خارطة طريق للإدماج في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يواصل مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة CIBL في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال OSB في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، في مسيرته التي يسعى من خلالها إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها النساء في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعمل المركز من خلال حشد أصحاب العمل وممثلي الحكومات والناشطين في المجتمع المدني في جميع أنحاء المنطقة، لتوفير المساعدة والدعم لتحقيق التأثير الإيجابي على الحياة المهنية والمسار الوظيفي لما يقرب من 200 ألف امرأة يعملن في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والرعاية الصحية، والقطاع المصرفي، والمالي.
واحتفل مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة بتاريخ 31 أيار 2022، بإنجاز المشروع التعاوني الذي امتد نحو عامين تحت عنوان “مشروع ساوي لدعم وإسراع إدماج المرأة” (SAWI). ولقد أُنجز مشروع ساوي SAWI بالشراكة مع عدد من المنظمات من الجزائر (Apotheox Business Services) ومن البحرين (ورشة للاستشارات والتطوير) ومن العراق (منظمة تمكين المرأة – WEO) ومن الأردن (شبكة سيدات الأعمال والمهنيات عمان – BBWA) ومن لبنان (الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال LLWB) ومن المغرب (Economia HEM) ومن تونس (Democracy for All)، إلى جانب مجموعة من أرباب العمل الرياديين في قطاعات المصارف والرعاية الصحية والتعليم العالي والعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات.
الحدث الذي أقيم عبر الانترنت، شهد حضور ومشاركة أكثر من 500 شخصية من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين وأساتذة الجامعات ونشطاء المجتمع المدني والمهنيين من جميع أنحاء العالم. وتضمن الحفل كلمات ومداخلات لكلٍ من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ويوسف صيداني عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، والعميد أماني جمال من مدرسة برينستون للشؤون العامة والدولية، والعميد ستيفان بروتوس من مدرسة الإدارة في جامعة أوتاوا، ونائب الرئيس فاطمة الزهراء اللامي من جامعة الحسن الثاني عين الشق بالدار البيضاء في المغرب. ولقد أطلق أعضاء مجلس إدارة مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة CIBL خلال الحدث “خارطة طريق إقليمية للإدماج في أماكن العمل” إلى جانب شبكة من أصحاب العمل الرياديين الذين تعهدوا بمستقبل شامل للجميع ومستدام، من خلال تطوير 112 سياسة وممارسات شاملة للموارد البشرية والإدماج من أجل تحقيق تمثيل ومشاركة المرأة بنشاط وكرامة في الاقتصاد المنظم والرسمي.
وتضمن الحدث نقاشات وحوارات جماعية مباشرة مع خبراء دوليين وإقليميين، أكدوا خلالها على أهمية دور كليات إدارة الأعمال في تسريع إدماج المرأة على مستوى المنطقة، وكيف يمكن أن يساهم تزويد النساء بإمكانية الوصول الكريم إلى التمويل بتوفير أداة للنهوض بنماذج التنمية الاقتصادية الأكثر استدامة، وكيف يمكن لسياسات أصحاب العمل الشاملة للجميع، أن تشكل وسيلة لتعزيز الزخم الإقليمي والعالمي لتحقيق الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وغيرها من المواضيع والمجالات. كما شهد الحدث مشاركات بارزة لقصص وتجارب من الشركاء من بلدان مختلفة وأرباب العمل الذين عرضوا التحديات التي تواجههم وقصص النجاح المحققة.
أُنجز مشروع “ساوي” بتمويلٍ من قبل مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI)، حيث قدمت هذه المبادرة الدعم لعمل المركز بمنح سخية عديدة قاربت 8 ملايين دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية. كما ساهمت MEPI قبل الانطلاق في مشروع “ساوي”، بتمويل مشروع المعرفة قوة KIP ومشروع التجربة الحية الذي أنتج أول مقياس للمشاريع القطاعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيافيما يتعلق بالسياسات والممارسات الشاملة للمرأة في المنظمات المحلية وتوفير المعرفة حول الثغرات الهيكلية في المنطقة وإطلاق مشروع “ساوي”.
وقالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا:” في هذه المنطقة التي تسجل أدنى معدل عالمي لمشاركة المرأة في الأعمال التجارية، يلعب مشروع “ساوي” دوراً أساسياً في زيادة الإدماج الجنساني في مكان العمل”. وأضافت” أنا فخورة بالدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية لمشروع “ساوي” بمنحة قدرها 3.5 مليون دولار من خلال مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MEPI. ويشكل هذا الاستثمار دلالة على التزامنا بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية”.
تعمل كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال OSB في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، على تعزيز التنوع في كل مرحلة وتشكيل التفكير التجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال مشروع “ساوي”.
