تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
يستمر تراجع أسعار الذهب في الجلسة الثانية هذا الأسبوع ويصل إلى مستوى 1904 دولاراً للأونصة عند حوالي الساعة 9:00 بتوقيت غرينيتش اليوم. فيما يأتي هذا الضغط المستمر على الذهب مع قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية.
يكتسب الدولار الأمريكي المزيد من القوة هذا الأسبوع أيضاً وذلك بوصفه أحد عملات الملاذ الآمن. ذلك خصوصاً بعد تدفق المزيد من البيانات السلبية من الاقتصاد الصيني فجر اليوم، والتي تأتي بعد سلسلة سابقة من البيانات المخيبة، والتي تأتي بدورها ضمن أزمة يشهدها القطاع العقاري الصيني وتباطؤ في النمو.
حيث شهدنا اليوم اصدار ارقام الإنتاج الصناعي في الصين والتي تباطأت بشكل أكبر من المتوقع مع نمو بنسبة 3.7% مقارنة مع نمو متوقع عند 4.4% على أساس سنوي في يوليو الفائت. أيضاً، كنا قد رأينا اليوم تراجعاً ملحوظاً لمبيعات التجزئة الصينية وذلك مع تسجليها لنمو بنسبة 2.5% في يوليو على أساس سنوي وأقل من القراءة السابقة عند 3.1% وما دون التوقعات بكثير عند 4.5%.
إلى جانب الارتفاع في الدولار، نشهد استمراراً لارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأعلى المستويات منذ أكثر من شهر. حيث ارتفاع العائد على سندات الخزانة لأجل سنتين ويقترب من مستوى 5% لأول مرة منذ 7 يوليو الفائت. كما رأينا على نحو ملحوظ ارتفاع عوائد السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.223% وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر من العام 2022.
أعتقد أن الارتفاع المستمر في عوائد السندات قصيرة وطويلة الأجل يضر بأسعار الذهب من ناحيتين ويجب أن نتابعها عن كثب. من ناحية، الارتفاع في عوائد السندات قصيرة الأجل يعكس توقعات الأسواق باستمرار قوة التضخم إلى جانب بقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة نسبياً لفترة أطول من المتوقع، وهو هذا من شأنه أن يشكل المزيد من الضغوط على الذهب مع استمرار مزاحمة السندات ذات العائد المرتفع للذهب الذي لا يدر عائداً. إذ عززت أرقام مؤشر أسعار المنتجين الأمريكية لشهر يوليو والتي صدرت يوم الجمعة الفائت تلك التوقعات حول التضخم وسعر الفائدة وذلك مع تسجيلها لقراءات فاقت التوقعات سواء على مستوى القراءة الرئيسية أو الأساسية التي تستثني البنود المتقلبة.
من ناحية أخرى، يعكس ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل توقعات النمو المتفائلة للاقتصاد الأمريكي وهو ما يبدد حالة عدم اليقين ويعزز التوقعات بقدرة الاقتصاد الأمريكي على تجاوز الركود وهو ما قد يضر بالذهب أيضاً كأحد الملاذات الآمنة. حيث أن توقعات النمو على المدى الطويل قد ينعكس في ارتفاع أسعار الفائدة وذلك لمكافحة التضخم الذي قد ينشأن عن النمو السريع للاقتصاد، فيما أن عوائد السندات الطويلة الأجل هي المعيار لأسعار الفائدة طويلة الأجل في السوق.
أما اليوم، فتترقب الأسواق أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يوليو وذلك لوضع تصور أوضح حول المسار المستقبلي للتضخم وقدرة الأفراد على الانفاق. كما نترقب غداً نشر محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وذلك للحصول على نظرة أعمق على ما يدور في أروقة الاحتياطي في الفيدرالي.