أصدرت مؤسسة عامل الدولية بياناً تضامنياً مع ضحايا وجرحى ومكلومي الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا بقوة، مخلفاً آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين، وامتد أثره إلى لبنان ودول محيطة، مؤكدة أن المصاب الذي حلّ بالناس بشعب البلدين في ظل الحرب والظروف الاقتصادية والمناخية يشكّل كارثة إنسانية كبرى علينا جميعاً الاستجابة لها بكل ما أتيح لنا من امكانيات بشرية ومادية ولوجستية.
وأشارت المؤسسة إلى أنها تقوم حاليا بالتشارو مع شركائها المحليين والدوليين لإيجاد السبل الأنجع للمساهمة في لملمة الجراح ومساندة الناس الذين يعانون ظروفاً مأساوية غير مسبوقة، فالزلزال الذي تسبب بخسائر بشرية مهولة، لم تحدد حصيلتها النهائية حتى اليوم، أدى إلى تدمير مئات المرافق الخدماتية (الصحية والتعليمية وغيرها) وآلاف المنازل وتشريد الآلاف من الأشخاص، فيما كانت الثلوج تتساقط خلال طيلة الأيام الماضية، ولا يزال السكان خارج منازلهم خوفاً من الهزات الارتدادية التي لا تزال مستمرة بدرجات متفاوتة.
إن الاحتياجات الإنسانية بالغة ولا يمكن تجاهلها تحت أي ذريعة كانت، وخصوصاً الذرائع السياسية التي لا تولي أي حرمة للكارثة الإنسانية وحجمها، ويجب أن نترفع عنها في ظروف كهذه، وأن نقدم كل شكل ممكن من أشكال التضامن مع كافة المناطق المتضررة من دون استثناء، فالزلزال الذي ضرب مناطق تعاني أصلاً آثار الحرب السورية الطاحنة التي تستمر منذ أكثر من عشر سنوات، قد عمّق معاناة الناس الذين يكافحون بأبسط الوسائل المتوفرة للصمود، وخلّف حاجات سيكون من الصعب جداً الاستجابة لها من غير تضافر دولي.
وأعلنت “عامل” في بيانها أن امكاناتها كلها، والمتمثلة بمراكزها الـ30 وعياداتها النقالة وفريقها الذي يضم 1500 متفرغاً، جميعهم يعملون اليوم من أجل صون فكرة واحدة وهي صون كرامة الإنسان وحقوقه ومحاربة كل أشكال التمييز والظلم في لبنان وعبر فروعها الموجودة في دول أخرى، وأنها لن تتوانى عن القيام بدورها اتجاه ضحايا الزلزال، سواء في سوريا أو تركيا.
وناشد البيان كل دول العالم ومنظماته الإنسانية والإغاثية للإسراع في تقديم المساعدات العاجلة للحدّ من آثار هذه الكارثة الإنسانية الطبيعيّة التي حلّت بالبلدين، التزاما بتطبيق الإرشادات المتعلقة بتسهيل وتنظيم المساعدات الدولية للإغاثة والانتعاش الدولي في حالات الكوارث، كما توجه بنداء للدول العربية للقيام بواجبها نحو سورية التي تعرضت لسنوات مدمرة من الحرب والحصار والعقوبات مما يضعف قدرتها على مواجهة آثار هذا الزلزال الكارثي، فأمام هول الحدث لا يمكن أن نفق متفرجين، ولا يمكن أن نتخلى عن واجبنا ودورنا في مساندة الناس وحماية حقهم بالحياة والكرامة أينما كانوا حول العالم ومهما كانت خياراتهم وانتماءاتهم.