بقلم الأستاذ محمد سقعان، مدير الحسابات الرئيسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “جونسون كونترولز”
تتحمّل الدول والشركات في جميع أنحاء العالم مسؤولية خفض انبعاثاتها الكربونية، وقطاع الفنادق والضيافة ليس باستثناء. وتشير دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة “تريب ادفايزر” بأن السياح أنفسهم يحرصون على الالتزام بالبيئة النظيفة، حيث إن 62% من المسافرين يفضلون الفنادق والطعام والمواصلات الصديقة للبيئة، وتقول الدراسة بأن 69% من المشاركين في الدراسة قالوا بأنهم يعتزمون اتخاذ خيارات سفر أكثر مسؤولية تجاه البيئة في المستقبل.
ومع قيام السياح والمسافرين باتخاذ خطوات بأنفسهم، ماذا يعني ذلك لقطاع الفنادق والضيافة؟ إن شركات الضيافة كذلك تقوم بتنفيذ مبادرات وممارسات تشغيلية مستدامة للحد من انبعاثات الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية الحيوية. كما تركز العديد من هذه الشركات على تعديل العمليات التشغيلية مثل التقليل الاستباقي للطاقة والاضاءة واستخدام المياه، إلى جانب تحسين التحكم في المناخ من خلال أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء الصديقة للبيئة.
وتتمثل النتيجة الايجابية لهذه المبادرات التشغيلية المستدامة في تحسين توفير التكاليف وتعزيز العوائد الإجمالية للقطاع. وتشير دراسة أجرتها شركة “فورستر ريسيرش انك” إلى أن شركات الضيافة التي تطبق عمليات التدفئة والتهوية وأجهزة تكييف الهواء المستدامة وغيرها من العمليات اليومية قد حققت فوائد في مجالات عدة مثل تحسين الكفاءة بنسبة (83%) والامتثال التنظيمي (76%)، والقدرة على جذب ولاء النزلاء (75%)، وتوظيف وإبقاء الموظفين (72%) ونمو الإيرادات بنسبة (58%).
وبحسب تقرير عن القطاع، فإن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء هي المحركات الرئيسية لانبعاثات الكربون في قطاع الضيافة. وكما هو معلوم فإن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الفنادق تساهم بأكثر من 3.47 ميغا طن من انبعاثات الكربون سنوياً وتستهلك أكثر من 40% من إجمالي انبعاثات الكربون سنوياً وتستهلك أكثر من 40% من إجمالي استهلاك الطاقة للمباني. واستناداً إلى ذلك هناك إمكانية كبيرة لتعزيز كفاء الطاقة في الفنادق من خلال تطبيق الحلول الفعّالة.
ولذلك تستخدم العديد من المؤسسات العاملة في القطاع حلول ذكية ومستدامة من شأنها أن تقوم بتحسين كل جانب في العملية وهي تحديث المعدات والأجهزة في المباني، وتوظيف التقنيات التي تزيد الانتاجية وتوقع الاستخدام الكلي للمياه، وتطبيق أنظمة الطاقة المتجددة لخفض انبعاثات الكربون. وقام معظم هذه المؤسسات باختيار مجموعة “جونسون كونترولز” من معدات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء التي توفر التحكم الفعال والموثوق في المناخ إلى جانب أنها فعالة من حيث التكلفة بالإضافة إلى الكفاءة المستدامة. وتمتاز مبردات “يورك” YORK من “جونسون كونترولز” بالكفاءة والذكاء لتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات، كما تساعد في خلق بيئة أكثر راحة واستدامة داخل المباني. وتوفر مبردات الهواء ومبردات الماء ووحدات التكثيف ومبردات الامتصاص درجة الحرارة المحيطة ما يساهم في تخفيض تكاليف الطاقة.
وبينما يسعى قطاع الضيافة إلى خفض انبعاثات الكربون، يقود قطاع الرعاية الصحية المسيرة باستراتيجياته المبتكرة لتحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية. وعلى النطاق العالمي، تساهم أجهزة الرعاية الصحية بأكثر من 4% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. وبالنسبة لمعظم الدول الصناعية، يقترب هذا الرقم من 10% من الانبعاثات المحلية، ولذلك يتعيّن على قطاع الرعاية الصحية تحسين الاستدامة البيئية، ومعالجة أهداف الكربون الصفرية، وتعزيز كفاءة عمليات المباني.
وبدأ صناع القرار في قطاع الرعاية الصحية يدركون أهمية اعتبار الاستدامة أولوية تنظيمية وليس مجرد شرط امتثال، وأنها عامل تمييز تنافسي لمؤسساتهم. وبحسب دراسة “فورستر ريسيرش انك”، فإن مؤسسات الرعاية الصحية التي طبقت حلول مستدامة حققت فوائد في العديد من مجالات أنشطة مؤسساتهم. ومن أهم هذه الفوائد، تحسين خفض النفايات بنسبة (87%)، وتحسين الامتثال التنظيمي بنسبة (87%) وتحسين الكفاءة بنسبة (81%)، وتوظيف وإبقاء الموظفين بنسبة (83%).
وقد أصبحت مؤسسات الرعاية الصحية أكثر مسؤولية، بتبني العديد منها حالياً تدابير صديقة للبيئة مثل تصميم المباني الخضراء وأنظمة التدفئة وتكييف الهواء التي يتم التحكم فيها فضلاً عن استهلاك الطاقة النظيفة والمتجددة. وبالإضافة إلى أن هناك الكثير من المؤسسات التي تعمل على زيادة حصة الطاقة النظيفة والتحول إلى المركبات الكهربائية بالكامل، والابتكار في الأدوية وتطوير منتجات الجيل التالي التي تعمل على خفض انبعاثات الكربون.
كما تعتمد العديد من مؤسسات الرعاية الصحية على “جونسون كونترولز” في توفير رعاية طبية جيدة للمرضى دون المساومة على النتائج السريرية والكفاءة التشغيلية. وحيث أنها رائدة في توفير أنظمة طبية متكاملة، تقوم “جونسون كونترولز” بتطوير حلول تناسب احتياجات المؤسسات. ويساعد نهجهم وحلولهم المدعومة بالبيانات في تطوير بيئات علاجية تلبي احتياجات المرضى والموظفين والزوار.
وباختصار يمكن للتخطيط الاستراتيجي في الاستدامة والاستثمار في كفاءة الطاقة أن يساعد قطاع الرعاية الصحية والضيافة في الوصول إلى أهدافها المتمثلة في تطوير عملياتها وتحسين تجربة المرضى وتعزيز أنشطتها.