بقلم: إبراهيم عواضه
إرحلوا، لقد انجزتم مهمتكم بنجاح منقطع النظير ودخلتم موسوعة “غينس” في الكذب والخداع والفساد والسرقات، وتفوقتم على أعتى جمهوريات الموز وقادتها في تطبيقات السياسات المدمرة للشعوب وللأوطان.
إرحلوا، وارحموا من بقي من ناس هذا الوطن، إرحموا هذا الشعب المدجن طائفياً ومذهبياً الذي اذليتموه في حياته وفي معيشته على امتداد سنوات طويلة إلى ان أوصلتم الاكثرية الساحقة من شعب لبنان ” العظيم ” إلى أقصى معدلات الفقر والعوز ورميتم به في بحر من الأزمات التي لا تنتهي إلاّ برحيلكم.
نعم عليكم الرحيل، يكفيكم ثلاثين سنة من الممارسات الفوقية والمتاجرات السياسية والتلاعب بمشاعر الناس الطائفية والمذهبية للمحافظة على مواقعكم السياسية التي تعطيكم حق المشاركة في تقاسم “كعكة ” البلد المالية والإقتصادية” .
ثلاثون عاما حكمتم وتحكمتم فيها بالبشر وبالحجر، ثلاثون عاماً كانت كافية لنهب المال العام وسرقة مدخرات اللبنانيين وتقاسم المغانم بين قوى سياسية متناحرة فوق السطح ومتحالفة تحت السطح.
حسناً، نبارك لكم انتصاركم على شعب طائفي مذهبي يقدس الزعيم ويقتل من أجله، في حين أنه يسكت على أبسط حقوقه.
شعب يثور من أجل 6 سنتات فرضت على تطبيقات الواتس أب، بينما يسكت على سعر دولار يداعب حالياً سقف الخمسين ألف ليرة. شعب يرضى بالذل كرمى الزعيم والطائفة فيقف لساعات للحصول على رغيف خبز أو غالون بنزين. شعب يسكت عن سرقة مدخراته، وعن حقه في الطبابة والإستشفاء، فيموت على أسوار المستشفيات وأمام الصيدليات.
.. نعم إنها مأساة شعب ووطن سرق ونهب من الداخل إلاّ أن السارق لا زال حراً طليقاً أو أقله “ مجهل” في حين أن المسروق يبقى الضحية والورقة الضعيفة في عالم المصالح وتقاسم المنافع.
” إرحلوا” فقد أتممتم المهمة على أكمل وجه، خزائن الدولة أُفرِغت تماماً، أموال ومدخرات اللبنانيين هُدِرَت واستُبيحت ولا من يحاسب، مؤسسات الدولة تحولت إلى محميات لهذا وذاك، الفقر بلغ أعلى درجاته ولقمة عيش الفقير باتت صعبة المنال. البطالة على أوجها والفوضى تتربص في كل أطراف المجتمع، كل ذلك حصل ويحصل من دون أن تسجل لكم ولو نقطة إيجابية في إصلاح أو في عمل أنجزتموه .
تحلّوا بالشجاعة، واعترفوا بخطاياكم، وارحلوا قبل أن تغرق السفينة بكل ما حملت..