من جهته قال الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت:” منذ تأسيسها، حافظت الجامعة الأميركية في بيروت على دورها ومكانتها الرائدة في مجالات المعرفة والأنشطة والتغيير. لقد كانت الجامعة الأميركية في بيروت وستبقى دائماً، مؤسسة ملتزمة بالعمل من أجل توفير فرص حقيقية وعادلة وتحقيق المشاركة الفعالة والهادفة”.
يوسف صيداني، عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال قال:” لقد قررنا أن لا نقف وننتظر حدوث التغيير، بل أن نكون أداة وعنصر أساسي للتغيير”. وأضاف” إن مشروع “ساوي” لم يتواجد للنهوض بالنساء الأقل كفاءة أو للحد من تميّز وتقدم الرجال المؤهلين، بل يسعى هذا المشروع، إلى الكشف عن تلك السياسات الغامضة والقواعد غير المدونة والمعايير الملتبسة والممارسات الغير ملحوظة التي تؤدي إلى التحيّز سواء كانت صريحة أو ضمنية”.
على امتداد عامين، عمل مشروع “ساوي” في ثمانية بلدان وأربعة قطاعات مع 90 من أصحاب العمل الشركاء، للمشاركة في إعداد 112 سياسة واستراتيجية للموارد البشرية الخاصة بإدماج النساء. ولقد تم إدراج ما مجموعه 2449 صاحب عمل ونحو 195,400 موظف، وتلقى 866 من صانعي القرار الإقليميين تدريباً على استراتيجيات التوظيف والاستبقاء والترقية الشاملة (RRP) واستراتيجيات الاستثمار من المنظور الجنساني GLI.
من جهتها قالت الدكتورة لمى الموسوي، مديرة مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة CIBL:” إن عملنا في مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة، مرتبط ومدفوع بالتعاون الوثيق مع الشركاء الإقليميين الذين يشاركوننا رؤيتنا لأماكن العمل الشاملة. ولقد منحنا العمل معهم المزيد من الأمل أكثر من أي وقت مضى، الأمل في منطقة تتحقق فيها رؤيتنا هذه”.
وقدم الشركاء من البلدان، إسهامات ومدخلات قيّمة بشأن التحديات التي واجهت مشروع “ساوي” والنجاحات المحققة عبر البلدان والقطاعات، واتفقوا جميعاً على أن البيانات البحثية التي قدمها مشروع المعرفة قوة KIP الذي عمل عليه مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة، شكلت الحجة الرئيسية التي ساعدتهم على إشراك أصحاب العمل في مشروع “ساوي”، فلقد كان أرباب العمل حريصين على معرفة المزيد عن بيانات إدماج المرأة وما تفعله المنظمات للنهوض وتعزيز ممارساتها.
وقالت الدكتورة شارلوت كرم، مديرة مشروع المعرفة قوة “KIP” في لبنان:” في ظل قلة المعرفة بتجارب النساء في العمل الرسمي وممارسات وسياسات الموارد البشرية الشاملة، شعرنا بالعجز! وهذا الواقع المتمثل في “النقص في البيانات” في جميع أنحاء المنطقة، لم يتح لنا سوى القليل من القوة والقدرة لتشكيل وتخطيط مساراتنا للمضي قدماً من أجل توفير العمل الكريم”. وأضافت” إن مشروع “المعرفة قوة”، شكل الروح التي ساهمت في إحياء كل ما نقوم به، والتي تبدو واضحة في منهجنا البحثي التشاركي النسوي”.
لمحة من المنطقة
في البحرين: تلتزم قطاعات مثل التعليم العالي والقطاع المصرفي والرعاية الصحية بالهيئات التنظيمية الوطنية في البحرين، ومن المتوقع أن تتماشى باستمرار مع متطلبات الجهات التنظيمية – من حيث السياسة. لذلك، شكلت مناقشة إضافة مجال جديد للسياسات المتبعة، وهو مجال غير مطلوب من قبل مثل هذه الهيئات المنظمة، عنصراً مثيراً للاهتمام واجهه شركاؤنا في البلد.
وقالت سبيكة الشملان من “ورشة للاستشارات والتطوير”:” كانت إحدى المفاجآت السارة هي رغبة أصحاب العمل واهتمامهم بتحقيق الانعكاس الجيد، عند تحديد مجالات السياسة التي يجب العمل عليها والاهتمام بالتوافق مع الأمثلة والممارسات العالمية”.
في لبنان: اتسمت عملية صياغة السياسات والاستراتيجيات بصعوبة أكبر مع المؤسسات الصغيرة، نظراً للموارد المحدودة المخصصة لمهام الموارد البشرية وهيكلية الموارد البشرية المحدودة المتوفرة.
وقالت سارة أبي عبد الله من الرابطة اللبنانية لسيدات الأعمال LLWB:” إن الوضع الخارجي جعل أرباب العمل، يفقدون التركيز، ولكن تذكيرهم بأهمية صياغة سياسات شاملة ساعد في إعادة ترتيب أفكارهم، إلى جانب أهمية تتبع السياسات وتنفيذها في مواجهة نظرية النزعة الرمزية والشكليات”.
