنقوصة ما زالوا يفتقرون للدعم والاهتمام اللازمين.
ونظراً لأن هؤلاء المرضى لا يحققون استجابة مناعية مثالية، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة تهدد حياتهم، أو تطيل معاناتهم، مما قد يؤدي لظهور متحورات جديدة. وبالنسبة لهؤلاء،[iv] ما زالت الجائحة مستمرة وما من نهاية تلوح في الأفق.
جائحة “كوفيد-19” تواصل تأثيرها على جودة حياة منقوصي المناعة
يعيش منقوصو المناعة في معاناة طويلة وقلق متواصل نتيجة مخاطر “كوفيد-19” التي تواصل تهديد صحتهم وحياتهم. [v],[vi],[vii]
ولمدة تزيد عن عامين، عانى مجتمع ذوي المناعة المنقوصة من العزلة عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع، الأمر الذي أثر سلباً عليهم بأشكال عديدة. وهذا يشمل أطفالاً عجزوا عن الالتحاق بمدارسهم أو التفاعل مع أقرانهم في المجتمع، وبالتالي تأثر نموهم النفسي. وفي استطلاع لآراء مرضى سرطان الدم، قال نحو 90% من المشاركين إن صحتهم النفسية تضررت بسبب الجائحة. [viii]
يعجز منقوصو المناعة عن مزاولة أعمالهم من المنزل مثل موظفي التوصيل أو العاملين في المستشفيات، ويواجهون اليوم قلقاً متزايداً في بيئات عملهم، لاسيما مع إلغاء العديد من القيود والتدابير الاحترازية المرتبطة بالجائحة. 5,6 وأكد استطلاع لآراء مرضى الكلى أن 54% من المشاركين شعروا بالقلق والخوف من العودة للعمل، لكنهم أدركوا عدم وجود خيار آخر. 5 وبعد إلغاء البرامج المالية المخصصة لمساعدة ذوي المناعة المنقوصة على البقاء في منازلهم خلال الجائحة في معظم الدول، أيقن العديد من هؤلاء عدم وجود خيار آخر سوى العودة إلى عملهم. لذلك فإن هذا التقصير في تحديد الأولويات يُفاقم انعدام المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
تدابير محددة لدعم مجتمع ذوي المناعة المنقوصة
فرضت جائحة “كوفيد-19” ضغوطاً متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، لكن الضرورة تستدعي تبني إجراءات إضافية لدعم ذوي المناعة المنقوصة ومنحهم درجة الأولوية. ويعود ذلك نظراً لارتفاع مخاطر دخول المستشفيات والتعرض لأمراض خطيرة تهدد حياة أصحاب المناعة الضعيفة عند إصابتهم بعدوى “كوفيد-19”. 3 وتعتبر هذه مسألة بالغة الأهمية الآن تزامناً مع عودة باقي السكان لحياتهم الطبيعية.
وتستدعي الحاجة بذل المزيد من الجهود لمراعاة ظروف منقوصي المناعة وإيجاد حلول للتفاوت في مستويات الرعاية الصحية عند صياغة السياسات الصحية وتوجيه رسائل التوعية العامة.
ويشتمل ذلك على نشر معلومات محددة حول إجراءات السلامة التي يجب الحفاظ عليها في المجتمع، بما في ذلك مواصلة ارتداء الكمامات، والوصول إلى فحوصات “كوفيد-19” المجانية، وتوفير خيارات علاجية إضافية، وتقديم النصائح والدعم لمواصلة تطبيق بروتوكولات العزل الصحي الذاتي.
ويتعين على مختلف الشركات والمؤسسات وجهات التوظيف متابعة تولي مسؤولياتها بشأن صحة وسلامة موظفيهم ذوي المناعة المنقوصة، ويشمل ذلك تطبيق إجراءات السلامة المناسبة التي تساعد على تقليص مخاطر العدوى بالفيروس. وهذه الإجراءات عناصر محورية لتمكين منقوصي المناعة من العودة إلى العمل، والاستمرار بأداء مهامهم على أكمل وجه.
حان وقت العمل للتصدي للاحتياجات غير الملباة لمجتمع منقوصي المناعة. ولذلك ندعو الحكومات لاتخاذ خطوات عاجلة دعماً لهذه الفئة وضماناً لوضع احتياجاتهم على رأس قائمة الأولويات.
أبريل 2022
Z4-4357