إنها مرحـلة النمـو والازدهـار
علي العبد الله هو الرئيس التنفيذي لمجموعة أماكو اللبنانية – العالمية المتخصصة في صناعة وتزويد آلات الورق الصحي
أجرت مجلة Tissue World Magazine، وهي من أبرز المجلات العالمية الرائدة في قطاع الورق الصحي، مقابلة مع رئيس مجموعة أماكو اللبنانية – العالمية علي محمود العبد الله وذلك في إطار تقريرها السنوي الخاص بصناعة الورق الصحي حول العالم. وحمل هذا التقرير الخاص عنوان “المراجعة السنوية للعام 2022”. وشملت المقابلات في هذا التقرير إضافة إلى العبد الله، ثلاثة من كبار قادة صناعة الورق الصحي العالمي. وتناول اللقاء مع العبد الله مختلف المستجدات والتطورات في صناعة الورق الصحي، إضافة إلى التوجهات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وهنا أبرز ما جاء في اللقاء مع العبد الله:
فرص وتحديات الـ 2023
يقول العبد الله إن صناعة الورق الصحي والمناديل الورقية شهدت عامي 2021 و2022 ظهور بيئة أعمال مختلفة جدا عن الأعوام السابقة. ويضيف: “لا شك أن ثمة أسباب لهذا التغيّر الذي شهدناه، ومن أهمها وجود نقص على مستوى سلسلة التوريد المتعلقة بـ “لب الورق” Pulp من جهة ولفائف الورق الكبيرة أو “الجامبو” Tissue Paper Jumbo Rolls من جهة أخرى. وهذا الأمر يذكرنا بتجربة مشابهة شهدناها عامي 1994 و1995 عندما تخطى سعر طن “اللب” 1000 دولار، فيما تخطى سعر اللفائف الكبيرة “الجامبو”، نحو 2200 دولار. لكن بعد ذلك بعدة سنوات عادة الأمور إلى طبيعتها. وهذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على نمو أعمال مصانع تحويل الورق الصحي والمناديل الورقية، ما يحدّ من تطورها ونموها. وبشكل واضح أثر ذلك على المصانع التي لم تتمكن من العمل بكامل طاقتها نظرا لعدم وجود لفات الورق الصحي “الجامبو” الكبيرة”.
ونتيجة لذلك يضيف العبد الله، سجلت ربحية مصانع تحويل الورق الصحي خلال هذه السنوات معدلات أقل مقارنة بتلك التي تم تسجيلها في السنوات السابقة، وجاء ذلك أيضا نتيجة تصميم الشركات على الاحتفاظ بحصصها السوقية. ومع ذلك، يجزم العبد الله أن عام 2023 سيشهد تغيّرات في سوق تحويل الورق الصحي والمناديل الورقية، وبشكل إيجابي لمصلحة كامل القطاع. وإن الشركات المتخصصة في هذا المجال ستحقق النمو والأرباح نظرا لوفرة لب الورق الصحي ولفات “الجامبو”.
أما عن الفرص والتحديات التي سيشهدها العام 2023، فيقول العبد الله: “سنشهد نموا في مصانع المناديل الورقية، وبمجرد توفّر كمية كافية من “اللب” Pulp، سينعكس ذلك أيضا بشكل إيجابي على مصانع المناديل الورقية ومعدلات ربحيتها”. ويضيف أنه سيكون أمام مصانع تحويل الورق الصحي العديد من الخيارات من عدة مصادر وبشروط وأسعار أفضل، وهو ما سينعكس على هوامش ربحيتها. ويقول: “جميع محوّلي الورق الصحي الذين يتمتعون برؤية قوية وعقلية مصمّمة على تطوير الأعمال، يواصلون تطوير أعمالهم استعدادا للعام المقبل، ليكونوا جاهزين لمرحلة الوفرة على مستوى لفات ورق “الجامبو” التي ستبدأ بالوصول قريبا. هذا مع العلم إن انخفاض أسعار المواد الأولية لا يعكس كثيرا” على سعر المنتج النهائي، وهذا الأمر يفتح آفاقا وفرصا لمشاريع جديدة حتى للمصانع القديمة لتتمكن من تطوير أعمالها وتجهيزاتها وآلاتها ومعداتها ورفع طاقتها الإنتاجية”.
الاتجاهات العالمية
وحول الاتجاهات الرئيسية للأسواق، يقول العبد الله: “أما على مستوى استهلاك الورق الصحي والمناديل الورقية في العالم والاتجاهات التي نراها في الأسواق، ثمة تباينات كبيرة بين البلدان. في أوروبا على سبيل المثال، يعتبر “نظام اللف” Rolling System الخاص بها أساسيا في القطاع، أما في الشرق الأوسط فلا تزال المصانع تعتمد نظام قص وطي المناديل الورقية بتقنية V Interfolding بشكل أوسع. في السنوات الأخيرة شهد نظام اللف الأوروبي نموا كبيرا خصوصا على مستوى لفة الـ “ماكسي” Maxi Roll و”السحب المركزي” Center Pull وورق المطابخ سواء كان صناعيا أم منزليا. وقد تم تسجيل نمو ملحوظ يفوق النمو المحقق في الأعوام الماضية، خاصة وأن نظام الطي يعتبر مستخدما بشكل أكبر على صعيد مناديل الوجه. كما نلاحظ انتشار مناديل الوجه الورقية في “العبوات بالنايلون” Soft Pack أكثر مما نراها في “علبة الكرتون ” Carton Duplex الذي تراجع خلال الأعوام الماضية”.
