نشهد ولادة فجر جديد في تاريخ العالم العربي
شارك رئيس “تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني” ورئيس “مجموعة أماكو” علي محمود العبد الله في أعمال “مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين” و”ندوة الاستثمار العربي الصيني” اللتين تستضيفهما وزارة الاستثمار السعودية على مدى يومين في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات في الرياض. ويعدّ هذا اللقاء الاقتصادي الضخم، أكبر حدث من نوعه على المستوى العالمي، خصوصا على صعيد تعزيز التعاون الاقتصادي العربي الصيني، ويشكل استكمالا لمقررات “القمة العربية الصينية” التي استضافتها الرياض في ديسمبر الماضي. كما يمثل هذا الحدث الذي تتشارك في تنظيمه جامعة الدول العربية ووزارة الاستثمار السعودية واتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف السعودية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية (CCPIT)، تأكيدا على المسار الذي تقوده المملكة بهدف تحقيق النهضة والتقدم في السعودية، كما في سائر الدول العربية. وشهد المؤتمر توقيع اتفاقيات تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار أمريكي، وشملت 30 اتفاقية وصفقة في عدد من القطاعات، من بينها: التكنولوجيا، مصادر الطاقة المتجددة، الزراعة، العقار، المعادن، سلاسل التوريد، السياحة، الرعاية الصحية وغيرها من القطاعات.
وخلال المؤتمر التقى العبد الله عددا من رؤساء الشركات والمنظمات الدولية والجمعيات والاتحادات العربية والصينية واللبنانية ورجال الأعمال من المنطقة والعالم. وشملت اللقاءات رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المحافظ والرئيس الأسبق لمجلس إدارة البنك المركزي السعودي محمد الجاسر، نائب رئيس المجلس الصيني لتشجيع التجارة الدولية CCPIT أن تاو، رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني محمد العجلان بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس، نائب المدير العام لغرفة التجارة الصينية الدولية ومسؤول التعاون المشترك شو جينلي بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات والهيئات الاقتصادية العربية والدولية.
وبمناسبة مشاركته في أعمال المؤتمر والندوة، قال العبد الله: “نحن نشهد في الرياض، وتحت رعاية كريمة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولادة فجر جديد في تاريخ العالم العربي وفي العلاقات العربية الصينية على مستوى رجال الأعمال والاستثمار. إننا فعلا أمام ولادة جديدة لدول المنطقة، تماما كما قال ولي العهد السعودي عام 2018 في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي انعقد في الرياض، حين وصف الشرق الأوسط بـ أوروبا الجديدة”.
السعودية تقود “النهضة الكُبرى”
وقال العبد الله: “في خضم التطورات العالمية المُقلقة، وخصوصا منها الأحداث الاقتصادية والعسكرية في أوروبا والتوترات في مناطق أخرى من العالم، تشكل العلاقات المتينة مع الصين، مكسبا لكل الدول العربية، لأن الصين قوة عُظمى مؤمنة بالسلام وببناء جسور التعاون على كل المستويات، مستندة بذلك إلى قوتها الاقتصادية والتكنولوجية والدبلوماسية وصداقاتها الدولية، وهي تنظر إلى الدول العربية باعتبارها مهدا لشراكاتها الدولية الناجحة”.
وأضاف: “السعودية تقود “النهضة الكُبرى” في المنطقة، وكل البلدان العربية مدعوة للانضمام إلى هذه النهضة بالتعاون مع الدول العُظمى الصديقة وعلى رأسها الصين التي لم تترك مناسبة إلا وعبّرت فيها عن رغبتها بتطوير العلاقات مع العالم العربي. أدعو القطاع الخاص العربي من “مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين”، إلى المضي في تثبيت مسيرة تعزيز العلاقات العربية الصينية، فالعالم الذي يولد أمامنا اليوم، هو عالم جديد، يتطلب منّا جميعا التعاون من أجل مستقبل أوطاننا وشعوب المنطقة”.
لبنان وإعادة النهوض
وتابع قائلا: “مع سياسة الاعتدال وتصفير المشاكل التي رسّختها السعودية في المنطقة، نكون اليوم أمام صفحة جديدة من صفحات النمو وبناء الشراكات والازدهار، وهذا كلّه يأتي خدمة لشعوب المنطقة وازدهار الاقتصادات العربية. وعلينا في لبنان حسم أمورنا بأسرع وقت ممكن، لمواكبة التغيرات السياسية والاقتصادية الكُبرى والاستفادة منها. أنا أدعو إلى المُضي قدما بتنفيذ تسوية سياسية – مالية – اقتصادية في لبنان، بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق ورشة لبناء ما تهدّم، ودعم بناء اقتصاد وطني وقطاع مصرفي على أُسس صلبة شفافة تلبي المعايير الدولية، وتعزيز السياحة والصادرات الصناعية واحتضان أصحاب المشاريع التكنولوجية والرقمية”.
“لحظة” عربية تاريخية
وتابع العبد الله قائلا: “هذه لحظة عربية تاريخية، وسيكون لها انعكاسات اقتصادية وسياسية هائلة، وسترسّخ دور المملكة العربية السعودية كقطب عالمي صانع للسياسات الدولية، وستساهم في استكمال تنفيذ نتائج “القمة العربية الصينية”. في تلك القمة أكد ولي العهد السعودي أن العالم العربي قادر على تحقيق الرخاء والتنمية من خلال تقوية شراكاته مع القوى الدولية الرئيسية، ومن بينها الصين التي حققت نمو مطرد وتقدم تقني متسارع، جعلها ضمن الاقتصاديات الرائدة عالميا”.
وأضاف العبد الله: “خلال مشاركتنا في أعمال المؤتمر، كان واضحا أن المملكة اتخذت خياراتها الوطنية والعربية، وهي ماضية في استراتيجيتها السياسية – الاقتصادية القائمة على الشراكات المتينة. وما تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمته على هامش اليوم الأول من المؤتمر سوى تأكيد على هذه الخيارات، إذ قال إن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، إذ يبلغ حجم التبادلات معها نحو 430 مليار دولار. فيما أشار وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إلى أن علاقات الرياض وبكين نمت بشكل وثيق “لكوننا الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط، والأسرع نموا في العالم خلال العام الماضي”، مشددا في الوقت نفسه على التزام السعودية بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين”. كما شدد على التزام المملكة بربط العالم العربي مع الصين وتوسيع استثمارات بلدان المنطقة، مبيّنا إن حجم الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية يتجاوز 3.5 تريليون دولار، ثلثها في السعودية”.
وختم علي العبد الله قائلا: “نحن أمام عالم متغيّر ومعادلات اقتصادية وسياسية دولية مختلفة، وينبغي علينا قراءة معطيات اللحظة الراهنة بعقلية اليوم، لا بعقلية الأمس. ولكي نستقل قطار النهضة الكُبرى التي تقودها المملكة في المنطقة، علينا كقادة في القطاع الخاص المبادرة والعمل بكل ما أوتينا من قوة”.