بقلم : محمد لمع
الحاج كاظم محمد ابراهيم ، العصامي الذي أعطى العصامية مبنى ومعنى ومنه تعلّمنا كيف يكون التلازم بين الجهد والصدق والعصامية طريقاً إلى النجاح ودّعنا أمس الوداع الأخير …
أبو محمد لست هنا لأرثيك وأنت لم تترك لنا في القلب إلّا وجعاً وفي العين إلا دمعاً وبعضاً من الذكريات …
مسيرة عمرها اكثر من أربعين عاماً مشيناها معاً على طريق التعب والنضال وكنت لي خير أخ وصديق وكنت أنا شاهداً على عصاميتك فمن فرن صغير بنيت صروحاً للمواد الغذائية ، ومن عصاميتك ونضالاتك في سبيل إحقاق الحق ونصرة المظلوم والدفاع عن لقمة العيش تعلمت أنا الكثير … كنت صامتاً حيث يجب أن يكون الصمت وثائراً حين تكون الثورة واجبة وصرخة دائمة مدوية في وجه الإذلال والحرمان .. محباً للناس ومحبوباً منهم لا تدع واجباً إلا وتقوم به ، تأخذ بيد هذا وتساعد ذاك وتراجع مسؤولا هنا وهناك …
أبو محمد عند الموت تنتهي الكلمات ولا تبقى منها سوى الذكريات والأفعال ومن يترك وراءه أبناء وأحفاد أعزاء ورجلاً بحجم وطن وبطلاً مثل اللواء عباس ماليء الدنيا وشاغل الناس لا يموت .. جسده فقط يغيب أما ذكراه ، أما عصاميته فتبقى خالدة على مرّ الزمن …
الله أعطى والله أخذ ولا راد لمشيئته وكل شيء عنده بأجل مسمى …
أبو محمد : لقد كتبت أمس السطر الأخير في رواية هذه الحياة القاسية والمؤلمة .. توجعت وتألمت ، تحملت الوجع والألم بصبر وصمت وتركتنا وحدنا نتابع من بعدك قراءة رواية الحياة إلى أن نطويها …
ليت الموت يدعك تفتح عينيك ولو للحظات لترى الأحبة وقد جاءوا بالاَلاف من مختلف مناطق لبنان يودعونك ولبست الكوثرية التي أحببتهاوأحبتك ثوب السواد وكأنها في موسم الحج او كأن القيامة قامت بها لكثرة من أتوا مودعين …
لقد صدق من قال : إن الموت لا يوجع الموتى .. إن الموت يوجع الأحياء…
أبو محمد إلى اللقاء بعدما جمعتنا الحياة .. لقد رحلت عنّا بجسدك أما ذكراك فستبقى خالدة في نفوسنا وباقية بقاء الموت والحياة .. يكفيك من هذه الدنيا أنك عشت بخوف الله ، لم تؤذ إنساناً ولم تفتئت على حق أحد .. مثال التواضع والانسانية كنت .. الأمانة والمحبة والخير والعطاء كلها خصال تجسدت بك .. حقاً إن الموت سيبقى سراً عميقاً والحياة تبقى السر الأكبر … الشهيد محمد وشقيقه أحمد والحاجة شفيقة ينتظرونك فوق ومعهم الأحبة والأصدقاء ممن سبقوك مجتمعون وبسمة اللقاء على وجوههم .. فوق انتظار وهنا احتضار أتراها معاهدة الموت مع الحياة طلبوك فلبيت النداء …
العزاء كل العزاء لعائلة أنت كبيرها : اللواء عبّاس وشقيقيه شريف وعلي وشقيقتهم وفيقة ولأحفادك محمد وعلي وبلال ولسائر الأحفاد ولكل فرد من افراد العائلة واَل ابراهيم فرداً فرداً ..
كاظم ابراهيم عشت بصمت ، عملت بصمت ، ورحلت بصمت … وداعاً يا كبيراً خسرناه …