ولهذه الأسباب يضيف العبد الله فإن معظم مصانع تحويل الورق الصحي في الشرق الأوسط والخليج تعتمد الان بشكل اكبر التغليف بالنايلون لمناديل الوجه. ويقول: “بطبيعة الحال، يأتي الارتفاع في إنتاج مناديل الورق على حساب إنتاج المناديل المخصّصة للوجه في علب الكرتون. إضافة إلى ذلك، يشهد سوق ورق النقش المزدوج المخصّص لليدين نموا كبيرا في المنطقة ويتزايد استهلاكها في المؤسسات. ومع ذلك، فإن عددا قليلا من شركات تحويل الورق الصحي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينتج الورق الذي يتمتع بـ “التصفيح” Lamination وبـ “وحدة النقش المزدوجة” Double Embossing Unit. ومن المتوقع أن يزداد الاستهلاك في هذا المجال خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي بات فيه تصنيع مناديل اليد ذو “النقش الفردي وبدون التصفيح” أكثر انتشارا. وهذا يرجع إلى حقيقة أن هذا الورق الصحي يحتل المرتبة الأولى في السوق، فضلا عن عوامل أخرى مثل السعر والتكلفة”.
ويتابع العبد الله قائلا: “في مصر على سبيل المثال، تركز الاستهلاك خلال الأعوام الماضية على مناديل الجيب. وتم تسجيل تطورات على مستوى معدل نمو استهلاك المناديل الورقية وارتفاع في عدد المصانع والآلات التي تنتشر فيها آلات قص وطي المناديل الورقية Interfold. وقد انعكس هذا التطور، في ارتفاع استهلاك ورق الـ Interfold وانخفاض استهلاك مناديل الجيب. ويتابع قائلا إنه من الضروري الانتباه إلى أن استهلاك الورق الصحي ارتفع خلال انتشار جائحة كوفيد – 19، وشهدت مصانع تحويل الورق ومطاحن الورق أوضاعا ممتازة خلال العام 2020”.
التكنولوجيا تدعم النمو
وحول التوجهات التي شهدها القطاع، يقول العبد الله إن التطورات التكنولوجية والرقمية إضافة إلى التجارة الإلكترونية، ساعدت على تنمية أعمالنا في مجموعة أماكو خصوصا خلال جائحة كوفيد – 19، وأعطانا دفعة كبيرة للأمام. ويضيف: “تمكنا من تطوير مقاربتنا وابتكاراتنا الموجّهة للأسواق بهدف مساعدة زبائننا “عن بُعد” Remotely عبر الإنترنت، خصوصا خلال تركيب وتشغيل الآلات التي نزوّدهم بها، بينما كنّا في السابق نسافر لزيارة الشركات في مختلف البلدان بهدف تقديم المساعدة بشكل مباشر”.
ويشرح قائلا: “بسبب جائحة كوفيد – 19، بتنا ملزمين بمواكبة التكنولوجيا الرقمية أكثر من أي يوم مضى، وقمنا بتطوير فريقنا على هذا الأساس ليكون فعالا في تنفيذ المهمات بنجاح. لقد تمكنا من تركيب وتشغيل العديد من الآلات بشكل متزامن في بلدان مختلفة، وهذه التجربة الناجحة ساعدتنا بشكل كبير، ومنحتنا الوقت المطلوب لتنمية أعمالنا. ومن الضروري الانتباه هنا، إلى أن الفرق الفنية التابعة لمجموعة أماكو عاودت نشاطاتها على صعيد زياراتها الميدانية للمصانع في مختلف البلدان، وبذات الوقت يمكن عند الحاجة إجراء زيارات عن بُعد عبر الانترنت إلى مختلف المصانع حول العالم”.
التوقعات المستقبلية
وحول التوقعات والاتجاهات المستقبلية للقطاع، ختم العبد الله قائلا: “على مستوى التوقعات لعامي 2023 و2024، نعتقد أننا أمام مرحلة من النمو والازدهار في عالم الورق الصحي، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. ومن اليوم حتى أوائل العام 2024، سنشهد ارتفاعا في إنتاج المصانع في بلدان الشرق الاوسط و الخليج بنحو 550 طن يوميا خصوصا مع إطلاق ثلاثة مشاريع جديدة. وثمة مشاريع أخرى يمكن أن تتجسّد على أرض الواقع في البلدان العربية، وهذا يُساهم في تحقيق الوفرة على صعيد لفائف ورق “الجامبو”. مع العلم أن هناك العديد من مصانع عجين الورق التي باتت تصدّر إلى مختلف دول العالم نظرا لانخفاض تكلفة الإنتاج، وهذا منح الأسواق فرصة لإطلاق العديد من المشاريع والمصانع الجديدة في مختلف أسواق العالم”.