احتفلت أكاديمية بشير الجميّل بتخريج طلاب الدورتين السادسة والسابعة، في حفل أقيم في جامعة الروح القدس – الكسليك، في حضور النائبة السابقة صولانج الجميّل، النائب نديم الجميّل، وإبنة بشير يمنى الجميّل زكار، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طوني عيد، ممثلاً رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، الرئيس الفخري للجامعة الأب جورج حبيقة، ورئيس أكاديمية بشير الجميّل المهندس الفراد ماضي، إضافة إلى حشد من العائلة والأصدقاء وأساتذة الأكاديمية والمتخرّجين وذويهم.
عبد المسيح
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة لعريف الحفل خرّيج الدورة الخامسة جورج عبد المسيح، تحدث فيها عن “أهداف الأكاديمية من خلال العمل على نشر فكر بشير ونهجه والإضاءة على مسيرته والمساعدة على خلق مجتمع مقاوم وقيادات جديدة تعمل من وحي نهج بشير وأخلاقه…”
بجاني
ثم ألقى جرجس بجاني من الدورة السادسة كلمة نوّه فيها “بدور الأكاديمية التي قدمت مخزونًا تاريخيًا كبيرًا مع عبر وتحليل لوضعنا الحالي بغية مواجهة التحديات بثقة وبأمل نحو مستقبل أفضل. تشكل هذه الأكاديمية “جمهورية بشير عزغير” لأنها، بالإضافة إلى معالجة الأمور السياسية والجيوسياسية، عالجت المشاكل الاجتماعية، من مثل النقل العام، التلوث، فرص العمل، التضامن الاجتماعي والعائلي، متمثلين بالرئيس بشير الجميّل الذي علّمنا الترفع عن انتماءاتنا ودعانا لنكون في الوطن مواطنين سياديين وديناميكيين لنبني الحلم “حلم البشير”.
شديد
ومن الدورة السابعة تحدثت نانسي شديد التي توجّهت في كلمتها إلى الرئيس بشير الجميّل بالقول: “إنّ نهجك وفكرك الذّي تعلّمناه من الأكاديميّة سيعود على مساحة ١٠٤٥٢ كلم2 في نفس كلّ شخصٍ ثائرٍ متمردٍ تغييريّ وإصلاحيّ. كيف لا؟ وأنت أب الثّورة الحقيقيّ، فكنت أوّل من رفع الصوت بوجه الفساد والمحاصصة داعيًا إلى تطبيق القانون واحترامه حتى نبني دولة الأخلاق. إنّ أكاديميّة بشير الجميّل ليست مجرّد أكاديميّة، إنما هي نهجٌ للفكر الحضاريّ المتحرّر…”
الأب عيد
ثم رحّب نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب طوني عيد بالمتخرّجين والحضور وتوجّه إليهم “ببعض كلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى شباب لبنان في بازيليك سيدة لبنان في حريصا في العاشر من أيار سنة 1997، إذ قال لهم: “أنتم ثروة لبنان، فعليكم أن تهيّئوا لبنان الغد”. نعم، أنتم ثروة لبنان، فعلينا أن نحافظ عليكم وعلى كل شبيبة لبنان التي تشكّل ثروته الحقيقية، وهو بأمسّ الحاجة إليها في هذه الظروف الصعبة والأيام الأليمة التي نمرّ بها، لكي نتخطّاها ونصل إلى لبنان الذي كان يحلم به الرئيس الشهيد بشير الجميّل”.
ماضي
وألقى رئيس أكاديمية بشير الجميّل المهندس الفراد ماضي كلمة أشار فيها إلى أنّ “الاحتفال هذه السنة ليس عاديًا لأنه يصادف الذكرى الأربعين لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل. وأضاف: “يا حاملي لواء البشير الجدد، يا حاملي قضية وجودنا المسيحي واللبناني المقاوم بمعناها الواسع والحقيقي. يا خرّيجي الدورة السادسة والسابعة بنكهتها الأربعينية المميزة، لكم منّا في الأكاديمية 10452 تحيّة بشيرية”.
وأردف: “في هذه المناسبة، أقدم إليكم خمس وصايا وإعلانين وتمنيًّا: الوصية الأولى: سيروا على درب الثورة والتغيير، ليس ثورة شعارات، بل ثورة فكر وخارطة طريق وعمل يومي، أكان في المنزل أو في العمل أو في المجتمع أو في الحزب … إنّ شعارات الثورة اليوم، هي شعارات ثورة بشير منذ 40 سنة. وللأسف، لم يُنفذ منها أي شيء، وهي لا تزال تنطبق على واقعنا الحالي. فكونوا ثوارًا بشيريون”.
وتابع بالقول: “الوصية الثانية، كونوا على مثال البشير، ليس لناحية مقاومته وفكره ومحبته لشعبه وإيمانه بقضيته حتى الاستشهاد فحسب، إنما لناحية أخلاقه، وهي الأهم. وأريد أن تعرفوا أن لا ثورة من دون أخلاق، ولا قضية من دون أخلاق، فالأخلاق هي الأساس. حافظوا على أخلاقكم مهما كان الثمن. الوصية الثالثة: عيشوا قضايا الناس مثلما عاش بشير قضاياهم. بشير ليس مجرد سلاح، بل هو فكر وعلم، بشير هو خدمات اجتماعية، بشير هو مدارس وجامعات ومستوصفات، بشير هو مياه وكهربا، بشير هو مطار وراديو وتلفزيون… باختصار، بشير هو ضمير المجتمع، فكونوا هذا الضمير”.
