بقلم: صولانج الراسي، رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في تلفزيون الآن
يشكل جيل الشباب الثروة الأهم للدول، حيث تمثل طاقتهم وعزيمتهم محركاتٍ للنماء والتقدم. ويتيح التوظيف الأمثل لإمكانات الشباب تحويل التحديات إلى فرص، وتحقيق إنجازات تعد مستحيلة، ودفع عجلة تطور الدول وازدهارها.
ويضطلع الشباب بأدوار محورية ضمن مجتمعاتهم بفضل تعليمهم المتقدم، وإجادتهم لاستخدام أحدث تقنيات الاتصال المبتكرة، ومواكبتهم للابتكارات العلمية. وتكتسب عملية إشراك الشباب أهميةً كبيرة في تحديث الممارسات والمنهجيات وآليات العمل وتقييمها من منظورٍ جديد.
ويتطلب تعزيز الثقة لدى الشباب منحهم منصاتٍ للتعبير عن آرائهم ومناقشة أفكارهم، والتحدث إلى جمهورٍ من شريحة الشباب. واليوم، يحظى الشباب بحضورٍ مؤثر على مجموعةٍ من المنصات، ويحرصون على متابعة أقرانهم من المؤثرين والسياسيين والنُشَطاء والممثلين والكُتاب وغيرهم. ويتيح الإعلام العربي عدداً من المنصات لنقل صوت الشباب، ومن ضمنها “Tele Thérapie”، وهي منصةٌ تقدم جرعات أمل وتفاؤل يومية عبر مشاركة القصص الملهمة للشباب العربي ضمن سلسلةٍ من الحوارات التي تتطرق إلى مواضيع تشغل اهتمامهم. وتشهد جلسات هذه المنصة مشاركة خبراء بارزين لتسليط الضوء على التحديات وطرح الحلول الفعالة لها.
وتمثل هذه المنصات مصادر إلهام لجيل الشباب من خلال مشاركة أفكار وتجارب ومعارف وأعمال أقرانهم، والقصص التي يمكن أن تقدم للشباب التوعية والإرشاد والدعم في تحقيق أهدافهم بمنهجياتٍ مبتكرة. كما تعرض هذه المنصات تجارب الشباب في تجاوز العقبات والتحديات، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ويعد رفد الشباب بالفرص والمنصات لتقديم رؤاهم وطروحاتهم ونصائحهم نقلةً نوعية، إذ أن ذلك يمنحهم حرية التعبير عن أنفسهم وأفكارهم وقيمهم. وينعكس هذا النهج بشكل إيجابي على النماء الشخصي والاجتماعي للأفراد، وهو ما يوجب علينا الاضطلاع بمسؤولياتنا في بناء بيئةٍ آمنة تمكِّن الشباب من التواصل بحرية والمشاركة بحواراتٍ هادفة. إنَّ إتاحة بيئةٍ حاضنة وآمنة ودامجة للشباب تقلل احتمالية ممارستهم عاداتٍ سلبية، وتقدم لهم التحفيز والإلهام للمضي قُدُماً في تحقيق أهدافهم. ويمتلك الشباب إمكاناتٍ هائلة للإبداع والابتكار، وقيادة مسارات التغيير نحو الأفضل، ولعب دورٍ ريادي في الاستجابة للتحديات التي تلقي بظلالها على العالم.