فازت شركة “فيثفول+جولد”، وهي عضو في مجموعة “إس إن سي-لافالين”، بعقد استشاري من قبل وزارة الثقافة السعودية لتوفير خدمات إدارة مشروع إعادة إحياء مدينة جدّة التاريخية، المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي التي تضعها منظمة “اليونيسكو”. يهدف برنامج تطوير جدة التاريخية إلى إعادة تأهيل مساحات العيش في المدينة من خلال استقطاب الأعمال والمشاريع الثقافية الجديدة، بالتماشي مع رؤية عصرية للتخطيط الحضري، تراعي الحفاظ على الطبيعة والانسجام مع احتياجات الناس.
تقع منطقة جدّة التاريخية، التي تُعرف محلياً بـاسم “البلد” في وسط مدينة جدّة الحالية، على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر، ويعود تأسيسها إلى القرن السابع الميلادي، حيث كانت بمثابة ميناء رئيسي لطرق التجارة في المحيط الهندي، وتوجيه البضائع من جدة إلى مدينة مكة المكرمة. يهدف المشروع إلى تطوير بيئة متكاملة في جدة التاريخية تتوفر فيها مقوّمات طبيعية عدة، تشمل 5 كيلومترات من الواجهات البحرية المتطورة ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15 في المائة من مساحة المشروع البالغة 2.5 كيلومتر مربع.
بموجب العقد الذي يمتد على عامين، ستعمل شركة “فيثفول+جولد” على تقديم خدمات إدارة مشروع برنامج تطوير جدة التاريخية، بما في ذلك خدمات استشارات الإدارة وتحليل التكلفة التي تشمل مختلف مرافق الخدمات التي يتضمّنها الموقع، وإدارة التصميم، فضلاً عن خدمات إعداد البرنامج وعمليات وإجراءات الحوكمة. علاوة على ذلك، ستتولى “فيثفول+جولد” الإشراف على جهود التنسيق مع الجهات المعنية في البرنامج، بما في ذلك التطوير العقاري، والبنية التحتية، والمساحات الحضرية الخارجية العامة لضمان الامتثال لشروط ومتطلبات حماية المباني التاريخية وغير التاريخية ضمن المنطقة. سيتم تنفيذ هذه الخدمات في جميع مراحل التخطيط الرئيسي والتصميم وطرح المناقصة والتنفيذ والبناء للمشروع.
وعلق كامبل غراي، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في “أتكنز” و”فيثفول+غولد”، قائلاً: “انطلاقاً من دورنا كشركة رائدة في مجال الخدمات المهنية وحلول إدارة المشاريع، تكمن غايتنا الأساسية في تصميم مستقبل أفضل لصالح كوكبنا وسكانه. يعدّ مشروع إعادة إحياء مدينة جدّة التاريخية من المشاريع بالغة الأهمية، حيث يسلط الضوء على الامتداد العميق للتراث الثقافي للمملكة العربية السعودية ويقدم تجربة متجدّدة للوجهات متعددة الاستخدامات، موفراً فرصاً هامة لرواد الأعمال الطموحين. نحن فخورون بالعمل مع وزارة الثقافة على تطوير هذا المعلم التراثي المرموق، الذي يعد واحداً من أروع المواقع الثقافية في العالم.”
من المتوقع أن تصبح جدة التاريخية حاضنة للإبداع، يلتقي فيها رواد الأعمال والفنانون السعوديون ضمن مجتمع محفّز وخلّاق يجمع عناصر التراث الوطني والطبيعة بالتصاميم الهندسية المعاصرة. تحتوي المنطقة على أكثر من 600 مبنى تراثي و36 مسجداً تاريخياً وخمسة أسواق تاريخية رئيسة، إلى جانب مجموعة من المسارات والساحات والمواقع القديمة ذات الدلالات التاريخية الهامة. سيمتد العمل على المشروع 15 عاماً، ستشهد خلالها منطقة جدة التاريخية عملية إعادة إحياء مميزة، تشمل البنية التحتية والخدمات، وتطوير المجال الطبيعي والبيئي، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الجوانب العمرانية.
من جانبه، قال أندرو روتيفيل، المدير الإداري للاستشارات للبرامج في الشرق الأوسط وأفريقيا في “أتكنز” و”فيثفول+جولد”: “يؤدي برنامج تطوير جدّة التاريخية دوراً حيوياً في الحفاظ على المواقع التاريخية في المملكة، وتحفيز السياحة الثقافية والاستثمارات، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.” وأضاف: “سنعمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف الرئيسة لتحقيق الكفاءة والقيمة على مدار المشروع، بالاستناد إلى نهج متكامل في مجال إدارة البرامج والمشاريع، مدعوماً بالحلول الرقمية وأفضل الممارسات في مجال بلوغ صفر انبعاثات في عملياتنا.”
بالإضافة إلى مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية، تولّت شركتا “فيثفول + جولد” و”أتكنز” تنفيذ مشاريع الترميم في اثنين من أهم المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية. تعدّ “أتكنز” مستشار التخطيط الرئيس لمشروع الدرعية ، وهي وجهة تاريخية وثقافية وأسلوب حياة متعددة الاستخدامات تمتد على مساحة 11 كيلومتر مربع، تم إنشاؤها بموجب الطراز الهندسي النجدي التقليدي الذي يعكس تراث المملكة العربية السعودية الأصيل. كما عملت “أتكنز” و”فيثفول+غولد” على مدى السنوات الثلاث الماضية مع الهيئة الملكية للعلا لتنفيذ خطة طويلة الأجل لتطوير وتحقيق تحول مستدام لمحافظة العلا، باعتبارها وجهة عالمية رائدة للتراث والثقافة والطبيعة والفنون. حيث تقدم الشركتين خدمات إدارة التكاليف وإدارة البرامج والمشاريع والخدمات الاستشارية والتخطيط الرئيسي والإشراف على البناء.