وأكمل: “الوصية الرابعة: لم يُبنَ لبنان بمقاومة أجدادنا فقط، بل بعقولهم وفكرهم أيضًا. ولم يُبنَ لبنان بوحدة ومقاومة في الداخل، إنما من خلال Lobby في الخارج. واليوم، يمرّ لبنان بأصعب مرحلة من تاريخه، نظام عالمي جديد وخارطة شرق أوسط جديد. فكونوا مقاومة ووحدة في الداخل، وLobby فعّال في الخارج. وأخيرًا، الوصية الخامسة: احلموا مثل بشير، لو لم يحلم بشير لم تتضّح قضيتنا، ولو لم نقاتل لم ثبُتت قضيتنا، ولو لم يستشهد بشير لما أعطى ثمارًا كثيرة، وأنتم شهود على ذلك، فكونوا هذه الثمار”.
ثم أعلن عن بدء الدورة الثامنة في الأكاديمية أواخر أيلول القادم. كما أعلن عن التحضير لإطلاق المستوى الثاني وهو هدية في ذكرى بشير الأربعينية.
وفي الختام، تمنّى ماضي: “في السنة الأربعين على غياب البشير الحاضر معنا، لا تدعوا الحلم يموت ولا أن يذهب استشهاد بشير هدرًا… فلنتعاون معًا لنؤلف فريقًا واحدًا كي لا يموت الحلم ولا يذهب دم بشير هدرًا. فانطلقوا وكونوا أنتم لبنان الجديد الذي أراده البشير”.
الجميّل
وكانت كلمة للنائب نديم بشير الجميّل قال فيها: “نجتمع، اليوم، في هذا الصرح التربوي العريق لنحتفل بتخرج طلاب أكاديمية بشير الجميّل، الذي يقع على عاتقكم أن تحملوا قيم بشير ومبادئه وحلمه وفكره وأن تنشروها على مساحة الوطن أي الـ 10452 كم2. ولطالما كان حلم بشير مساحةً للقيم والأخلاق تتمحور حول الحرية والأمن. إذ لا لبنان من دون حرية، ولا لبنان من دون أمن. وتميّز بشير باعتماده على ثلاث ركائز أساسية، وهي: قيم الحرية والعدالة، فهو لم يميّز بين مواطن وآخر ولم يفرّق بين إنسان وآخر. إنها العدالة الإنسانية التي يجب أن تكون ركيزة العمل السياسي والوطني؛ الأخلاق، فلا يمكن لأي أحد أن يشكّك في نزاهة بشير وشفافيته ووضوحه؛ والمبادئ التي لم يُساوم عليها أبدًا بل حافظ على مبادئ الوطن النهائي لبنان”.
وتابع بالقول: “كان حلم بشير “دولة الـ 2000″، ولكن، اليوم، حان الوقت، كشباب وجيل المستقبل، أن نفكّر “بدولة الـ 2050″ من خلال تطوير فكر بشير وإنتاج فكر جديد يقوم على دور الشباب وطاقاتهم. إنّ مقاومة بشير لم تكن مقاومة سلاح، بل السلاح كان الوسيلة لتحقيق فكره ومشروعه السياسي والاقتصادي والثقافي والتربوي والإداري للبنان”.
ثم دعا الجميّل إلى “عدم التقوقع والانعزالية والخوف، بل علينا المواجهة والتسلّح بالإرادة والثقة بالنفس. وعلينا التفكير بالأفق الكبيرة والانفتاح والتوسّع بفكرنا ومنطقنا، لنحقّق النجاح في أي عمل نقوم به. ولطالما كان لبنان وطنًا لجميع اللبنانيين، وكان وطن الحضارة والثقافة والقيم والتراث والمبادئ والديمقراطية والعدالة والحرية. هذا هو لبنان الذي استطاع أن يحمي، على مدى التاريخ، جميع أبنائه إضافة إلى الشعوب التي التجأت إليه طالبةً الحماية. لبنان هو فكر، لبنان هو نمط حياة، لبنان هو كل واحدٍ منّا، سنبقى في لبنان ونتجذّر به”.
وتابع بالقول: “لا يخفى على أحد كمّ المشاكل والتحديّات التي نعاني منها. لذا، حان الوقت لنجلس جميعًا على طاولة واحدة لنطرح المشاكل من دون خوف، متجاوزين الاعتبارات السياسية والطائفية والمذهبية ولنناقش هواجسنا كي نحافظ على لبنان وعلى وجودنا فيه. وقد أثبتت التجارب، على مرّ السنين، أنه لا يمكن لأي طائفة أن تغلب طائفة أخرى، ولا يمكن لأي مكوّن أن يفرض رأيه على الآخر، بل الدولة هي الركيزة الوحيدة التي يمكنها أن تخلق المساواة وأن تكون الضمانة الوحيدة لجميع اللبنانيين. كما أثبتت التجارب أننا وحدنا كلبنانيين يمكننا أن نحمي بعضنا البعض، ولا أي دولة أخرى، ووحدنا يمكننا أن نبني الدولة التي نريد، أي دولة المساواة والأمن والحرية”.
وختامًا، جرى توزيع الشهادات على المشاركين.