نصف الشباب العربي تقريباً يطمحون لبدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة
- روح ريادة الأعمال هي الأقوى لدى الشباب الخليجي، حيث قال 58٪ منهم إنه من السهل بدء الأعمال في بلدانهم
- الشباب العربي يرون أن الحوافز المالية وتعزيز فرص التدريب والتعليم ستشجع الكثير منهم على بدء أعمالهم الخاصة
- معظم الشبان والشابات العرب يفضلون العمل في القطاع الخاص على الوظائف الحكومية
كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، والذي أصدرته “أصداء بي سي دبليو” – شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – أن العالم العربي يتمتع بفرص واعدة لتشجيع الشباب على ريادة الأعمال، حيث قال حوالي نصف الشباب العرب المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتزمون بدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. ويعكس هذا الحماس المتزايد تجاه ريادة الأعمال ميل الشباب للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وقد سجلت المنطقة واحداً من أعلى معدلات بطالة الشباب في العالم، والذي يزيد عن 26٪ مع وجود حوالي واحد من كل ثلاثة شباب (32٪) تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً غير منخرطين بمجالات العمل أو التعليم أو التدريب، وفقاً لتقرير البنك الدولي. وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة توفير المنطقة 33.3 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب العدد الكبير من الشباب الراغبين بالانخراط في سوق العمل، وهي مهمة ليست بالسهلة يجب على الحكومات أن تسرع فيها.
كانت هذه بعض من النتائج الرئيسية للاستطلاع الذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة. وتم إجراء الاستطلاع خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً.
وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي على امتداد المنطقة.
فيما يخص مستقبلهم المهني، كشفت نتائج الاستطلاع أن 42٪ من الشبان والشابات العرب يرغبون ببدء أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمس المقبلة. وبدت هذه الرغبة أكثر وضوحاً في دول مجلس التعاون الخليجي (53٪)، تليها دول شرق المتوسط (39٪) وشمال أفريقيا (37٪).
كما كان الشباب الخليجي أكثر تفاؤلاً بشأن بدء أعمالهم الخاصة، حيث قال 58٪ منهم أن بدء الأعمال في بلدانهم “سهل جداً/ سهل إلى حدٍ ما”، مقابل 79٪ من شباب دول شرق المتوسط و73٪ من شباب شمال أفريقيا قالوا إن الأمر “صعب جداً/ صعب إلى حد ما” في بلدانهم.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن الإعفاءات الضريبية وتخفيض الرسوم المفروضة على الشركات الناشئة، وتعزيز فرص التدريب والتعليم، وتقديم قروض بضمان الحكومة سيشجع المزيد من الشباب العرب على بدء أعمالهم الخاصة. وفيما يخص قطاعات الأعمال التي يفضلونها، قال 15٪ من الشباب المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة في قطاع التكنولوجيا، يليه التجارة الإلكترونية (13٪)، والمجالات الإبداعية (11٪)، والتصنيع (11٪)، والعقارات (10٪)، والمطاعم وخدمات الطعام (9٪)، وقطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والتعليم (7٪ لكل منها).
ميل أكبر للعمل في القطاع الخاص
من أبرز التوجهات التي رصدها الاستطلاع على مر السنوات ميل الشباب العربي بشكل متزايد للعمل في القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية.
وكان حوالي نصف المشاركين في استطلاع عام 2019 قالوا إنهم يفضلون العمل في القطاع الحكومي مقابل أقل من الثلث (30٪) هذا العام. كما قال ثلث الشباب العربي (33٪) إنهم يفضلون بدء أعمالهم الخاصة، بزيادة قدرها 13% عن نتائج استطلاع عام 2022.
ويقول واحد من كل أربعة (25٪) شبان وشابات عرب اليوم إنهم يريدون بدء أعمالهم الخاصة أو العمل لدى عائلاتهم، ويشكل ذلك انخفاضاً طفيفاً عن العام الماضي (28٪)، وزيادة بنسبة 6% عن عام 2019. وفي الوقت نفسه، قال 11٪ إنهم يفضلون العمل لدى منظمة غير ربحية.
وفي إطار تعليقه على هذه النتائج، قال سونيل جون، رئيس شركة “بي سي دبيلو” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس “أصداء بي سي دبليو”: “لا شك أن رغبة الشباب العربي ببدء أعمالهم الخاصة تعتبر بوادر مشجعة، ولكنها في الوقت ذاته نتيجة طبيعية لصعوبة إيجاد عمل مستقر في بعض الدول. ويتعين على صناع السياسات والشركات نفسها دعم جهود الشبان والشابات الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة”.
وأضاف جون: “يساهم التنويع المتزايد لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي في توفير المزيد من الفرص الواعدة للقطاع الخاص، ويضمن ذلك تحقيق استدامة طويلة الأجل للاقتصاد الإقليمي، ويشكل مصدراً محتملاً لوظائف وفرص الشباب العربي خارج منطقة الخليج”.
وأردف جون: “هذا الاهتمام المتزايد بتأسيس الأعمال يجب أن تقابله الشركات نفسها بتوفير فرص العمل والتطوير المهني لتمكين التطور السريع لكوادر العمل الوطنية في المنطقة”.
ستنشر “أصداء بي سي دبليو” خلال الأسابيع المقبلة النتائج المتعلقة بالمواضيع الثلاثة المتبقية التي يغطيها الاستطلاع، وهي: ’هويتي‘ الذي يغطي مواقف الشباب تجاه الدين والهوية الشخصية؛ و’طموحاتي المستقبلية‘ الذي يعكس آمال الشباب العربي المستقبلية؛ و’نمط حياتي‘ الذي يسلط الضوء على عاداتهم، ووسائلهم للتسلية، ووسائل الإعلام التي يتابعونها. وسيتم الكشف لاحقاً عن النتائج المتعلقة بالتغير المناخي، والصحة النفسية، وحقوق الجنسين؛ مما يجعل استطلاع هذا العام الأكثر شمولاً في تاريخ المسح. وتندرج هذه النتائج جميعها تحت موضوع “واقع جديد ونظرة متغيرة” الذي اعتمدته “أصداء بي سي دبليو” عنواناً رئيسياً للنسخة الخامسة عشرة من استطلاعها.