اختتمت اليوم الأحد فعاليّات الـمؤتمـر الـدَّولـي العلمي: مؤتمر الشرق الاوسط للدراسات المعاصرة – الدورة الثامنة والذي عُقد يومَي السبت والأحد 07-08 كانون الثاني من العام 2023 افتراضيًا عبر تقنيّة الزوم، وهو من تنظيم: معهد التنمية الاقتصادية والبحوث الإجتماعية (IKSAD) في تركيا الذي يرأسه الدكتور مصطفى لطيف آماك، بالاشتراك مع الجامعة الاسلامية في لبنان ممثلةً بالدكتور محمد أحمد فرحات، جمعية المبدعين اللبنانيين ممثلةً بالدكتور جمال مسلماني، نقابة تكنولوجية التربية ممثلةً بالنقيب ربيع بعلبكي وشبكة الحوكمة والتحول الرقمي في لبنان ممثلةً بمنسقها العام البروفيسور نديم منصوري.
وقد ترأس المؤتمر فخريًا الدكتور محمد أحمد فرحات ممثلًا الجامعة الاسلامية، وتولت الدكتورة فيولا مخزوم رئيسة قسم الادارة في الجامعة الاسلامية رئاسة اللجنة التنظيمية، أما اللجنة العلمية فقد ترأسها الدكتور محمد رمال من جامعة القديس يوسف في بيروت. وقد شارك في فاعليّات المؤتمر حوالي 193 باحثًا من 25 دولة قدموا أبحاثًا من ضمن محاور المؤتمر وكانت ذات قيمة علميّة هامة جدًا. وقد ركز البيّان الختامي للمؤتمر على أنّ البحث الجيد هو الذي ينطلق منذ البداية بشكل جيد باختيار الموضوع الأفضل والعنوان الأنسب، ويطرح الإشكاليات والفرضيات بوضوح ودقة تامة ويصل في الأخير إلى وضع نتائج متكاملة تجيب على كل الإشكاليات والفرضيات وتقترح حلولا لها. كما ان الباحث يؤدي أدوارًا هامة في إعداد مختلف البحوث العلمية وتحسين مستواها وتمتين أدبياتها، ولهذا يتوجب أن تتوافر فيه العديد من الصفات، ومنها الاستعداد النفسي والفكري أي الرغبة الفعلية في الكتابة وحب البحث العلمي وقوة الملاحظة والتحمل والتركيز، بالإضافة لتمتعه بالمسؤولية والأمانة العلمية والأخلاق وتقبل أراء الآخرين، وإتقان اللغة والتمييز بين المناهج العلمية وكيفية استخدامها والمواشجة بينها.
أما التوصيّات الصادرة عن المؤتمر فكان أبرزها حول إيلاء عناية خاصة بمادة منهجية البحث العلمي من خلال تكثيف الحجم الساعي لتدريسها عبر جميع مراحل التكوين الجامعي والأكاديمي ولكافة التخصصات. بالاضافة الى تحديث آليات ومناهج التدريس والتقويم في الجامعات والابتعاد عن الحفظ والتلقين من خلال التشجيع على القراءة والمطالعة والاهتمام بالجوانب التطبيقية التي ترتقي بمستوى الباحثين. وكذلك، التركيز على البُعد النوعي في إعداد البحوث الجامعية عوضاً عن التركيز على البُعد الزمني. ولا ننسى أهميّة الإنفاق الرسمي على البحث العلمي، وجعل مخصصاته هي الأكبر والأولى في الميزانية الحكومية السنوية وتحسين التمويل العلمي، ليتفرّغ الباحث لتنمية ذاته علميًا ومعرفيًا وفكريًا، على أن توضع ضوابط صارمة في مكافآت الباحثين المادية، وأيضا زيادة مكافآت السادة الأساتذة ليمنحوا المزيد من جهدهم وأوقاتهم للباحثين الشباب على مستوى التوجيه والإشراف.