تم تصنيف مدينتي أبها والطائف على أنهما وجهتان محليتان مفضلتان لدى المواطنين السعوديين لقضاء العطلات، وذلك وفق التقرير السعودي الرئيسي لعام 2023 الصادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك.
وجدت شركة نايت فرانك في استبيانها الذي أجرته بالشراكة مع شركة YouGov والذي شمل 498 أسرة وطنية سعودية، أن المواطنين السعوديين يتنقلون كثيرًا داخل المملكة خلال سفرهم، إلا أنّ بعضهم يؤجل سفره أيضًا بسبب ارتفاع التكاليف، الأمر الذي سيشكّل عقبة كبيرة يجب التغلب عليها في حال تعين تحقيق إستراتيجية السياحة في المملكة بنجاح.
من المتوقع أن يؤدي التوسع السريع للعروض المرتبطة بالضيافة في جميع أنحاء البلاد دورًا مهمًا في تعزيز السياحة المحلية، حيث تتوقع شركة نايت فرانك أنها ستُشكل جزءًا رئيسيًا من مستقبل قطاع الضيافة في المملكة الذي يُعد مجالاً مزدهرًا بالفعل.
أوضح فيصل دوراني، الشريك ورئيس أبحاث الشرق الأوسط، قائلاُ: “لكي تزدهر السياحة المحلية في المملكة العربية السعودية، يجب إيلاء العناية والاهتمام لتطوير عوامل الجذب في المدن التي من الدرجة الثانية والثالثة في حال تسنت لها المنافسة والازدهار، إلى جانب كافة عروض الضيافة للمشروعات الضخمة الجديدة. إضافةً إلى ذلك، في ظل وجود نسبة قدرها 28% من السعوديين من الجيل زد ممن يسلطون الضوء على ارتفاع التكاليف (بوصفها عائقًا يحول دون السفر المحلي، فلا تزال هناك فرصة لتطوير خيارات إقامة أكثر فعالية من حيث التكلفة.
“فكّر في مواقع التخييم الفخمة ونُزل الشباب والفنادق التي من فئة 3 نجوم، التي ستشكل نسبة قدرها 17% فقط من إجمالي معروض الغرف الفندقية بحلول عام 2030، وتجدر الإشارة إلى الحساسيات الثقافية وأوجه التكيف التي قد تكون مطلوبة”.
الولاء للعلامة التجارية الدولية
مع توقع عبور 100 مليون زائر من بوابات المملكة بحلول عام 2030، يزداد حجم المشروعات العقارية المرتبطة بقطاعات السياحة والضيافة والترفيه بصورة متوقعة، وذلك حسب ما صرحت به شركة نايت فرانك.
جرى تصنيف قطاع السياحة والضيافة كواحد من أهم الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي في المستقبل. تتعقب شركة نايت فرانك حاليًا أكثر من 310,000غرفة فندقية، من المقرر بناؤها بتكلفة تزيد على 110 مليارات دولار أمريكي، ومن المقرر إنجازها بالكامل بحلول عام 2030.
أضاف تراب سليم، الشريك ورئيس قسم استشارات الضيافة والسياحة: “حين يتعلق الأمر بالعلامة التجارية الأكثر شعبية للفنادق، كما هو الحال مع المدارس والمستشفيات، تحظى الفنادق الحاملة للعلامات التجارية العالمية والخاضعة لإدارة عالمية (56%) بتفضيل السعوديين أكثر من الفنادق الحاملة للعلامات التجارية المحلية (44%)، ويبدو أن الاختيار من بينها يرتبط بشكل مباشر بالسعر (33%)، ويليه الموقع (31%).
“خططت المملكة العربية السعودية إتاحة العديد من الفرص من خلال توفير عدد كبير من الغرف الفندقية. نتوقع أن نشهد تطويرًا سريعًا في العديد من الصناعات الموازية التي ستُدفع إلى التطور من أجل تلبية احتياجات تدفق الزوار المرتقب. من الواضح أنه ستكون ثمّة حاجة إلى إحداث تغيير كبير في البنية التحتية المادية للمملكة، لكن بالتوازي، ستكون هناك حاجة إلى إنشاء خطوط جوية وطنية جديدة بسرعة. في الواقع، بدأ تنفيذ بعض هذه التغييرات بالفعل، وأعتقد أن مطار الملك سلمان الدولي وشركة الطيران الجديدة، ريا، ستؤدي دور المستأجر الرئيسي له”.
لكن الأهم من ذلك هو أن شركة نايت فرانك تشير إلى اللوائح التي سيتعين وضعها لإدارة جميع جوانب القطاع السياحي الدولي والحيوي بدءًا من العمالة في قطاع الضيافة وصولاً إلى تسهيل استثمارات الضيافة من خلال عمليات مبسطة.