تبادل للرؤى والخبرات حول كيفية تنمية ريادة الأعمال في التعليم العالي
استضافت جامعة الروح القدس- الكسليك، للسنة الثانية على التوالي، الأسبوع العالمي لريادة الأعمال (GEW) الذي يُقام كل عام، وذلك ضمن حدث نظمه مركز آشير للابتكار وريادة الأعمال ACIE، بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال في الجامعة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحدث يُقام في 190 بلد للاحتفال برواد الأعمال وتمكينهم، لا سيما الأفراد الذين يواجهون حواجز هيكلية أو لم يفكروا يومًا في إطلاق شركتهم الناشئة. وقد شكّل الحدث مساحةً لاجتماع الأساتذة ومدراء المراكز الحاضنة، حيث جرى تبادل الرؤى والخبرات حول كيفية تنمية ريادة الأعمال في التعليم العالي.
الطاولة المستديرة الأولى
وفي هذا الإطار، عُقدت طاولتان مستديرتان. أدارت الطاولة الأولى رئيسة البرامج التنفيذية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الدكتورة مادونا سلامة أيانيان التي شدّدت على “أهمية هذا الحدث إذ يجمع بين عمداء كليات إدارة الأعمال في أهم جامعات لبنان ومدراء أهم مراكز ريادة الأعمال في لبنان للدخول في محادثات تساهم في خلق المعارف وترسيخ أسس ريادة الأعمال في نمط الإدارة وأنشطة الطلاب وذهنيتهم. ولا بد من التنويه بدور مراكز ريادة الأعمال في قيادة الإبتكار، إذ تشكّل حجر الأساس لتشريع الأبواب وتواصل مختلف أنواع الفكر وجمع مختلف الأطراف المعنية”.
وألقت عميدة كلية إدارة الأعمال الدكتورة دانيال خليفة فريحة كلمة أشارت فيها إلى أنّه “منذ العام 2015، مع العميد السابق للكلية البروفسور نعمة عازوري، تم إدخال ريادة الأعمال إلى مهمة الكلية نظرًا إلى أهميتها في التعليم العالي. ومذاك الوقت، لم ندخّر أي جهدٍ في سبيل إعداد الطلاب وتحضيرهم للعالم الحقيقي وبناء فكر ريادي لديهم، من خلال اعتماد مجموعة متنوعة من البرامج البراغماتية المتعددة الاختصاصات. فعمدنا، أولاً، إلى إدراج مادة ريادة الأعمال في برنامج الإجازة في الإدارة إيمانًا منّا بأنّ التعليم الريادي هو ضروري لتعزيز الموقع الريادي وتحسين المهارات والمعارف. كما جرى تأسيس مركز أشير للابتكار وريادة الأعمال في العام 2017 بهدف دعم روّاد الأعمال عبر تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل وفرص التدريب… ويُضاف إلى ذلك دعم مختلف الكليات للبرامج البحثية التي تُعنى بشتى جوانب ريادة الأعمال، من مثل ريادة الأعمال التكنولوجية والاجتماعية، المرأة وريادة الأعمال… وتنظيم المؤتمرات الدولية والمعارض والندوات الريادية لتبادل الخبرات. كذلك، اعتمدت الكلية التعليم التنفيذي من خلال برنامجين، الأول البرنامج التنفيذي “الاستراتيجيات والأداء في مجال الأعمال مع كارلوس غصن”، والثاني برنامج “she leads” مع جمعية السيدات القياديات. هذا ويعالج هذان البرنامجان تحديات عالم الأعمال الحقيقي ويقدمان مقاربة جديدة للتعليم وحل المشاكل والقيادة”.
هذا وتخلل الطاولة الأولى مداخلات لكل من: عميد كلية إدارة الأعمال في المعهد العالي للأعمال السيد ماكسانس دويو؛ عميد كلية عدنان القصّار لإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور وسيم شاهين؛ عميد كلية سليمان العليّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور يوسف صيداني وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة اليسوعية الدكتور فؤاد زمكحل. وقد دعا المجتمعون إلى تعزيز التعاون المتبادل بين الجامعات المرموقة في لبنان. كما تبادل العمداء رؤيتهم حول كيفية دمج ريادة الأعمال في البرامج وغرس الفكر الريادي في الطلاب. وتم تسليط الضوء أيضًا على الحاجة إلى التركيز على أنّ المهن الريادية هي مطلوبة وممكنة وقد تكون أفضل من خيار التوظيف في القطاع العام أو الخاص. وشددوا على ضرورة تغيير المجتمع لنظرته السلبية تجاه إخفاقات الشركات الناشئة واعتبارها مجرد تجارب ريادية.
الطاولة المستديرة الثانية
ثم انعقدت الطاولة المستديرة الثانية أدارتها مديرة مركز آشير للابتكار وريادة الأعمال ACIE في جامعة الروح القدس- الكسليك الدكتورة نانسي صليبا، مشددةً على “أهمية الجامعات الحاضنة ومراكز الابتكار ودورها في تقديم الخدمات وبرامج الدعم المتعلقة بريادة الأعمال إلى الشباب والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم بغية تطوير أفكارهم الابتكارية، بما في ذلك سهولة الوصول إلى المختبرات ومصادر التمويل ونقل المعارف والروابط إلى موارد التعليم العالي والشركاء الإستراتيجيين”.
وجمعت هذه الطاولة مدراء المراكز الحاضنة لريادة الأعمال في الجامعات في لبنان، وهم: مدربة إدارة الأعمال المعتمدة في مركز CentreMine وفي مركز الوظائف والابتكار وريادة الأعمال في الجامعة اللبنانية السيدة ليندا عشقوتي؛ المديرة المشاركة في Talal and Madiha Zein-AUB IPark الدكتورة مها زويهد؛ مديرة مركز ريادة الأعمال ومكتب التوظيف في الجامعة اليسوعية الدكتورة أورسولا الحاج؛ مديرة معهد العائلة وإدارة الأعمال الريادية ورئيسة قسم دراسات الإدارة في كلية عدنان القصّار لإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتورة جوزيان سريح ومدير Smart ESA السيد سليم ياسمين. وقد تم تبادل الخبرات بين المدراء وسلّطوا الضوء على التحديات الأساسية لبناء مجتمعات تؤمن بريادية الأعمال وتنمية مهارات القيادة والابتكار وسط الأزمة الحالية وقيود التمويل.
وبالتزامن مع الحدث، أقيم معرض سلّط الضوء على قصص نجاح الطلاب حيث عرض رواد الأعمال الشباب من مختلف المراكز الحاضنة المشاركة لشركاتهم الناشئة ومشاريعهم التي تم بناؤها بدعم من جامعاتهم ومراكزهم.