في تونس: شكّل تكوين شراكات مع القطاع العام، أهم التحديات في تونس، الأمر الذي اتسم بالخصوصية والتعقيد، فضلاً عن مركزية القرارات الإدارية وهامش الحرية المحدود للإداريين على مستوى المديرين. كما برزت قضية أخرى مع قطاع المصارف، الذي يتميّز بسياسات داخلية فريدة من نوعها إلى جانب الهيكلية المتبعة في توزيع السلطة، ما يجعل اعتماد السياسة المقترحة أكثر صعوبة.
وقالت أميرة مرزوق من Democracy for All:” تعكس جميع التحديات التي واجهناها، عمق الفجوة بين الجنسين، وتدعونا إلى تكثيف الجهود لتعديل الصورة النمطية”.
في المغرب: لم تشكل دعوة أرباب العمل لمناقشة الإدماج الجنساني تحدياً، لأن أصحاب العمل وصناع القرار المغاربة يدركون جيداً أهمية الاستثمار في أماكن عمل أكثر إدماجاً وشمولية، والعديد منهم يشاركون بالفعل في تنفيذ حلول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ESG.
وقالت منال منال الأبوبي من Economia HEM:” أنا فخورة للإعلان بأنه بناءً على بحث مشروع “ساوي” قمنا بنشر ورقتين، إحداهما حصلت على جائزة أفضل ورقة في فرنسا، وأنا فخورة أيضاً بأن أعلن أننا اتفقنا على تشكيل إتحاد من أرباب العمل المغاربة، ملتزمين بإدماج المرأة ونحن حريصون على مواصلة العمل على ذلك”.
في الأردن: كان طرح مفهوم سياسات التوظيف والاستبقاء والترقية الشاملة، أمراً صعباً. فلقد تم التعامل مع نُظم الموارد البشرية بشكل عام داخل المجتمع الأردني فقط من وجهة نظر جدول الرواتب والأجور. وكان إشراك الشركات في العمل وجعلهم يفهمون قيمة مثل هذا النشاط أمراً صعباً.
وقالت سناء الخصاونة من شبكة سيدات الأعمال والمهنيات عمان-BPWA:” إن أكثر اللحظات التي أفتخر بها حالياً، عندما أستطيع أن أقول إنني جزء من مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة CIBL، وأنني في إطار هذه المسيرة وأن جميع أرباب العمل فخورون بالقول إننا جزء من هذا المجتمع”.
في الجزائر: لم يكن أصحاب العمل على دراية بالفجوة بين الجنسين ولم يدركوا المفهوم بالشكل الصحيح، وشكلت البيانات التي قدمت لهم، مثل مساهمة النساء بنسبة أقل من 20٪ من الاقتصاد، بمثابة صدمة كبيرة لهم، على الرغم من وجود ثقافة مؤسسية تقدر التنوع والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت أمل بلعيد من Apotheox Business Services:”أثّرت الأزمة المتعددة الأوجه التي نمر بها جميعا،ً على جميع البلدان من حيث الديناميات المالية والاجتماعية، الأمر الذي انعكس على المستوى التنظيمي. وكان على اللاعبين الاقتصاديين التركيز على جانب اقتصادي واحد: مرونتهم الخاصة. وكان يتوجب علينا التنافس بشراسة مع أولويات المؤسسات فيما يتعلق بالمرونة والاستمرار، وفي الوقت نفسه تعزيز هذه القضية الأساسية المتعلقة بإدماج المرأة”.
الخطوات التالية؟
يشكل موضوع إدماج المرأة، آلية لتعزيز الزخم الإقليمي لأجندة حلول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG). وخلال الحدث، سلط المستشار الخبير في حلول الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية توماس جيلي، الضوء على كيفية المشاركة الاقتصادية الكريمة للمرأة ومساهمتها في النمو الاقتصادي المستدام والشامل في جميع أنحاء العالم. ومن خلال العمل مع الشركاء من أصحاب المصلحة المتعددين في الأعمال التجارية والأوساط الأكاديمية والحكومة والمجتمع المدني، ننخرط بشكل جماعي في تعزيز المجتمعات الأكثر عدلاً والاقتصادات العادلة في المنطقة. ويدعوكم مركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة CIBL في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال OSB في الجامعة الأميركية في بيروت AUB للانضمام إلى التعهد، والمشاركة في الشبكة المتنامية من المنظمات والمؤسسات التي التزمت بدعم الجهود لتسريع إدماج المرأة في أماكن العمل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إن الاحتفال بما تم إنجازه، يشكل مجرد بداية للتغييرات التي طال انتظارها والتي سيحققها هذا العمل المهم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمجتمع. وتتطلع الجامعة الأميركية في بيروت وكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال ومركز الأعمال والقيادة الشاملة للمرأة والشركاء من البلدان وأرباب العمل وأصحاب المصلحة والجهات المعنية إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة التنفيذ.